السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق لـ 21 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

المحلل السياسي الدكتور يوسف بن يزة للنصر

ضرب سوريا هو ردّ على ما حقّقه الجيش السوري ضد الجماعات المسلحة
اعتبر المحلل السياسي الدكتور يوسف بن يزة، قصف كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لمواقع في سوريا، بأنه قفزة بسيكولوجية أكثر منها عملية حربية، موضحا أن سببها الرئيسي ، راجع لما حققه الجيش السوري من تقدم في مسار استرجاع سيادة الدولة السورية على أراضيها بعد هزيمة الجماعات المسلحة ، وقال في حوار مع النصر ، أمس، «نحن على مشارف حرب باردة بين الروس والغرب وهذه الحرب تجري في مواقع مختلفة وبأدوات متشعبة والضربات الجوية أمس هي واحدة من هذه الأدوات».
النصر:  شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضربات على مواقع  في سوريا، فجر أمس، كيف تقرؤونها ؟
يوسف بن يزة : يبدو أن قصف مواقع محددة في سوريا هي قفزة بسيكولوجية أكثر منها عملية حربية وهي متعددة الأهداف والأسباب في محاولة لانتشال دول العدوان الثلاثي من خيبة عميقة جراء تطور الأوضاع الميدانية وسببها الرئيسي في اعتقادي ما حققه الجيش السوري من تقدم في مسار استرجاع سيادة الدولة السورية على أراضيها بعد هزيمة الجماعات المسلحة التي تمولها أطراف عربية وأخرى غربية بما في ذلك داعش، ولذلك أعتقد أن ما تم تداوله بشأن استخدام الجيش السوري للأسلحة الكيمياوية في غياب أدلة واضحة على تورط نظام بشار الأسد هو مجرد ذريعة للقيام بهذا العمل العسكري الرمزي. وقد سبق لهم استخدام هذا الأسلوب المفضوح في العراق وثبت بما لا يدع مجالا للشك كذب ادعاءاتهم.
الثلاثي الغربي أراد أن يضغط على روسيا نفسيا وما قام به قفزة بسيكولوجية وليس حربا
النصر : هل ستزيد  هذه الهجمات العسكرية التي شاركت فيها البلدان الثلاثة من تعقيد الوضع أكثـر؟
يوسف بن يزة : لا أعتقد ذلك.. فالتجاذبات الدولية في المنطقة ليست جديدة ومهما اشتدت فهناك نقطة تتوقف عندها ، وما يجري الآن هو عملية عض أصابع ستنتهي بالتفاهم حول المرحلة القادمة وتقاسم الكعكة والدليل على ذلك غياب أي رد فعل من طرف القوات الروسية التي انبرت لحماية قواعدها ومراقبة ما يجري عن كثب، فقواعد الاشتباك متفق عليها وحتى خارطة الضربات راعت وجود القواعد العسكرية الروسية..
النصر : وما هي الرسالة التي تريد هذه الأطراف الثلاثة أن توجهها؟
 يوسف بن يزة : أعتقد أن ما يحدث هو فصل آخر في الحرب الباردة الجديدة  بعد أزمة طرد الدبلوماسيين بين روسيا والدول الغربية.. أعتقد أن الثلاثي الغربي أراد أن يضغط على روسيا نفسيا وأن يوجه لها رسائل مختلفة على خلفية تلك الأزمة  ولذلك فروسيا الآن في موقف لا تحسد عليه.. نحن على مشارف حرب باردة بين الروس والغرب وهذه الحرب تجري في مواقع مختلفة وبأدوات متشعبة والضربات الجوية أمس هي واحدة من هذه الأدوات.. إنها نبرة تحدي للروس.
نحن على مشارف حرب باردة بين الروس والغرب
النصر : هل حققت هذه الضربات أهدافها ، وهل يمكن القول أن موازين القوى ستتغير؟
يوسف بن يزة : بغض النظر عن الأهداف الميدانية والتي يلفها الغموض والشكوك فإن الهجمات حققت أهدافها المعنوية في غياب الرد الروسي ولذلك فالثلاثي الغربي كسب التحدي من هذا الجانب ومن المتوقع أن يواصل قصف بعض المنشآت لتكريس هذا التفوق المعنوي على الروس وإيران،  و لا يمكن الحكم على موازين القوى الآن.. العالم يشهد موجات استقطاب متتالية بين الروس ومن معهم من جهة والغرب من جهة ثانية، لكن الحسم النهائي للأزمة السورية سيكون مفتاحا لفهم الكثير  من الإشكالات بين الطرفين وتحديد ملامح المرحلة القادمة.
النصر : وماذا  تقولون بشأن المواقف الدولية حول هذا الهجوم الجديد على مواقع في سوريا؟
يوسف بن يزة : المجتمع الدولي معروف بازدواجية المعايير في تعامله مع القضايا الدولية خاصة إذا تعلق الأمر بأعمال حربية تقوم بها دول غربية وهو في هذا لا يمكنه أن يفعل أي شيء غير الإعراب عن الانشغال وإلقاء الخطب في التجمعات الدولية على غرار ما حصل في اجتماع مجلس الأمن.. مع ذلك هناك انقسام بشأن الضربات الجوية لسوريا بين مؤيد ومعارض ومحايد ومترقب لتطور الأحداث.
 مراد - ح

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com