حـزام لبـاس رياضي وُجـد حـول رقبـة أيـوب و حديـث عن تأثـره بالتلفـزيون
ووري الطفل أيُّوب-ز ، عصر أمس، بحي «الكومينال» ببلدية الخروب بقسنطينة، الثرى إلى مثواه الأخير، وسط حزن مهيب بالحي الذي ترعرع فيه ابن الثمانية أعوام، والذي شهد مأساة وفاته بعدما وُجد، أمس الأول، مشنوقا بحزام لباسه الرياضي المعلَّق بخزانة غرفة النوم، بالبيت العائلي، ما خلَّف صدمة قوية وسط الأهل و الجيران.
وتركت الحادثة رعبًا ودهشة كبيرين في كلِّ قسنطينة وخاصَّة الخروب، بعد سماع الخبر الذي انتشر سريعا، بعدما عثر أحد أفراد العائلة على أيوب مشنوقا قبيل عصر يوم الثُّلاثاء الماضي، وهو مربوط بحزام لباس رياضي، ليلفظ أنفاسه الأخيرة جراء ذلك قبل وصول أفراد أسرته الذين حاولوا نجدته، حيث سارع العم والوالد والأم، التي تعمل ممرضة، إلى نقله لمستشفى الخروب، إلاَّ أن الموت كان أسرع، إذ أكدت الطبيبة التي عاينته أنه فارق الحياة.وتنقلت النصر، نهار أمس، للكومينال أين وجدت عميّ أيوب حاضرين لاستقبال المعزين وترتيب الجنازة، وسط جو من الحزن خيّم على المكان، كما وقفنا على عدم تقبل الأم لوفاة فلذة كبدها بهذا الشكل، حيث كانت تصرخ بشكل هيستيري وأغمي عليها جراء ذلك، ما اضطر العائلة إلى نقلها للمستشفى مرارا لتقديم الإسعافات والمهدئات لها، وسط تعالي أصوات الأقارب لتستجمع رباطة جأشها وتسلم أمرها لله وأقداره.
كان سيحتفل بعيد ميلاده بعد أيام و العائلة تنتظر تقرير الطب الشرعي .و حسب أطفال يجاورون عائلة المرحوم، ويدرسون معه، فإن أيوب كان يدرس بالسنة الثانية بابتدائية صاولي بشير بالخروب، كما أنَّه لا يملك هاتفا نقَّالا ليتمَّ طرح فرضية تسبب الحوت الأزرق في انتحار هذا الطفل البريء، ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام عن سبب هذا الفعل، بالرغم من تداول أحاديث عن الموضوع هنا وهناك دون تأكيد واضح، ولو حتى من أقرباء الضحية على غرار عميه، اللذين أشارا لدهشتهما وعدم علمهما بسبب هذا الحادث الأليم الذي أثَّر في كل أسرته وجيرانه.
وينتظر الجميع نتائج تقرير الطبيب الشرعي الذي أجرى عملية تشريح على جثة الطفل أيوب، لمعرفة أدق التفاصيل بخصوص وفاته والسبب المؤدي إليها، وما إذا كانت متعلِّقة حقا بعملية الشنق والانتحار أم لا، لتبقى كل الاحتمالات واردة بخصوص هذا الحادث التراجيدي الذي هزَّ كل منطقة «الكومينال»، حيث سيتمُّ على ضوء تقرير الطب الشرعي تحديد سبب الموت و تسليمه لوكيل الجمهورية.
وتبعا للروايات التي انتشرت بين مقربين من الضحيَّة والجيران، فإن أيوب ربما يكون قد تأثر بأحد مشاهد الانتحار عند مشاهدته لفيلم على التلفاز، ما جعله يقدم على هذا الفعل بكل براءة، كونه لم يكمل السنة الثامنة من عمره بعد، وكان ينتظر احتفاله بعيد ميلاده بداية شهر أفريل الداخل، غير أن القدر أراد غير ذلك.
فاتح/خ