5 مليار لإنجاز فضاء أخضر يربط وسط المدينة بالبحر
تم أول أمس الخميس عرض صور نموذجية لمشروع توسعة وسط مدينة وهران، وهو عبارة عن حديقة ومتنزه للعائلات، تربط ساحة «بلاص دارم» بالميناء، وهي الوضعية التي كان عليها وسط وهران قبل 1959.
عرضت مؤسسة المساحات الخضراء التابعة لبلدية وهران أول أمس صورا نموذجية عن مشروع توسعة وسط المدينة، في جناح المؤسسة على هامش الإحتفالية الخاصة بالذكرى 51 للبلدية بالجزائر، والتي أشرف عليها بوهران الوالي و وزير العمل السابق محمد الغازي و أميار سابقون، و استقطب جناح مؤسسة المساحات الخضراء اهتمام السلطات والزوار.
و أوضح أحد مسؤولي المؤسسة للنصر، أن دراسة المشروع أوكلت لمكتب «آرشي بان»، لكن بشرط أن تستخدم في التهيئة مواد و منتجات محلية و ليست مستوردة، مثل الرخام وحواف الطريق وتبليط بعض الأجزاء بالحديقة، مضيفا أن الأشجار وتغطية و تزيين المساحات الخضراء ستكون من طرف المؤسسة التي المتخصصة في ذلك، و عليه يؤكد محدثنا، فإن الغلاف المالي المتوقع لتجسيد المشروع يناهز 5 ملايير سنتيم، لكن لم يحدد بعد تاريخ الانطلاق في المشروع لأن الدراسة لم تنته بعد، وفق مصدرنا.
ويبدو، حسب الصور المعروضة، أن الحديقة ستكون أيضا متنفسا، على غرار حديقة ابن باديس المحاذية لها، و ستسمح لزوار وهران بالوصول بسهولة للبحر و استنشاق نسماته، خاصة صيفا، حيث سيعيد المشروع وسط مدينة وهران لسابق عهده مع بداية دخول المستعمر للولاية، حيث كان المواطن ينتقل من ساحة بلاص درام إلى الميناء وحي سيدي الهواري مباشرة ، دون عناء، إلى أن جاء الجنرال «لوتاغ» وأنشأ منتزها سنة 1847 ، لأنه كان مولعا بالأزهار وأنواع الورود، فاتخذ من المكان السفلي لوسط المدينة، حديقة أخذت اسمه منذ سنة 1861.
المتنزه بقي كفضاء مفتوح تنظم فيه حفلات موسيقية كل خميس و أحد، إلى غاية 1959 ، عندما قرر المستعمر غلق المتنزه في وجه السيارات التي كانت تلوث الجو و تشوه الديكور الوردي، حسبه، وظلت ساحة بلاص دارم شبه معزولة عن الجهة السفلية للمكان، إلى غاية سنة 2016 ، حين اقترح والي وهران آنذاك، إعادة فتح المكان في إطار توسيع وسط المدينة، و ليمكن المشروع الجديد أيضا من إيجاد متنفس على البحر، عبر منفذ قصر الباي و شاطوناف، بعد عملية التوسيع والتهيئة.
علما بأن بناية شاطوناف ستصبح مقرا جديدا لبلدية وهران، فيما تجري الأشغال حاليا بالمقر السابق للبلدية، لتحويله إلى متحف، إضافة إلى أنه في حد ذاته يعتبر معلما أثريا. و الملاحظ أن وسط المدينة أصبح ضيقا نوعا ما، بعد فتح خط الترامواي و هو أيضا عاد إلى مكانه بعد حوالي قرن من الإختفاء، حيث عرفت وهران الترامواي في العهد الإستعماري وظلت بعض الخطوط تعمل إلى غاية بداية السبعينات.
وستتم توسعة وسط وهران بعد عملية تهيئة المقر السابق للمركز الإعلامي الإقليمي للجيش الذي تم نقله لفضاء أوسع في حي البدر، وهو المقر الجديد الذي دشنه نائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش الشعبي الوطني اللواء قايد صالح في أوت الماضي، ليكون مركزا للنشاطات الإعلامية والمعارض من أجل تقريب الجيش من المواطن وتعريفه بالتقدم المحقق و بكل النشاطات، إلى جانب إتخاذ جزء من الموقع كمقر للمعتمدية. بن ودان خيرة