اللغة العربية رهينة الخطاب الديني و المسلسلات التاريخية
صرح الكاتب و الروائي أمين الزاوي خلال تنشيطه مساء أمس جلسة فكرية بمكتبة المركز التجاري رتاج مول بقسنطينة، بأن اللغة العربية رهينة الدين ، حيث أصبحت،حسبه، مرتبطة فقط بالخطب الدينية و المسلسلات التاريخية.
الروائي أمين الزاوي قال بأن اللغة العربية أصبحت رهينة الدين و الإسلامويين و عادت للغة اللاهوت، و تستعمل فقط في المسلسلات التاريخية و الخطاب الديني، مؤكدا بأن اللغة العربية ليست قاصرة لكنها غير مثقفة، و لا تضم ترجمات كثيرة، كاللغة التركية مثلا التي تمت ترجمة 2500 كتاب منها إلى لغات أجنبية و العكس.
و قال الروائي أمين الزاوي، بأنه من المؤسف أن اللغة العربية التي كانت لغة «كبيرة» جدا ، كتب بها الحلاج و ابن رشد و المتنبي، تقزمت بشكل كبير ، مرجعا ذلك إلى كون السياسي خنقها ، كما أن المؤسسات التي تشتغل باللغة العربية غير ديمقراطية، و تخاف من الفكر الحر و الفكر الجديد، و تراقب المثقف بشكل مرعب ، و بالتالي اللغة التي تعيش هذا الكابوس، يعتقد ذات المتحدث أنها لغة تعاني كثيرا، مشيرا إلى أنه يخاف على اللغة العربية من كابوس الرقابة و الأخلاق و المنع.
في سياق آخر، أشاد الروائي أمين الزاوي بما تقوم به الجمعيات الثقافية من عمل جبار ، و كذا ما منحته الدولة لقطاع الثقافة خلال العشرين سنة الأخيرة، واصفا ذلك بالضخم جدا، و أكثر بكثير مما قدمته دول البحر الأبيض المتوسط، حيث تم تأسيس مكتبات كثيرة و كذا مسارح و دور للثقافة ، غير أنها ،حسبه، بدت فارغة و هو ما يعود بالسلب على الجمهور و المهتمين بالأنشطة الثقافية، مشددا على ضرورة إعطاء هذه المؤسسات ديناميكية لبعثها من جديد، و إخضاعها للمتابعة الميدانية ، حتى لا يصبح بينها و بين المواطن علاقة نفور ، داعيا الدولة إلى عدم معاملة بائع الكتب كبائع الأحذية ، و حث على تقنين الفعل الثقافي .
كما تحدث عن انتشار المقاهي الثقافية مؤخرا ، بعد أن اختفت في وقت ما، مشيرا إلى أنها أصبحت حلقات للحوار و النقاش الثقافي ، إذ يوجد نحو 52 مقهى ثقافي بولاية بجاية، موضحا بأن هذه المقاهي بحاجة لتنظيم من قبل الدولة، داعيا إلى تقديم إعانات لها .
جلسة بيع بالتوقيع لرواية «الطفل البيضة»
الروائي أمين الزاوي اختتم جلسته التي عرفت حضورا جماهيريا كبيرا، ببيع بالتوقيع لإصداره الجديد « الطفل البيضة» ، و قال بأنها تتناول بالأساس فلسفة العزلة في مجتمع طغت فيه ثقافة العنف و الخوف من الآخر، و هي تحكي علاقة رجل خمسيني بكلبه الذي عاش معه لمدة 12 سنة، و في هذه الحياة المعاشة على الطريقة الأريسطية ، الكلب يطرح أسئلة على سيده بخصوص التعدد في اللغة و الدين و العلاقات الإنسانية ، و يجيب صاحبه دائما على هذه الأسئلة ، و في الوقت نفسه تصل ضيفته و هي مسيحية سورية هاربة من الحروب، فتستقبل في الجزائر بالأحضان، لكن عندما يتضح أنها مسيحية تواجه بالرفض .
أسماء بوقرن