موظفــون بقطــاع الشــؤون الدينيـــة يختفــون تحت قبـعـــات طـائفيــــة
• فركوس انقلب على مبادئه بعد تزعمه للمدخلية بالجزائر • وسائل إعلام تروّج لنماذج سيئة
قال الدكتور وراش نصر الدين مفتش مركزي بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، مختص في قضايا النحل والجماعات الإسلامية، أمس أن فيروس الطائفية اخترق قطاع الشؤون الدينية من خلال تواجد بعض الموظفين والأئمة والمرشدات، ينتهجون نهجه ويروجون له خاصة تيار المدخلية الذي انتشر بين موظفي القطاع رغم أنهم أقسموا قبل توظيفهم على خدمة المرجعية الدينية الوطنية والمذهب السني المالكي، وأضاف المتحدث أن التيار المدخلي تكمن خطورته في أنه مستورد من الخارج ويسعى لفرض الوصاية الدينية على الجزائريين بإلغاء كل علمائها ومشايخها ورصيدها الديني عبر التاريخ، محذرا في الوقت نفسه من هذا التيار الذي قال إن بعض متزعميه يقودون ميليشيات مسلحة في ليبيا واليمن وأصدروا فتاوى باغتيال العلماء والمشايخ.
وأضاف الدكتور وراش أن الجزائر اليوم تتعرض لهجمة نحلية شرسة وربما ستزداد ضراوتها مستقبلا، مما يستدعي التحصين أكثر وأكثر للمجتمع وخاصة فئة الشباب المستهدفة.
وأكد الدكتور وراش نصر الدين مفتش بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف في ندوة صحفية على هامش محاضرته في منتدى مجالس ابن باديس بوهران والتي كانت بعنوان " الإختراق النحلي وأثره على المرجعية الدينية الوطنية والأمن الفكري"، أن هناك عدة موظفين بالقطاع على عدة مستويات متورطون في الترويج ونشر تيار المدخلية الذي يقوده الشيخ فركوس اليوم في الجزائر وهذا بعد إنهاء مهام سابقه العيد شريفي بأمر من قائدهم ربيع المدخلي في السعودية، معتبرا أن رسائل فركوس الشهرية التي ينشرها عبر موقعه الإلكتروني، قد أشعلت فتنة وخلفت ردود أفعال كثيرة لأنها تشرّع للإقصاء و التشدّد وأخرج العديد من الطوائف الإسلامية مثل الأشعريين من دائرة أهل السنة والجماعة رغم أنهم من أكبر الطوائف المتمسكة بالسنة ومدرسة عقائدية، وقارنهم بطوائف منحرفة، وأضاف الدكتور وراش أن الشيخ فركوس يخلط بين المسائل العقائدية الفكرية والعقائدية السياسية مثلما فعل في آخر رسائله التي يدعو من خلالها لإتباع السلفية وهي ليست سلفية السلف الصالح حسب مفتش وزارة الشؤون الدينية، بل هي سلفية الفكر المدخلي المتشدد. وأكد الدكتور وراش في ذات السياق، أن السلفية اليوم أصبحت مصطلحا فارغا من معناه الأصلي وتحوّل لمصطلح إيديولوجي مصطبغا بالوهابية، وتم فرضه على المجتمع الإسلامي وفق قالب معين يخدم أطرافا، حيث أن العالم اليوم يعيش في بوثقة من الأفكار التي تلمع وتروج وتسوق كالبضائع، مثل التيار المدخلي الذي هو أيضا فرع من الفكر الوهابي المتشدد والذي قال إنه تمت صناعته في مخابر أجنبية وتسويقه للدول الإسلامية لاختراقها باسم الدين، مبرزا أنه فعلا إجتاح هذا التيار العديد من الدول وتمدد في الفراغات، مبرزا أن جهود متعددة الأطراف تسعى حاليا للتصدي لهذه التيارات منها اللجنة الوطنية متعددة الأطراف التي تجتمع دوريا وتدرس وتناقش وتبحث عن الحلول، ومن بينها ممثلو وزارة الشؤون الدينية، و وجه المتحدث انتقادا لوسائل الإعلام التي أفاد أنه يجب أن تساهم في التصدي لهذه الأفكار عن طريق اختيار وانتقاء المنشطين لحصصها المتعلقة بالأمور الدينية والإفتاء، عوض الترويج لبعض النماذج السيئة.
وخلال النقاش الذي أعقب محاضرة الدكتور وراش نصر الدين بمقر المسجد القطب عبد الحميد بن باديس، طالب المتدخلون من أساتذة جامعيين ومشايخ وأئمة بضرورة الإسراع في إيجاد الحلول ومعالجة الأمر قبل أن يستفحل، مقترحين خلق هيئة تجمع كل الأطراف للم شمل الناشطين في هذا الإطار ووضع استراتيجية وطنية عن طريق مخابر جزائرية للتصدي لما تبثه المخابر الأجنبية من سموم باسم الدين في وسط المجتمع.
ولدى افتتاحه لأول مجلس، أوضح مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية وهران، الدكتور مسعود عمروش، أن الهدف من تنظيم "مجالس ابن باديس" كل سبت من بداية كل شهر، حتى تكون منتدى لخدمة قضايا الأمة ومن خلال طرحها ومناقشتها والخروج بأفكار تخدم رص صفوف الجزائريين وتقوية الوحدة الوطنية.
بن ودان خيرة