اعتماد مكاتب دراسات جزائرية لتدارك تأخر ترميم المواقع الأثرية
اعتبر وزير الثقافة عز الذين ميهوبي، أمس بعنابة، انجاز طلبة الماستر بقسم الهندسة بجامعة باجي مختار، مشاريع تخرجهم على إعادة ترميم المباني بالمدينة القديمة «بلاص دارم» عبر 50 موقعا، «مكسبا كبيرا تُشكر عليه الجامعة»، في ظل وجود نقص كبير في المهندسين المعماريين المختصين في مجال الترميم العمراني التراثي، داعيا إلى تعميم التجربة على مختلف المواقع من ولاية الوطن.
و قال ميهوبي بأن وزارة الثقافة «تعمل على تعويض هذا النقص، بعدما كنا نلجأ كثيرا إلى مكاتب الدارسات الأجنبية التي تستنزف كثيرا من المال، و الآن أصبح اهتمام المهندسين المعماريين الجزائريين، يتجه نحو ترميم التراث، و كلما زاد عدد المكاتب الهندسية المختصة في التراث، كلما سهل التدخل في عملية ترميم المواقع الأثرية القديمة، و البنايات العتيقة في كامل ربوع الوطن، و هي تعد بالآلاف، كل ولاية لا تخلو من بناية، مسجد قديم، ضريح».
و في هذا الشأن، أضاف ميهوبي «نحن نعاني منذ سنوات من عدم وجود مهندسين معماريين مختصين في ترميم المواقع الأثرية، ما أدى إلى تأخر الكثير من المشاريع»، و أورد « بدأنا نعمل على منح الاعتمادات لأكبر عدد ممكن من المهندسين المعماريين الجزائريين الذين يملكون الخبرة في هذا المجال، حيث تم اعتماد 25 مكتب دراسات جديد منذ شهرين، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 92 مكتبا، و سيتم اعتماد 20 مكتبا جديدا في نهاية الشهر الجاري.
و أكد وزير الثقافة، على أن مصالحه تتدخل في كل مرة لدى وقوع انهيارات، و هناك عمليات تستهلك حسبه أموالا كبيرة في الترميم، تكون في بعض الأحيان أكثر من الغلاف المالي المرصود لانجاز بناية جديدة، كما يتطلب الترميم وقتا طويلا جدا، قائلا « هناك كنيسة في اسبانيا استغرقت قرنا لترميمها، و لم تنته الأشغال بعد، و بالتالي هذه المسائل تتطلب خبرة و مواد خاصة».
و في سؤال حول اقتحام و السطو على مباني قديمة، أرجع الوزير هذا الأمر إلى سنوات سابقة، لكن اليوم قال ميهوبي «هناك متابعة و مراقبة مستمرة بمختلف المواقع، و هناك الكثير من المباني الخاضعة الدراسة حاليا غير أهلة بالسكان.
و أشار الوزير إلى أن سياسة الوزارة في هذا الشأن مستمدة من اليونيسكو، و التي توصي بترميم المباني العتيقة حتى و لو كانت آهلة بالسكان، لتكون فيها حياة، و دعا السكان لتسهيل عمليات الترميم، و أشار إلى تنظيم ندوة دولية مع اليونسكو بالعاصمة حول القصبة، مؤخرا، و تم جلب تجارب 8 دول، كلها قدمت تجربتها في ترميم مدينة عتيقة، على غرار تجربة كوبا في مدينة «هافنا» حيث السكان بقوا في مساكنهم، و الأشغال جارية إلى غاية الانتهاء منها، « المدينة حافظت على شكلها و سكانها و بنفس الديناميكية «.
و أضاف الوزير « نحن نريد أن تكون جميع المدن الجزائرية جميلة و تستقطب السواح، فهناك ولايات جلب الزوار إليها يكون اعتمادا على الأماكن الأثرية، و أخرى على الحمامات المعدنية، و أخرى تتوفر على مواقع ترفيه، و السياحة لها أبواب عديدة، منها الجانب الثقافي، و التراثي»
و تلقى وزير الثقافة شروحات من قبل الطلبة الجامعيين المتخرجين بشهادة ماستر، حول المشاريع المنجزة في مجال الدراسات الهندسية المقترحة لكل بناية حسب وضعيتها الحالية، و مدى قابليتها للترميم، و الحلول المناسبة لذلك، و على هامش العرض، قام الوزير بتكريم الطلبة الأوائل على المجهودات المبذولة. و أوضح ميهوبي، بأن مشاريع الطلبة ستكون بمثابة بنك للمعلومات، يُوضع تحت تصرف ولاية عنابة، لمساعدتها في إعادة ترميم المدينة العتيقة وفق المخطط المنجز.
و عن الطبعة الثالثة لمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، أكد الوزير على أن المحافظ السعيد ولد الخليفة، أنهى جميع الترتيبات المتعلقة بالأفلام، و القائمة النهائية للضيوف، تبقى الوسائل اللوجستيكية، ليكون من بين الأحداث الثقافية المتميزة، و في ما يخص فلم الأمير عبد القادر، قال ميهوبي « المشروع مازال يراوح مكانه، و هو يتطلب شيئين أساسيين المال، و السيناريو الجيد.
حسين دريدح