الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

جلسة بيع بالتوقيع من تنظيم مكتبة ميديا بلوس بقسنطينة


فريدة سلال تروي سيرتها في كتابها الجديد  - نوماد - 
قدمت أمس ، الكاتبة فريدة سلال، بقسنطينة كتابها الجديد «نوماد»، مؤكدة بأنها سردت من خلاله قصة حياتها مع زوجها و عائلتها و المحيطين بها ، و علاقتها الوطيدة بالصحراء التي علمتها الكثير من الخبايا و القيم ، التي لم تتعلمها في المدارس و الجامعات و المكتبات الكبرى.
اللقاء الذي نظمته و احتضنته مكتبة «ميديا بلوس» بوسط المدينة، انطلق بوصلات غنائية تارقية ، مرصعة بالزغاريد و الكثير من الحب و الحنين و التحدي، من تقديم فرقة تابعة لجمعية «أنقذوا الإمزاد « التي أسستها الكاتبة في سنة 2003 ،  ثم تلته جلسة بيع بالتوقيع لمؤلفها الجديد «نوماد» الذي  يتكون من 300 صفحة و 29 فصلا، و أشارت إلى أنها سردت من خلاله فصولا هامة من حياتها و علاقتها بزوجها، الوزير الأول السابق عبد المالك سلال، التي أكدت بأنها علاقة يسودها الحب و الاحترام و التفاهم و الكثير من المرح و خفة الدم ، كما أنه يشجعها على الكتابة و الإبداع و تجسيد مشاريعها الثقافية الهادفة لإبراز التراث اللامادي الذي تزخر به بلادنا و الحفاظ عليه.
السيدة سلال المولودة بنت بوزيد ، أعربت من جهة أخرى عن أسفها لأنها لم تكتب «نوماد» باللغة العربية، بل بالفرنسية، و لم تتم ترجمته بعد، و أكدت بأنها تدين للصحراء بالكثير، فهي مصدر إلهامها و هي التي منحتها الرغبة و الطاقة للكتابة بشغف و اعتبرتها مدرسة للإبداع العميق ، تعلمت منها بمساعدة أهلها الطيبين، الكثير من القيم و الأشعار و خبايا التراث و التاريخ و الدروس في الحياة.  
و ذكرت الدكتورة سلال عدة أحداث و حوادث، دفعتها لكتابة «نوماد» بعد مؤلفاتها السابقة «فارس» ، « آسوف»و «إمزاد» التي استوحت معظمها من عمق الصحراء، و من بينها أنها تاهت في قلب الصحراء بين الكثبان الرملية و بقيت وحيدة ، منعزلة عن العالم طيلة يومين كاملين،  و شاء القدر أن تهب زوبعة رملية قوية هزتها من الأعماق ، و جعلتها تشعر باقتراب النهاية، لكنها نجت في نهاية المطاف، و حملت معها نواة قصة جميلة و مثيرة و شيقة، كتبتها من رحم المعاناة و الشغف.
أنا رحالة متيمة بالصحراء
و بخصوص عنوان الكتاب «نوماد»، أو رحالة ، قالت الكاتبة بأن حياتها كانت عبارة عن تنقلات و رحلات مستمرة، إلى مختلف المناطق بشرق و غرب و شمال و جنوب البلاد، ناهيك عن أسفارها الكثيرة إلى الخارج، لكنها انجذبت أكثر إلى منطقة تمنراست بصحرائها الشاسعة، حيث «وجدت الأشياء الصغيرة التي تصنع الأشياء الكبيرة» ، على حد تعبيرها،  مشيرة إلى أنها قصدتها لأول مرة بحكم عملها كمهندسة في الاتصالات السلكية و اللاسلكية و لم تكن متحمسة لذلك، لكن والدتها التي أفردت لها مساحة معتبرة في كتابها ، قالت لها «اذهبي هناك ستجدين الجنة»، فذهبت، حيث «ينصت الرجال إلى الصمت و يتلقون رسائله «، و يحفظون أشعار الحب و المقاومة منذ عهد الاستعمار الفرنسي و يطوعون آلة الإمزاد لكل مشاعرهم و انكساراتهم و آمالهم و آلامهم و يهيمون غناء .. هناك ذاقت طعم الحياة الحقيقية و خاضت مغامرات عديدة.
و ذكرت المتحدثة بأنها مهندسة و كانت أستاذة جامعية عملت كمستشارة و خبيرة دولية في إعادة تأهيل المؤسسات داخل و خارج الوطن و حصلت على شهادة دكتوراه في الفيزياء، ما جعل الكثيرين يتساءلون كيف أصبحت كاتبة؟! و ترد عليهم بأنه بمثابة»حادث سير» بالصدفة، لكنها تعتبر نفسها مثقفة و لا علاقة لها بالسياسة،  و ترفض خوض هذا المجال، رغم أنها زوجة وزير أول سابق.
كما أعربت عن تأثرها لأنها تعرضت مؤخرا للكثير من الإشاعات و الانتقادات التي زادتها تصميما على مواصلة مسارها كمثقفة و مبدعة، تعشق وطنها و تحمل قضية الذود عن كنوز التراث اللامادي الذي تزخر به الصحراء الكبرى، من خلال جمعية «أنقذوا الإمزاد» التي أسستها في 2003 بتمنراست، و تمكنت في سنة 2004 من إنشاء دار الإمزاد على مساحة  10آلاف هكتار التي تجمع شمل  الفنانين و تحافظ على إبداعاتهم من القرصنة و الزوال بالتدوين و التسجيل و تستقبل المهتمين بالتراث و التقاليد،  كما تضم فصولا لتعليم طابع الإمزاد ، الذي يحمل اسم الآلة الموسيقية التراثية العريقة التي تعزف بها ألحانه مع تخصيص ورشات لتصليح هذا  النوع من الآلات الدائرية الوحيدة الوتر المزينة بحروف تيفيناغ و أشكال تراثية.
و يبقى أهم مشروع بالنسبة للدكتورة في الفيزياء و رئيسة جمعية «إنقذوا الأمزاد» هو إنشاء مؤسسة عالمية للإمزاد ، و تجسيد مجموعة من الأبحاث في هذا المجال.
إلهام.ط

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com