الوقت قيمة ضائعة عند الجزائريين
يرى البروفيسور جمال ميموني، أستاذ الفيزياء النظرية بجامعة الإخوة منتوري بقسنطينة، أن الوقت يُعدّ قيمة ضائعة عند الجزائريين، و هو ما يفسر أن العديد من الساعات العمومية معطلة، و من بينها الموجودة في الجامعات، أين يُفترض أن يكتسي الوقت أهمية كبيرة.
و ذكر الأستاذ ميموني في اتصال بالنصر، أن العديد من الدول في العالم، اعتمدت التوقيت الصيفي، من خلال تأخير عقارب الساعات بـ 60 دقيقة في بداية الربيع، لدواعي اقتصادية بحتة، تتعلق بالاقتصاد في استهلاك الطاقة و التكيف مع مدة ظهور ضوء الشمس، عن طريق ربح ساعة في النهار، و تجنّب الاستخدام المكثف للكهرباء و الإنارة في المساء، و هو ما لا تعتمده الجزائر، مشيرا إلى أن بعض البلدان تفكر في التراجع عن ذلك.
بالنسبة لتعطلّ الساعات العمومية ببلادنا، قال رئيس جمعية الشعرى لعلم الفلك، بأن هذا الأمر لا يعدّ مشكلة كبيرة من الناحية العمليّة، خاصة و أن الجزائريين صاروا يعتمدون منذ سنوات على ساعات هواتفهم النقالة، لكن مثل هذه المظاهر، تبقى، برأيه، مؤشرا على غياب الانضباط و لا تقدم صورة مشرفة، حيث تعطي انطباعا عاما يعكس بعدا غير حضاري.
و قدّم البروفيسور مثالا عن جامعة منتوري التي يدرس فيها منذ مدة طويلة، فزيادة على أن عقارب الساعة الخارجية لمجمع الآداب، و التي تقابل كل من يزور هذا الصرح العلمي، متوقفة منذ سنوات، و لا يذكر أحد أنها كانت مضبوطة، فإن الساعة الإلكترونية التي تم تثبيتها داخل المجمع قبل سنوات قليلة، متأخرة بـ 7 دقائق، رغم أهميتها للطلبة و الأساتذة من أجل حضور الدروس في الوقت المحدد، ما دفع الكثير منهم، بسبب هذا الخلل، إلى التعود على الأمر و إضافة 7 دقائق إلى ساعاتهم.
و خلص الأستاذ ميموني إلى أن مفهوم احترام الوقت، لا يزال مطاطيا عند الكثير من الجزائريين، و هو ما نلاحظه في الحياة اليومية، من خلال عدم وجود انضباط كبير في احترام المواعيد من أبسط مواطن إلى أعلى مسؤول، و هو ما جعل الوقت قيمة ضائعة في مجتمعنا، كما أكد البروفيسور.
أ. ب