سوناطراك تعدل أسعار الخام الجزائري لمواجهة المنافسة
خفضت سوناطراك، أمس، سعر البيع الرسمي لخام المزيج الصحراوي لشهر مارس خمسة سنتات مقارنة مع فيفري ليصبح بزيادة 80 سنتا فوق سعر برنت المقدر بأكثر من 66 دولارا، حيث يقدر سعر مزيج «صحراء بلاند» الجزائري بحوالي 68 دولارا للبرميل، في مسعى لمواجهة المنافسة في السوق النفطية في وقت تستعد الشركة للدخول في مفاوضات توصف بالشاقة مع زبائنها الأوروبيين خاصة ايطاليا واسبانيا لتجديد عقود توريد الغاز.
وذكرت وكالة «رويترز» أمس، أن مجمع «سوناطراك» قرر خفض سعر مبيعاته بخمسة سنتات، ليصل بذلك السعر إلى حدود 68 دولارا للبرميل بالنسبة لعقود شهر مارس، ولم تؤكد الشركة أسباب خفض أسعار البيع، لكن مصادر تحدثت عن سعى الشركة لمواجهة المنافسة الشرسة وضمان أسواق جديدة للنفط الجزائري.
وسجلت أسعار النفط، أمس، انخفاضا متأثرة ببيانات صناعية صينية ويابانية ضعيفة مما أثار المخاوف من تباطؤ اقتصادي قد يخفض الطلب على النفط وأيضا بعد تقرير أظهر زيادة مخزونات الخام الأمريكية في ظل ارتفاع الإنتاج. ونزل خام برنت 25 سنتا أو 0.4 بالمائة إلى 66.38 دولارا للبرميل. وقال المتعاملون إن انخفاض أسعار النفط يرجع إلى المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي بعدما أعلنت الصين أن نمو إنتاج المصانع في فيفري هو الأدنى منذ جوان 2016. إضافة إلى انخفاض الإنتاج الصناعي في اليابان ثالث أكبر اقتصاد في العالمي إلى أدنى مستوى منذ الزلزال المدمر الذي وقع في مارس2011.
وكان الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك، قد أعلن قبل فترة، بان الشركة تعتزم تغيير إستراتيجيتها في السوق الدولية لجعل النفط الجزائري أكثر تنافسيا في الأسواق غير التقليدية، في وقت تستعد الشركة الوطنية للمحروقات الشروع في التنقيب عن النفط البحري قبالة السواحل التونسية، التي ستقوم بها شركة النفط «نوميد»، التي تمتلكها وتديرها كل من سوناطراك والمؤسسة التونسية للأنشطة البترولية.
وقال عبد المومن ولد قدور، الأسبوع الماضي، أنّ الجزائر لن تتخلى عن زبائنها في جنوب أوروبا، و التي تربطها بهم عقود تمويل بالغاز طويلة الأجل عبر الأنابيب. و أشار مسؤول سوناطراك، أن الجزائر تعمل على تنويع الزبائن و البحث عن أسواق جديدة-كالسوق الأسيوي- للغاز الجزائري، عبر بواخر نقل المحروقات من منطلق أن سوق الغاز غير محدد.و شدّد ولد قدور على التزام الجزائر بعقود التموين بالغاز عبر الأنابيب.
كما منحت سوناطراك ضمانات إلى الدول المجاورة على غرار تونس بمواصلة تموينها بالغاز وذلك قبل بداية المفاوضات مع ايطاليا بشأن تمديد عقد التموين بالغاز الطبيعي، وهو الملف الذي طرح للنقاش خلال اجتماع اللجنة التونسية الجزائرية للطاقة التي جرت في تونس يوم الثلاثاء، و كانت السلطات التونسية قد أبلغت الجزائر في صورة شركة “سوناطراك” بانطلاق مفاوضاتها مع الشركة الإيطالية “إيني” بهدف تمديد إستغلال شطر أنبوب نقل الغاز الرابط بين تونس و إيطاليا “إنريكو ماتيي”،و هو الأمر الذي يؤكد أن إيطالي تعتزم تجديد عقودها مع الجزائر للتزود بالغاز الطبيعي.
ولم تؤكد إيطاليا رسميًا و حتى الآن رغبتها في تجديد عقود التزود بالغاز الطبيعي الجزائري التي ستنتهي آجالها السنة المقبلة 2019، إلا أن السفير الايطالي بالجزائر، أكد مؤخرًا أن العلاقات التجارية مع الجزائر فيما يتعلق بعقود الغاز ستسفر عن نتائج جيدة و أن المفاوضات بين البلدين تسير بشكل جيد،و قال أن إيطاليا ترغب في إقامة علاقات دائمة في مجال الطاقة مع الجزائر
وتستعد شركة “سوناطراك” لخوض مفاوضات طويلة و قد تكون شاقة بداية من 2019 لإقناع زبائنها التقليديين بأوروبا و خاصة الإيطاليين و الإسبان و الفرنسيين ،بتمديد عقودهم الطويلة الأجل للتمون بالغاز الجزائري، في وقت تتعرض الجزائر لضغوطات قوية لخفض أسعار الغاز الجزائري مقابل تمديد عقود التزود به من طرف دول جنوب أوروبا و هو الأمر الذي جعل المدير العام لشركة “سوناطراك” الجزائرية عبد المومن ولد قدور يدعو الأوروبيين بضرورة الإسراع في إتخاذ قرارات واضحة فيما يخص العقود الطويلة الأجل.
ع س