طـرح الـمفكر أحمد عـروة للقضايا الإسلامية كان معاصـرا
أجمع المشاركون في الملتقى الوطني الرابع حول فكر الدكتور الراحل أحمد عروة، أن الرجل كان لديه فكر إسلامي معاصر، أراد من خلاله طرح العديد من الأفكار و حل المشاكل التي كانت مطروحة في وقته، من خلال حث الفقهاء و المفكرين على مناقشتها و بحثها لإيجاد الحلول المناسبة لها.
و احتضنت جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، و على مدار يومين، ملتقى وطنيا، حول فكر الدكتور أحمد عروة، و ذلك بحضور عدة شخصيات و باحثين و مفكرين في العديد من التخصصات و من مختلف أنحاء الوطن، و أشرفت على تنظيم الملتقى، جمعية الثقافة و التراث التاريخي بمنطقة «أمدوكال» بولاية باتنة، و هي مسقط رأس أحمد عروة الذي يعد من أبرز المفكرين الجزائريين، حيث ولد سنة 1926، و قد تقلد العديد من المناصب النضالية قبل و أثناء ثورة التحرير، وبعد الاستقلال عين في الكثير من الوظائف الهامة، كان آخرها تعيينه عميدا على رأس جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية سنة 1989م، حتى وافته المنية يوم الخميس27 فيفري 1992.
المشاركون في الملتقى، أجمعوا على أن الدكتور أحمد عروة، كان طبيبا ومفكرا وشاعرا وأديبا وداعية و مجاهدا ومناضلا، و قد تطرق في حياته إلى الكثير من القضايا الهامة، التي عالجها في كتاباته المختلفة، و كان يدعو المفكرين و الفقهاء إلى التطرق لها و مناقشتها، كما عمل على نشر القيم و المفاهيم الإسلامية، في شتى المجالات في الطب و في المجتمع و في السياسة و الاقتصاد و الدين و غير ذلك، و سمحت له أسفاره الكثيرة عبر العالم، بالتعرف على نظرة الغرب للإسلام، و حاول أن يوصل المفهوم الصحيح للدين الإسلامي، و لعل أحسن مبادراته كانت المزاوجة بين جامعة الأمير عبد القادر و المركز الإسلامي بنيويورك في نهاية الثمانينيات، و قد ترك عدة مؤلفات كلها باللغة الفرنسية، اتسمت بالعقلانية والأصالة والتفتح والنزعة العلمية الجادة، و من أبرز مؤلفاته «الإسلام في مفترق الطرق»، و الذي ترجم إلى 22 لغة، وبلغت مؤلفاته الطبية والأدبية أكثر من اثني عشر كتابا، بالإضافة إلى العديد من البحوث الإسلامية و القصائد.
عبد الرزاق.م