مديــرية الصحـة بقسنطيـنة تقرّر مقـــاضـاة ممـوّن المستشـفى الجـامعي بالســكانير
يعرف جهاز التصوير المقطعي «السكانير» بمستشفى علي منجلي بقسنطينة ضغطا كبيرا، نتيجة تحويل العديد من مرضى المؤسسات الأخرى إليه، كما يشتكي سكان الولاية من عدم توفر الجهاز بمعظم الهياكل الصحية العمومية، وهو ما يشكل خطرا على الحالات الإستعجالية، فيما ذكر مدير الصحة بأنه من المنتظر رفع دعوى قضائية في حق ممون للمستشفى الجامعي إثر عدم إلتزامه بتوفير قطع الغيار للسكانير المعطل.
واشتكي العديد من سكان المدينة الجديدة علي منجلي، مما أسموه «إقصاءهم» من الفحص بجهاز السكانير، الذي خصصته الدولة، كما قالوا، من أجل المرضى، حيث يتفاجأون كلما توجهوا إلى المؤسسة برفض القائمين عليه منحهم مواعيد للفحص، و يبررون ذلك بتخصيصه فقط للمرضى المقيمين أو للحالات الإستعجالية، كما ذكر المرضى للنصر، بأن تكاليف إجراء الفحص بالسكانير لدى الخواص مرتفعة جدا، متسائلين عن جدوى التأمين الإجتماعي الذي يمنحهم حق الإستفادة من أي علاج بعد إظهار بطاقة «الشفاء».
وأوضح مصدر بمستشفى علي منجلي، بأن الجهاز يعمل بأكثر من طاقته، حيث يستقبل يوميا العشرات من الحالات الإستعجالية المحولة من مؤسسات أخرى على غرار البير وديدوش مراد وحتى المستشفى الجامعي، وبالتالي فإنه من غير الممكن، كما أكد، أن يتم التكفل بجميع المرضى الخارجيين، باستثناء الكبار في السن وكذا بعض الحالات التي توجه إلى مصلحة الإستعجالات لدراستها، كما ذكر بأن عدد الأطباء الأخصائيين غير كاف لتغطية جميع المناوبات الليلية، إذ تتوفر المؤسسة على ثلاثة فقط.
وأضاف المصدر ذاته، بأن الأرقام المسجلة تعكس مستوى الضغط المسجل، حيث أن عدد الفحوصات تجاوز 1300 خلال العام الماضي ووصل إلى 260 حالة فقط في شهر جانفي من العام الجاري، مشيرا إلى ضرورة توفير أجهزة أخرى بالمناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة، لتخفيف هذا الإقبال الهائل على الجهاز والذي قد يتسبب في عطبه مثلما حدث مع سكانير المستشفى الجامعي، كما أكد مصدر من مستشفى الخروب بأن الجهاز لم يتعطل منذ اقتنائه في عام 2010، حيث أنه يتكفل بالآلاف من الحالات سنويا ويستقبل مرضى العديد من المؤسسات الأخرى، التي لا تتوفر عليه.
وذكرت مصادر مطلعة من مديرية الصحة، بأن العديد من الحالات الإستعجالية التي تأتي من عدة مناطق وحتى من عاصمة الولاية، على غرار المصابين في حوادث المرور والجلطات الدماغية، تتعرض إلى مضاعفات صحية خطيرة بسبب التأخر في التشخيص الناجم عن تعطل جهاز السكانير بالمستشفى الجامعي، و ذلك في ظل عدم توفر العديد من المؤسسات الأخرى، على غرار البير وديدوش مراد وزيغود يوسف وعين اعبيد، على مثل هذه التجهيزات الطبية التي تعتبر ضرورية لإجراء الفحوصات العادية وتشخيص طبيعة الحالات المرضية.
و يضطر الأطباء أمام هذا الوضع، إلى تحويل الحالات الخطرة إلى الخروب أو علي منجلي باعتبار أن سكانير عيادة سيدي مبروك مخصص لأمراض النساء والتوليد فقط، وهو ما دفع ببعض منظمات المجتمع المدني والجمعيات إلى رفع شكاوى بخصوص هذه المشكلة، إذ لا يعقل، بحسبهم، توفير ثلاثة أجهزة فقط لأزيد من مليون نسمة.
المدير الولائي للصحة أوضح في اتصال بالنصر، بأن قسنطينة تتوفر حاليا على ثلاثة أجهزة سكانير بكل من سيدي مبروك والخروب وعلي منجلي، حيث تعمل كما قال على التكفل بجل الحالات الإستعجالية والماكثة بالمستشفيات، فضلا عن بعض المرضى من ذوي الحالات الخاصة، مضيفا بأنه لا يمكن إجراء الفحوصات المقطعية للجميع.
و ذكر المسؤول بشأن جهاز السكانير المعطل بالمستشفى الجامعي، بأنه قد تم إصلاحه بعد تجهيزه بقطع غيار جديدة، لكنه سرعان ما تعطل مرة أخرى، كاشفا أنه سيتم متابعة الممون قضائيا بسبب عدم وفائه بالتزاماته، كما أشار إلى أن مشروع اقتناء سكانير بديدوش مراد مسه التجميد ما دفع بمصالحه إلى مراسلة الوزارة الوصية من أجل بعث العملية مجددا، و لفت مدير الصحة بأنه وجه تعليمات صارمة إلى مسؤولي مستشفى علي منجلي من أجل مضاعفة وتيرة العمل والتكفل الجيد بالمرضى، بعدما سجل عدم جدية في الإستغلال الجيد في استخدام هذا الجهاز.
لقمان/ق