المفكر محمد عدنان سالم يتوج في الطبعة العاشرة لوسام العالم الجزائري
توج أمس المفكر السوري ورائد النشر في العالم الإسلامي محمد عدنان سالم، صاحب دار نشر الفكر السورية، بوسام العالم الجزائري في طبعته العاشرة، وذلك في حفل نظم على شرفه بقاعة الأوبرا بالجزائر العاصمة، بحضور مستشار رئيس الجمهورية محمد بوغازي، و وزراء و شخصيات علمية ووطنية.
وجاء اختيار المفكر محمد عدنان سالم ليتوج بوسام العالم الجزائري، نظير جهوده في نشر أفكار وأعمال المفكر الجزائري مالك بن نبي، حيث أصدرت دار نشر الفكر التي يديرها المفكر بسوريا، الأعمال الكاملة للمفكر الجزائري مالك بن نبي في أربعة مجلدات السنة الماضية.
وقال المفكر عدنان سالم في كلمته أثناء الاحتفالية بتتويجه، بأنه يحمل نفس الرؤى والأهداف مع المفكر مالك بن نبي، وأضاف بأنه رفض في سوريا أكثر من تكريم ليس للزهد، وإنما لشعوره بأن ما يقوم به هو لتأدية واجبه.
في حين هذا التكريم الذي حظي به في الجزائر، كما قال، له مذاق خاص، وأدخل البهجة في نفسه، قائلا بأنه سوري المولد، لكنه جزائري الفكر والهوى، و تحدث المفكر عدنان سالم عن عمق العلاقات والصلات الجزائرية السورية والروابط التاريخية والفكرية التي تجمع البلدين.
كما تحدث في كلمته، عن رحلة مالك بن نبي إلى سوريا في سنة 1971، وكيف أسمع السوريين كلاما جديدا حول النهضة وارتبطت صداقته مع دار الفكر التي نشرت كتبه، ثم جمعها في سلسلة مشكلات الحضارة.
وتابع المفكر عدنان سالم بأن أفكار مالك بن نبي، انتشرت بين الشباب في سوريا وآمنوا به وبأفكاره، و عندما انطفأت شمعته حزنت دمشق ورأى فيه السوريون خسارة للفكر.
وكشف المفكر سالم عن نشر دار الفكر للأعمال الكاملة لمالك بن نبي في اربعة مجلدات، وبعد مرور 44 سنة على رحيله، أكد بأن أعماله لا تزال حية، مضيفا بأن نشر أعمال مالك بن نبي من طرف دار الفكر، لم تكن لغرض تجاري، لكن لتبقى حية ومستمرة بين الأجيال.
من جانب آخر تحدث عدنان سالم عن مشكلة القراءة في الوطن العربي، قائلا بأنها مرتبطة بالتخلف وليست قضية شرق وغرب، لكنها قضية تحضر، والمشكلة هي مشكلة حضارة، و آن الآوان، حسبه، لتغيير هذا الوضع وندخل دولة حضارية قريبة من جديد.
ولم يفوت المفكر الفرصة للحديث عن جراح سوريا و العالم العربي، وقال بأن ما يقع في سوريا، إستراتجية خطيرة خطط لها منذ قيام دولة الكيان الصهيوني، مشيرا إلى أن أنظمة الحكم في الوطن العربي، كانت تعددية والشعب يستطيع أن يقول كلمته ، بما فيها في تلك الأنظمة الملكية التي كانت تفتح المجال للشعب ليعبر عن آرائه، في حين هذا الحراك لم يكن ليساعد قيام دولة الكيان الصهيوني، ولهذا كان لقيامه إعداد استراتيجية جديدة تقوم على استبدال الأنظمة الديمقراطية بأخرى غير ديمقراطية، داعيا إلى ضرورة تجاوز هذا السياق والتخطيط للمستقبل، وتحقيق وعد آخر بعد وعد بلفور.
تكريم ثمانية معلمين كرسوا حياتهم لتربية الأجيال
كرمت مؤسسة وسام العالم الجزائري في الطبعة العاشرة 08 معلمين من مختلف أقطار الوطن أفنوا حياتهم في خدمة العلم والمعرفة وتربية الأجيال، اعترافا بمجهودهم الكبير في هذا الميدان.
و تم تكريم الشيخ المسعود الخضور شيخ زاوية سيدي أحسن ببرج غدير بولاية برج بوعريريج ، الذي أفنى حياته في التعليم وتربية الأجيال، وذلك منذ سنة 1964، وقد جمع الشيخ الخضور بين التعليم الابتدائي والقرآني وبناء المؤسسات الخيرية والمساجد.
وفي نفس الإطار كرمت المعلمة فريدة لبعل من ولاية عنابة، التي قضت 44 سنة في تعليم الأجيال، كما حصلت خلال مسيرتها التعليمية على شهادة تقدير وعرفان من طرف الشيخ العربي التبسي، وفي السياق ذاته تم تكريم المعلمة فريدة حطاب من ولاية الشلف التي قضت هي الأخرى 28 سنة في التعليم الإبتدائي، كما حظي المعلم محمد باحريز من ولاية غرداية ، بالتكريم نظير جهوده في تربية الأجيال لعقود طويلة في هذا الميدان بتفان وإخلاص. وبجنوبنا الكبير أيضا ، حظي الشيخ بكرواي ، معلم بإحدى مدارس رقان بولاية أدرار، والذي لم تمنعه تجارب المستعمر بهذه المنطقة، والمسافات البعيدة من التعليم و تربية الأجيال، وفي نفس الإطار كرمت معلمة اللغة الفرنسية فتيحة بوسماحة من العاصمة، التي كرست حياتها من أجل العلم والتربية، كما كرمت الأستاذة أمنية بلقاسمي، أستاذة العلوم الطبيعية من ولاية البليدة، نظير جهودها في ميدان العلم.
نورالدين-ع