غياب الخضر عن روسيا خسارة للكرة الإفريقية والعربية
أكد اللاعب الدولي التونسي سنوات الثمانينات بسام الجريدي، أنه كان ينتظر مستوى أفضل من رفقاء السليتي في نهائيات كأس العالم بروسيا، كما اعتبر المهاجم السابق للترجي التونسي أنه من الأفضل الاحتفاظ بخدمات المدرب نبيل معلول، لأن التغيير لا يخدم المنتخب التونسي في هذه الفترة، كما اعتبر في حوار للنصر، أن خروج المنتخبات العربية دفعة واحدة من الدور الأول، أمر منطقي ومتوقع، كما تأسف على غياب المنتخب الجزائري في روسيا، وأكد أن محاربي الصحراء كانوا قادرين على تكرار ملحمة البرازيل.
حاوره: فوغالي زين العابدين
• في البداية ما هو تعليقك على خروج المنتخب التونسي من الدور الأول للمونديال؟
بصراحة كنت أتوقع وجها أفضل من هذا وبكثير، ولو أننا وقعنا في مجموعة صعبة، تضم انجلترا وبلجيكا، إذ كان بالإمكان تسيير المقابلتين على حسب إمكانياتنا والخروج بنتائج أفضل من التي حققناها، ولو تعادلنا لتغيرت الكثير من المعطيات، وربما لن نعيش ذلك الانهيار الرهيب أمام بلجيكا.
• هل تظن أن الخسارة في الدقائق الأخيرة أمام انجلترا رهنت مشوار النسور؟
نعم، وبالعودة إلى سيناريو المقابلة، فقد عرفنا كيف نسير أغلب أطوارها ونتكتل جيدا في الدفاع، خصوصا أن فارق المستوى بين المنتخبين واضح للعيان، والمنتخب التونسي لا يمكنه مجاراة الريتم العالي للمنتخب الانجليزي لو فتحنا اللعب وهاجمنا، ومع هذا تلقينا هدفا مبكرا في العشر دقائق الأولى، قبل أن يعدل الفرجاني، ثم عرفنا كيف نغلق المساحات جيدا خصوصا بوجود ديلان ومعلول ومرياح، لكن الهدف القاتل في الدقائق الأخيرة، أثر على معنويات التشكيلة بشكل واضح رغم آن الخسارة بنتيجة 2-1 مع منتخب عريق مثل انجلترا لا نستحي منها، لكن باعتباري لاعبا سابقا، أقول أن خسارة مقابلة في الدقائق الأخيرة، يصعب تجرعها مقارنة بتلقي هزيمة ثقيلة.
الخسارة أمام انجلترا سبب الإقصاء وأتمنى تجديد الثقة في معلول
• بماذا تفسر الانهيار الرهيب أمام بلجيكا؟
ككل المتتبعين التوانسة، كنت مصدوما بتلك النتيجة رغم أن الخسارة كانت متوقعة، لكن ليس بذلك الفارق، وكنت أتوقع انتفاضة من الهجوم، وبالمقابل حفاظ الدفاع على تركيزه وبرودة أعصابه مثل لقاء انجلترا، لكن للأسف وقع ما لم يكن في الحسبان، ومرة أخرى أقول أن الخسارة القاسية أمام انجلترا في الدقائق الأخيرة، كان لها تأثير نفسي كبير على اللاعبين.
• مع هذا خرج أشبال معلول بفوز شرفي أمام بنما، ما هو تعليقك؟
في الأول والأخير كان لقاء تحصيل حاصل، وقد لاحظنا شرود ذهن اللاعبين في المرحلة الأولى، مما كلفنا هدفا في الشوط الأول، ولحسن الحظ تدارك رفقاء الخزري في الشوط الثاني، وسجلوا هدفين وفازوا باللقاء وحفظوا ماء وجه الكرة التونسية، وعلى العموم لابد من حفظ الدرس جيدا من هذه المشاركة خصوصا أنها جاءت بعد 12 سنة غياب.
• من هو اللاعب الذي لفت انتباهك في المنتخب التونسي؟
بالنسبة لي نعيم السليتي هو القلب النابض للمنتخب التونسي، ورغم أنني كنت أتوقع أن يقدم الأفضل في المونديال، لكن مع هذا اعتبره الأحسن بالنسبة لي طبعا ولكل شخص رأيه الخاص.
• هل تواصلت مع المدرب نبيل معلول قبل الذهاب إلى روسيا؟
لا لم أتحدث معه إطلاقا، وأنا حاليا بعيد عن محيط الكرة التونسية، رغم أنني في السنوات الأخيرة، كنت أشارك في حصص إذاعية، لكنني حاليا بعيد عن الكرة، ومشغول بأعمالي الخاصة في مجال النقل، لكن أفكر في العودة من خلال إنشاء مدرسة صغيرة، لتعليم الأطفال أبجديات كرة القدم.
المنتخبات العربية لا تملك إمكانات مجاراة المستوى العالي
• هل أنت مع بقاء أو رحيل معلول، خاصة في ظل تعالي الأصوات المطالبة بتنحيته؟
التغيير غير مناسب في هذه الفترة، وأنا مع تجديد الجامعة التونسية للثقة في معلول، خصوصا أننا مقبلون على مقابلتي سوازيلاند والنيجر، وعلينا طي صفحة المونديال، والتفكير في المستقبل، وتونس لديها مواهب كثيرة وأرض خصبة في مجال كرة القدم، والمهم هو العناية بالشبان.
• ما تعليقك على خروج جميع المنتخبات العربية من الدور الأول؟
بعيدا عن الشعارات وما قيل وما كتب في الإعلام قبل بداية المونديال، لا يمكن الهروب من الحقيقة، خروج المنتخبات العربية من الدور الأول، كان متوقعا لعدة اعتبارات، تبقى أبرزها عدم تعود اللاعب العربي على اللعب في المستوى العالي، باستثناء المحترفين في أوروبا، ونأخذ على سبيل المثال، مصر التي علقت كل أمالها على محمد صلاح الذي يلعب في ليفربول المتعود على مواجهة نجوم الكرة العالمية، لكن لاعب واحد لا يكفي، وكرة القدم لعبة جماعية وليست فردية.
• بعض المتتبعين أكدوا أن المنتخب الجزائري لو شارك في روسيا لقدم مستوى أفضل؟
دون مجاملة أنا أوافق هذا الطرح، والمنتخب الجزائري لو يكون في يومه وأحسن أحواله، يستطيع صنع المعجزات ويبدع في الكرة.
• ما هو تقييمك لمستوى مباريات الدور الأول من المونديال؟
لحد الآن، لم نشاهد الشيء الكثير باستثناء بعض المباريات، لكن يبقى خروج المنتخب الألماني مفاجأة مدوية غير متوقعة، لكن أتوقع مستوى أفضل بداية من ثمن النهائي، وأتكهن أن يكون التتويج من نصيب المنتخب البرازيلي، الذي أظهر في الدور الأول رزانة ونضجا في اللعب.
خروج ألمانيا أكبر مفاجأة وأتكهن بتتويج منتخب السامبا
• من هم اللاعبون الذين لفتوا انتباهك في الدور الأول؟
ديغو كوستا وكوتينهو وخيسوس.
• الجمهور الجزائري اكتشفك من خلال اللقاء الفاصل بين المنتخبين في تصفيات مكسيكو، ماذا تذكر من ذلك اللقاء؟
في تلك الفترة كان المنتخب الجزائري في أوج قوته، واللاعبون الذين أبهروا العالم في مونديال اسبانيا 82، وصلوا لمرحلة النضج، أما المنتخب التونسي فكان يمر بمرحلة انتقالية بعد نهاية جيل 78 باستثناء بعض العناصر، ومع هذا كنا نأمل في التفوق عليهم والوصول لمكسيكو، لكن الكفة رجحت للمنتخب الجزائري، ومازالت لدي صورة احتفظ بها ليومنا هذا مع كريم ماروك، قبل لقاء العودة بملعب
5 جويلية. ف.ز