أحمد راشدي يصور "أسوار القلعة السبعة " في قسنطينة
شرع أمس المخرج أحمد راشدي في تصوير أولى المشاهد من فيلمه الجديد " أسوار القلعة السبعة" بساحة سي الحواس بمدينة قسنطينة ، الفيلم الذي يمتد على مدار 120 دقيقة ، مقتبس من رواية للكاتب محمد معرافية بنفس العنوان، الفيلم من إنتاج الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي و بدعم من وزارة الثقافة -صندوق دعم و تطوير تقنيات السينما- ويدخل هذا الفيلم ضمن الاحتفالات المخلدة للذكرى 53 للاستقلال.
أحداث الفيلم تدور قبيل اندلاع الثورة التحريرية، ويقدم صورة درامية عن هوية الصراع بين شخصيات القصة على هذه الأرض التي احتلها المستعمر الفرنسي الذي مافتئ منذ احتلاله لها، يسعى لتحويلها إلى مقاطعة فرنسية، و يعد الحاج العيد الرجل الطاعن في السن الشخصية المحورية للفيلم ، والذي يحمل كل معاني المقاومة و الارتباط بالأرض من خلال منزل أراد ابنه العزيز ثابتي استرجاعه ،سعيا منه للانتقام من لوسيان الذي يبدي هو الآخر تمسكه بهذا المنزل الذي يحمل رمزية كبيرة بالنسبة للطرفين المتصارعين، ليشتعل الصراع بينهما في مواجهة مكشوفة بين من يريد استرجاع ما ضاع منه و آخر يظن أنه صاحب حق في هذه الأرض. و في ظل هذا الصراع الدرامي يتجلى تشبث كل طرف بما يمثل الانتماء و الارتباط بالأرض من خلال لوسيان الذي يعبر هو الآخر عن ارتباطه الشديد بالأرض الجزائرية بينما ثابتي يريد استرجاع حق ضاع منه بقوة النار منذ احتلال فرنسا للجزائر عام 1830.
هي قراءة أخرى لجدلية الصراع الذي نشأ منذ احتلال فرنسا للجزائر الذي تشكل عبر العصور المتعاقبة و تولدت عنه الثورة التحريرية التي كانت نتجا طبيعيا لهذا الصراع الذي ظل يتمحور داخل المجتمع الجزائر في تلك الفترة بشقيه الجزائري و الفرنسي، سيما الأخير الذي كان يعتقد أن تملكه للأرض بالقوة يعني بالضرورة أنهم أصحاب حق على هذه المقاطعة.
راشدي يعود إلى قسنطينة لتصوير فيلمه الجديد، بعد أن سبق له أن صور فيها مشاهد من فيلم عن أسد الأوراس مصطفى بن بولعيد.
ع - قد * تصوير: الشريف قليب