نساء بوزقان بتيزي وزو في هبة تضامنية كبرى لتنظيف القرى
خرجت نساء قرى دائرة بوزقان الواقعة على بعد حوالي 70 كلم شرق تيزي وزو، في هبة تضامنية كبرى لتنظيف قرى المنطقة وتزيينها لاستقبال شهر رمضان الكريم في أجمل حلّة، وهو سلوك حضاري تنفرد به نساء المنطقة عن باقي نساء منطقة القبائل، حيث تعوّدن منذ سنوات على تنظيم حملات تنظيف خارج بيوتهنّ عند كل مناسبة دينية أو فصل الصيف، رغم مشقة مثل هذا العمل باعتبار تنظيف محيط القرى يقتصر على الرجال دون النساء اللواتي يتوقف عملهنّ داخل البيوت فقط.
وتنظم خلال هذه الأيام نساء مختلف قرى بوزقان من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، حملة «التويزة» أو ما يسمى محليا ب»ثيويزي أو ثشمليث» لرفع الأوساخ والنفايات المنزلية وأنواع القمامة الأخرى المتراكمة على الطرقات المؤدية إلى القرى وفي الساحات العمومية والمساحات الخضراء، كما يقمن بإزالة الحشائش الضارة، التي تنمو على حواف الطرقات وبين الأزقة وحول البيوت، بالإضافة إلى الأتربة التي تجمعت بفعل الأمطار من قنوات صرف المياه والبالوعات ، كما يقمن بطلاء الواجهات والجدران وجذوع الأشجار، مما يضفى جمالا خاصا و بريقا على الطرقات و الشوارع وأزقة القرى، وشملت حملة التنظيف أيضا، مجالس القرى أو»ثجماعث» والمقابر حفاظا على حرمة الموتى.
وتشرع المتطوعات منذ الساعات الأولى من الصباح الباكر، في القيام بمهمة التنظيف، بإمكانياتهنّ الخاصة ووسائل يدوية جد بسيطة، لإزالة كل ما يشوه الوجه الجمالي للقرى من النفايات والقمامة ويجتهدن من أجل التخلص منها قبل حلول شهر رمضان، لإعطاء وجه لائق للمنطقة.
فرغم مشقة هذا العمل التطوعي الذي يقوم به عادة الرجال في قرى منطقة القبائل كل يوم جمعة، إلاّ أن نساء بوزقان يعتمدن على أنفسهنّ في تنظيف المحيط البيئي، حيث أنه قبل حلول مناسبة دينية أو فصل الصيف يخرجن في هبة تضامنية كبرى من أجل رفع الأوساخ، وتسود مثل هذه المبادرات روح التعاون والتفاهم بين جميع نساء القرية اللواتي يتميزن بالتضامن فيما بينهن.
ويقول أحد سكان بوزقان، أن نساء المنطقة يتمتعن بثقافة بيئية واسعة، حيث تعودن منذ سنوات طويلة، على تنظيم حملات تطوعية لتنظيف القرى وتزيينها، دون مقابل للحفاظ على جمالها قبل حلول كل مناسبة دينية مثل شهر رمضان أو عيدي الفطر والأضحى أو عاشوراء والمولد النبوي الشريف وغيرها من المناسبات الدينية الأخرى، كما يقمن بهذا العمل التطوعي في مناسبات الأعراس مثل الزواج والختان، حيث يخرجن في الصباح الباكر جماعات من أجل التنظيف، وينظمن أيضا حملات لنزع الحشائش الضارة والأعشاب اليابسة التي تحيط بالقرى والبيوت والبساتين، قبل حلول فصل الصيف لتجنب الحرائق التي تكثر خلال هذا الموسم وتأتي على الأخضر واليابس.
من جهتها قالت السيدة ذهبية، أن مثل هذه الحملات التطوعية، رغم صعوبتها إلاّ أنها تحقق أهدافا كثيرة، فبالإضافة إلى نظافة المحيط البيئي للقرى وجمالها، فإنها تساعد على خلق جو التعاون والمودة وتقوي العلاقات بين الأسر والجيران.
سامية إخليف