شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فجر يوم أمس السبت ضربات عسكرية على أهداف في سوريا ردا على هجوم كيميائي مزعوم أُتهمت دمشق بتنفيذه في دوما قرب دمشق السبت الفائت، وأدانت السلطات السورية، بأشد العبارات هذا «العدوان الثلاثي»، معتبرة إياه «انتهاكا سافرا للقانون الدولي»، فيما اعتبرت موسكو أن ما جرى من استهداف لسوريا هو تعرض لدولة ذات سيادة.
وذكر بيان للقيادة العامة للجيش السوري، إن «عدوانا ثلاثيا غادرا نفذته في الساعة الثالثة وخمس وخمسين دقيقة من فجر أمس السبت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا و فرنسا، عبر إطلاق حوالي مائة و عشرة صواريخ باتجاه أهداف سورية في دمشق وخارجها».
وعلى خلفية هذه الغارات، أكد الرئيس السوري بشار الأسد خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني، أن هذه الغارات، «لن تزيد سوريا و شعبها إلا تصميما على الاستمرار في محاربة و سحق الإرهاب»، مؤكدا أن العدوان على سوريا، «جاء نتيجة لشعور القوى الغربية الداعمة للإرهاب بأنها فقدت مصداقيتها أمام شعوبها، وأمام العالم، و لفشل الإرهابيين بتحقيق أهداف تلك الدول التي زجت بنفسها في الحرب على سوريا».
وحاولت البلدان المعتدية تبرير هجومها العسكري بالقول إن "الضربات استهدفت مواقع لها علاقة بقدرات سوريا في مجال الأسلحة الكيميائية"، وهو ما ذهب إليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الابيض، حيث قال مصرحا أن الضربات جاءت لتحذير نظام الرئيس السوري بشار الأسد من استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في المستقبل.
وفيما أعلن رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال جو دانفورد أن لا خطط في الوقت الحالي لشن عملية عسكرية أخرى، مشيرا إلى أن حلفاء الولايات المتحدة حرصوا على عدم استهداف القوات الروسية المنتشرة في سوريا، فقد زعمت وزارة الدفاع البريطانية أن مقاتلاتها «أطلقت صواريخ ستورم شادو» موقع «يفترض أن النظام السوري يحتفظ فيه بأسلحة كيميائية».
أما وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي فزعمت بأن «قدرة تطوير وإنتاج الأسلحة الكيميائية هي التي تضررت»، كما زعم وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن «جزءا كبيرا من الترسانة الكيميائية» التابعة للنظام السوري «تم تدميره» في ضربات الليلة الماضية.
وفي سياق ذي صلة قال الجيش الروسي ان الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أطلقت بالاجمال 103 صواريخ عابرة، منها صواريخ توماهوك، وأن الدفاع الجوي السوري المزود بمنظومات سوفياتية الصنع، اعترض 71 منها، مشيرا إلى أن الضربات الغربية لم تستهدف القاعدتين التي تراقبهما روسيا فوق التراب الروسي.
واعتبرت موسكو أن ما جرى من استهداف لسوريا هو تعرض لدولة ذات سيادة، في وقت ظهرت فيه بوادر لتحقيق السلام.
ودعت روسيا إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن، لبحث في الأعمال العدوانية للولايات المتحدة وحلفائها».
وفي سياق متصل نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن نائب روسي كبير قوله أمس السبت إن الضربات الجوية الأميركية والبريطانية والفرنسية على سوريا انتهاك للقانون الدولي، ومن المرجح أنها تهدف إلى منع مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من أداء عملهم.
ع- أسابع / وكالات
اعتبره خرقا للقانون الدولي
المجتمـع الدولي يدين العـدوان الثـلاثي على سوريــا
أدان المجتمع الدولي، الغارات التي نفذها التحالف بقيادة الولايات المتحدة والتي استهدفت مواقع في سوريا على غرار مركزا للبحث قرب العاصمة دمشق و موقعين عسكريين قرب حمص، فجر يوم أمس السبت، واعتبرته «انتهاك سافر للقانون الدولي» وتعديا على سيادة ووحدة الأراضي السورية واستقلالها.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش كل الدول الأعضاء إلى «ضبط النفس» والامتناع عن كل عمل من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد بعد الضربات الغربية في سوريا.
و أكدت الصين من جانبها معارضتها لأي استخدام للقوة في العلاقات الدولية ومطالبتها باحترام سيادة واستقلال ووحدة أراضي الدول الأخرى.
و أعربت الجزائر عن تأسفها للتصعيد العسكري الذي يشهده الوضع في سوريا، حيث أكد الوزير الأول أحمد أويحيى أن هذه الضربات أتت في الوقت الذي كان المجتمع الدولي ينتظر بعث هيئة للتحقيق في المعلومات على الهجوم الكيميائي المزعوم في سوريا.
و أدانت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة ما يحدث في سوريا على يد التحالف بقيادة الولايات المتحدة، وقالت الوزارة في بيان لها، إن هذا الهجوم يعد «انتهاكا واضحا للقوانين الدولية ويقوض سيادة ووحدة سوريا»، مضيفة أن الولايات المتحدة وحلفاءها هاجموا سوريا «دون دليل على استخدام أسلحة كيميائية».
ومن جهته، اعتبر العراق أن ما حدث في سوريا «تصرف خطير، من شأنه تهديد أمن واستقرار المنطقة».
كما جدد الأردن أمس، تأكيده على ان الحل السياسي هو «السبيل والمخرج الوحيد للازمة في سوريا، وبما يضمن استقرار ووحدة أراضيها وأمن شعبها».
كما أعربت مصر عن قلقها البالغ على سوريا لما «ينطوي عليه من آثار علي سلامة الشعب السوري الشقيق ويهدد ما تم التوصل إليه من تفاهمات لإيجاد حل سياسي للأزمة فيها».
وبدوره أكد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون أن الوضع في سوريا، يضع المنطقة في وضع مأزوم، مشيرا إلى أن هذا العدوان «لا يساهم في إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا التي دخلت عامها الثامن بل يعيق كل المحاولات الجارية لإنهاء معاناة الشعب السوري».
ع.أسابع/الوكالات
دعت كافة الأطراف إلى توخي الحكمة و التعقل
الجـزائر «تتــأسف» للتصـعيد العسكـري في ســوريا
أكد الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عبد العزيز بن علي شريف يوم أمس السبت أن الجزائر تتأسف للتصعيد العسكري الذي يشهده الوضع في سوريا عقب الضربات التي شنتها الولايات المتحدة و حلفائها، مشيرا إلى أن أي تصعيد عسكري لن يزيد سوى من «تقليص» حظوظ التوصل لحل سياسي للمأساة التي يعيشها هذا البلد.
في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أوضح السيد بن علي شريف أن «الجزائر تتأسف للتصعيد العسكري الذي شهده الوضع في سوريا» مؤكدا أن «أي تصعيد عسكري مهما كانت طبيعته لن يزيد سوى من تقليص و تأخير حظوظ التوصل إلى حل سياسي و سلمي للمأساة التي يعيشها هذا البلد الشقيق».
و أضاف بن علي شريف أن «الجزائر تدعو كافة الأطراف إلى توخي الحكمة و التعقل قناعةً منها بأنه لا يوجد بديل لحل سياسي تفاوضي، الكفيل وحده بوضع حد لمعاناة الشعب السوري و صون السلامة الترابية لسوريا و سيادتها».
و خلص الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية إلى القول إنه أمام هذه التطورات الجديدة للوضع «الجزائر تذكر بضرورة احترام قواعد القانون الدولي بما فيها القانون الانساني الدولي من قبل الجميع و في كل الظروف».
واج