الجائزة الأولى لفيلم «هيومن» للمخرج عصام تعشيت
توج سهرة أول أمس السبت الفيلم القصير «هيومن» للمخرج عصام تعشيت، بالجائزة الأولى في أول طبعة لمهرجان «إبداعكم» الذي نظمته جمعية صحة سيدي الهواري بوهران، بالاشتراك مع المبادرة الشرق أوسطية للسفارة الأمريكية بالجزائر، بينما فاز المصور عمر ذيب من العاصمة، بجائزة أحسن صورة فوتوغرافية.
تميز حفل اختتام الطبعة الأولى لمهرجان «إبداعكم» ، الخاص بإبداعات الشباب في مجال السمعي البصري و الصورة الفوتوغرافية، والذي أقيم بفندق الميريديان بوهران، بتوزيع الجوائز على الشباب المبدعين القادمين من 12 ولاية من الوطن، حيث ظفر فيلم «هيومن» للمخرج عصام تعشيت بالجائزة الأولى، فقد لخص فيلمه القصير في بضع دقائق، نظرة المجتمع الجزائري لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة ، و من بينهم المصابون بالتريزوميا 21.
توج فيلم «أنا كاميكاز» للمخرج محمد طواهرية بالمرتبة الثانية وهو يعالج حقائق، ربما يخفيها الإعلام الغربي عن قصد أو عن غير قصد، وهي مسألة تنفيذ عمليات انتحارية و نسبها للعرب،خاصة المهاجرين الجزائريين، حيث يظهر الفيلم قصة جزائري هاجر إلى فرنسا ليعمل في إحدى المؤسسات كعامل نظافة يمسح الزجاج ويكنس ويمسح الأرضيات منها أرضيات المراحيض، وذات يوم وهو ينظف المراحيض، لاحظ وجود حقيبة مهملة وسط مرحاض و بمجرد اقترابه منها انفجرت وقتل في الانفجار، لكن التحقيقات الأمنية نسبت له العملية وجعلت منه إنتحاري إرهابي تداولت وسائل الإعلام العالمية اسمه.
الفيلم صفق له الجمهور كثيرا، وأنجزه المخرج بتقنيات جيدة على طريقة الأفلام المتحركة، كما لم تفوت لجنة التحكيم الفرصة للتنويه بفيلم أبيض وأسود للمخرج زكريا أوكازي، تناول من خلاله موضوع اندماج الشباب في المجتمع ، حيث وضع المخرج علامات قلوب بيضاء في صدور الأشخاص العاديين في المجتمع، و قلوب سوداء في صدور الشباب الذين انجرفوا في طريق الاعتداء على الغير وعقوق الوالدين والسرقة ، وغيرها من الآفات التي يمكن تجاوزها بإرادة داخلية و تغليب الخير على الشر في الصراع الداخلي للشباب، و الناس عموما، و بسلوكات خيرية بسيطة، أصبح قلب بطل الفيلم أبيض و زال منه السواد.
أما في مسابقة الصورة الفوتوغرافية، فقد توج الشاب المبدع عمر ذيب من العاصمة، ونال الجائزة الثانية الشاب منصور سعيد من الشلف.
وقد شهد اليوم الرابع والأخير من المهرجان، عرض الأفلام القصيرة العشرة بقاعة سينما المغرب، وقد أبهرت تلك الأعمال الجمهور الذي اكتشف تمتع الشباب بمواهب كبيرة ، و أبرزوا من خلال الأفلام، أنهم يعرفون العديد من خبايا مجتمعهم ويطمحون لإيجاد حلول للكثير من المشاكل التي من شدة تأثرهم بها، كان من الصعب بالنسبة لبعض المخرجين الشباب، حصر زاوية تناولهم للموضوع في نقطة واحدة، لكن رغم بعض الخلل في كتابة السيناريوهات، إلا أن الجانب التقني كان جيدا وعكس تحكم الجيل الجديد في التكنولوجيات الحديثة، فبهواتف ذكية أو كاميرات صغيرة، استطاع المبدعون الشباب صناعة فيلم يحكي الكثير عن المجتمع في دقائق معدودة.
بالإضافة إلى الأفلام المتوجة، تأثر جمهور قاعة سينما المغرب بفيلم «أسود بالألوان» الذي تطرق إلى مسألة الصداقة الحقيقية بين الناس، خاصة في وقت الشدة ، وشاركت فيه الطفلة ندى الريحان لياني، التي قال عنها المخرج، أنها ماتت بعد عام من إنجاز الفيلم، متأثرة بمرض إلتهاب السحايا.
سافر الجمهور بخياله إلى عوالم اجتماعية متعددة ، من خلال بقية الأفلام المعروضة، من بينها فيلم «استحواذ» الذي أنجزته المخرجة أسماء مباركي و استعملت طريقة خيال الظل المسرحية، لتناول موضوع الجرائم و القتل في المجتمع، ورافقت العمل بموسيقى بآلة «الفانغ»، مثلما قالت، التي تعزف باليدين، أي أن اليد التي تقتل، يمكنها أيضا أن تنشر الخير وتعزف موسيقى السلام، بينما فضلت المخرجة مروة عطوي التطرق لقصة الأطفال الذين يتشردون بسبب معاملة الأولياء وعدم اقترابهم من أبنائهم و التفاهم معهم، وهذا من خلال فيلم «هذه قصة حياتي».
أما قصة حياة «مونية» ، فعكست نظرة المجتمع الجزائري للمرأة المطلقة، فيما روى فيلم «الحركي» للمخرج يحنين زيان، قصة واقعية حدثت إبان الثورة التحريرية، مثلما روى قروي إسلام قصة حقيقية لشاب يمتلك المال والسيارة الفاخرة ، لكنه أمي ، مبرزا أهمية القراءة و التعلم في حياة الإنسان، هذه الحياة التي جسدها المخرج عمار هيثم في فيلمه «الدنيا» و هي عبارة عن صراع من أجل البقاء ، أحيانا يجري و يواصل طريقه و أخرى يسقط..
بن ودان خيرة