أطفـــال حُرمــوا مـن الـدراســــة اسـتنجــدوا بنـــــا
أوضحت رئيسة الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة مريم شرفي في حوار للنصر بأن التقرير السنوي المتعلق بوضعية حقوق الطفولة لا يزال قيد التحضير مع مختلف هيئات الدولة، وبعد الانتهاء منه يرفع إلى رئيس الجمهورية وينشر في الآجال التي يحددها قانون حماية الطفولة، وأضافت شرفي بأن الجزائر حققت عدة مكاسب في ميدان حماية الطفولة منها وجود قانون حماية الطفل المستمد من اتفاقية حقوق الطفل، ووجود هيئة وطنية لحماية وترقية الطفولة الموضوعة لدى الوزير الأول التي تعمل على ترقية وحماية الطفولة وتعزيز حقوقه.
حاورها: نورالدين عراب
النصر: كيف تقيمين نشاط الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة بعد حوالي سنتين من إطلاقها؟
شرفي: انطلاق النشاط الفعلي للهيئة بدأ في نوفمبر2016، أهم شيء تم تحقيقه في الهيئة بعد تأسيسها هو إطلاق الرقم الأخضر 1111الخاص بتلقي الإخطارات، والأشخاص الذين يعملون في هذه الخلية هم متكونون، بحيث تضم الخلية أخصائيين نفسانيين، وحقوقيين، وأطباء، كما أن هذا الرقم ليس متعلقا بتلقي المكالمات فقط، بل بمعالجة الإخطارات في الوقت المناسب، ونفتخر في هذه الهيئة بوجود شبكة للإعلاميين الجزائريين أصدقاء الطفولة التي تعمل في الميدان، وكل عضو في هذه الشبكة من الصحفيين له قدرات واسعة للمساهمة في حماية وترقية الطفولة.
كما أن هناك أنشطة كثيرة للهيئة في ميدان ترقية حقوق الطفل، منها تنظيم زيارات ميدانية مبرمجة لعدة ولايات من الوطن، وفي الوقت ذاته نحن بصدد تحضير التقرير السنوي الذي سيرفع لفخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة حول وضعية الطفولة ومدى تنفيذ اتفاقية حقوق الطفل.
كما يجب أن ننطلق دائما من شيء مهم جدا هو أن الجزائر حققت عدة مكاسب ويبقى علينا العمل بجهد أكبر، لاسيما وجود قانون حماية الطفل المستمد من اتفاقية حقوق الطفل، ووجود أيضا هيئة وطنية لحماية وترقية الطفولة الموضوعة لدى الوزير الأول التي تعمل على ترقية وحماية الطفولة وتعزيز حقوقه، ولهذا لا يزال عمل كبير ينتظرنا في الميدان.
النصر: متى سيرفع التقرير السنوي حول وضعية حقوق الطفل إلى رئيس الجمهورية؟
شرفي: التقرير لا يزال قيد التحضير مع مختلف هيئات الدولة، وبعد الانتهاء منه يرفع إلى رئيس الجمهورية وينشر في الآجال التي يحددها قانون حماية الطفولة.
النصر: نعود إلى الرقم الأخضر 1111 ، كم عدد الإخطارات التي تلقتها الهيئة منذ إطلاقه؟
شرفي: هذا الرقم تم إطلاقه في شهر جانفي الماضي في مرحلة تجريبية، في حين الانطلاقة الفعلية له كانت في شهر أفريل الماضي، وعدد الإخطارات التي تلقتها الهيئة عن طريق هذا الرقم وصلت إلى حوالي 300اخطار تتعلق جلها بالمساس بحقوق الطفل، وفيه حالات من الإخطارات التي يتم تلقيها تتم معالجتها عن طريق مصالح الوسط المفتوح التابعة لمديريات التضامن والنشاط الاجتماعي بالولايات، كما أن هناك إخطارات تم تحويلها إلى قضاة الأحداث من أجل التدخل، وفيه بعض الحالات التي بلغ بها وزير العدل حافظ الأختام.
النصر: ما طبيعة الإخطارات التي تلقتها الهيئة عن طريق الرقم الأخضر 1111؟
شرفي: الهيئة تتلقى عدة اتصالات، نتمنى من كل شخص يرى بأن حق طفله قد تم المساس به يتصل بنا، ونشير في هذا الجانب إلى أن الهيئة تلقت إخطارات من طرف أطفال يبلغون عن وجود أنفسهم في حالة خطر، كما هناك من بلغ عن حالات أخرى تتعلق بأطفال موجودين في خطر، وتدخل الهيئة يتم في الوقت المناسب.
لكن بالرغم من ذلك فيه فئة كبيرة من الأطفال لم يسمعوا بالرقم الأخضر 1111، ولهذا لابد أن تكون هناك حملة كبيرة من طرف وسائل الإعلام، وخاصة أعضاء شبكة الإعلاميين الجزائر لتعزيز حقوق الطفل، من أجل المساهمة بشكل أكبر في نشر الرقم الأخضر الذي سيمكننا من التدخل من أجل حماية حقوق الأطفال في الوقت المناسب، خاصة الذين انتهكت حقوقهم.
أما عن نوعية الاتصالات فهناك أطفال اتصلوا بالهيئة عن طريق الرقم الأخضر منعوا من الدراسة، خاصة الفتيات في بعض المناطق، كما هناك حالات أخرى لأطفال اتصلوا بالرقم الأخضر يتحدثون عن سلوكهم غير السوي، كتعاطي المخدرات، ويطلبون المساعدة للعودة إلى الطريق الصحيح والابتعاد عن هذا الطريق، كما توجد حالات أخرى لأشخاص يتصلون ليبلغوا عن أطفال آخرين من جيرانهم موجودين في حالة خطر، إلى جانب حالات أخرى تتعلق باستغلال الأطفال في التسول، وحالات تتعلق بأولياء يبلغون عن عدم تحكمهم في تصرفات أبنائهم، وبهذا فإن الإخطارات عديدة ومتنوعة ونتمنى أن يكون هذا الرقم له صدى أكبر في تلقى الإخطارات، التي تأخذ كلها بعين الاعتبار لأن حماية الأطفال مسؤوليتنا جميعا.
النصر: تكثـر في العطلة الصيفية عمالة الأطفال في مجالات مختلفة، ما هو دور الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة في حماية هذه الفئة؟
تشجيع الأطفال على القيام بنشاطات معينة في العطلة الصيفية والتي تدخل في إطار تكوينهم، كأن يعمل الطفل مع والده لمدة ساعة في اليوم مثلا، فهذا لا يندرج في إطار عمالة للأطفال، لكن أن يشتغل الأطفال ويتم الاستغلال الاقتصادي لهم فهذا غير مقبول، ويعاقب عليه القانون الجزائري، لأن العطلة الصيفية هي مرحلة يستريح فيها الطفل من الدروس طيلة الموسم الدراسي وليس ليتم تحويله إلى الشغل، ومع ذلك فنحن نشجع الأطفال خلال العطلة الصيفية على مطالعة الكتب والقصص حتى يبقى في اتصال بالمدرسة ولا ينقطع عنها طيلة فترة العطلة.
ن ع