طلاسم و عبارات مبهمة بالخط العربي على عباءات و خمارات المحجبات
تنتشر بالمجتمع الجزائري في الآونة الأخيرة موضة الألبسة النسائية المزينة برسوم بالخط العربي، تحمل حروفا و عبارات تتعذر قراءتها، في وقت يحذر أئمة و مشايخ منها و يدعون لاجتنابها تفاديا لما قد يمرر عبرها من طلاسم أو سحر، و تفاديا لإهانة لغة القرآن الكريم.
رسومات ملفتة، تتوسط عباءات و خمارات لنساء بتن يتهافتن على اقتناء مثل هذا النوع من الألبسة، لما تمنحه من أناقة بحسب ما صرحت به بعضهن للنصر، و كذا التميز في حمل زخرفات عربية باللون الذهبي الموحي بالفخامة على شاكلة الخليجيات، هذه الموضة التي تعتبر الأبرز هذا الموسم خاصة بالنسبة للمحجبات يتزايد عليها الإقبال نتيجة تزايد استعمالها في أشياء أخرى كالأحذية و حتى حقائب اليد، ما زاد من رواجها و انتشارها في الأسواق.
فأحمد، صاحب محل لبيع الخمارات بمنطقة الرغاية، يقول بأنه قرر الاستثمار في هذا المجال، عبر توفير مختلف القطع المزينة بالخط العربي بعد الإقبال منقطع النظير الذي لقيته في أوساط الجزائريات ما جعل محله مميزا عن باقي المحلات، و عن مصدر كل هذه القطع، يؤكد التاجر بأن الأولى منها جاءت من دبي، غير أن شهرتها دفعت ببعض المستثمرين إلى تقليد بعض القطع و إنتاج كميات كبيرة و قطع متنوعة في دولة الصين بحسب ما أكده لنا، و هذا ما زاد من الكمية و خفض أسعارها بعد أن كانت باهظة في نظر الجزائريات.
و يجمع الكثير من الجزائريين ممن تحدثت إليهم النصر، على أن الزخرفة و إن كانت جميلة حقا، فإنها تتكون من حروف متنوعة، يصعب حتى قراءتها أو استخراج عبارة واحدة منها، الأمر الذي كان وراء رفض البعض لها خوفا من حملها لعبارات ضد الإسلام أو أشياء أخرى خاصة و أن مصدرها أصبح دولة غير إسلامية، فضلا عن بعض الرسوم كالجداول المبهمة و كذا رمز اليد الذي يعتبر بدعة في حد ذاته
و إن كان أئمة و مشايخ الدول العربية و الخليجية خاصة قد دعوا لمقاطعة مثل هذه الألبسة لما قد تحمله من طلاسم و عبارات مبهمة، فضلا عن تكرار بعض الحروف الخاصة بالسحر و كذا حجز كميات هامة من الألبسة الداعية مثلا لشرب الخمر كذا حملها لآيات قرآنية، فإن أئمة الجزائر يدعون إلى تجنب ارتداء هذه الملابس، حيث يقول الإمام و الخطيب عبد المجيد بن زنيبة بأن قداسة اللغة العربية التي تعتبر لغة القرآن الكريم، تدعونا إلى تجنب إهانتها، بتجنب لبسها خاصة و أن المرآة تضطر إلى التواجد بها في أماكن غير نظيفة، مشاركا أئمة الدول الخليجية في تفاديها لاحتمال حملها لطلاسم أو سحر خاصة و أن استخراج عبارات منها يعتبر أمرا صعبا
ومع كل هذا، يبقى الفرد الجزائري عرضة للوقوع في أخطاء أو السير في تيار مثير للجدل، نتيجة لعبودية مطلقة للموضة التي تجعله يتتبعها دون التدقيق في تفاصيلها بداية بالألبسة ووصولا إلى تسريحات الشعر
إ زياري