اعتبر رئيس اتحاد سدراتة رابح خنفر، الفوز المحقق في عين مليلة بمثابة نقطة التحول في مشوار الفريق هذا الموسم، لأن اللاعبين عانوا كثيرا من الناحية النفسية جراء الدخول المتذبذب إلى غمار المنافسة، لكن الانتصار خارج الديار كان كافيا لكسب الكثير من الثقة في النفس والإمكانيات.
خنفر، وفي حوار خص به النصر، أكد بأن آداء الفريق في لقاء عين مليلة، كان ثمرة رد الفعل الإيجابي للاعبين من الوضعية الاستثنائية التي مروا بها، وأوضح بأن هذه النتيجة ساهمت بشكل كبير في إعادة الهدوء في محيط النادي، بطمأنة الأنصار على مستقبل الاتحاد، ولو أنه ألح على ضرورة تفادي الغرور، خاصة في المباراة القادمة بسدراتة، ليبقى الهدف المسطر منحصرا في السعي لضمان البقاء بأريحية، والخروج مبكرا من دائرة حسابات السقوط.
*ما تعليقكم على الفوز المفاجئ الذي سجله الفريق في الجولة الفارطة بعين مليلة؟
حقيقة كل المتتبعين صنفوا النتيجة التي حققناها بعين مليلة في خانة واحدة من المفاجآت المدوية، وأكبر المتفائلين لم يكن يتوقع انتصارنا بثلاثية، لكن الواقع الميداني أثبت بأننا لم نسرق الفوز، وكنا الأفضل، فانتزعنا النقاط الثلاثة عن جدارة، لأننا وبصرف النظر عن قوة المنافس، واستفادته من عاملي الأرض والجمهور، فإننا أدينا مقابلة في المستوى المطلوب من جميع الجوانب، وهذا راجع بالأساس إلى رد الفعل الإيجابي للاعبين مع الوضعية العسيرة التي كنا نتواجد فيها، لأن الهزيمة داخل القواعد أمام اتحاد الفوبور، أثرت كثيرا على الجانب المعنوي للاعبين، المسيرين والأنصار على حد سواء، وسربت دابر الشك إلى النفوس بخصوص قدرة الفريق على المحافظة على مكانته في هذا القسم، الأمر الذي أجبرنا رفقة الطاقم الفني على التكثيف من العمل البسيكولوجي، في محاولة لتجاوز مرحلة الإحباط النفسي، فكانت النتيجة جد إيجابية، بظهور التشكيلة بوجه مغاير، عن ذلك الذي كانت عليه في الجولات السابقة، وتحقيق فوز مستحق، جمعنا فيه بين النتيجة والأداء.
*هل يعني هذا بأن اتحاد سدراتة استعاد توازنه بفضل هذا الانتصار ؟
هذا أمر لا نقاش فيه، لأننا بصدد خوض أول تجربة في قسم ما بين الجهات، والانطلاقة لم تكن موفقة، بعد تحقيق فوز واحد، مع تلقي 3 هزائم، مما صعّد من درجة الضغط النفسي، جراء التخوف من العجز عن تثمين الانجاز التاريخي المحقق، وعليه فإن مباراة عين مليلة كانت عبارة عن منعرج حاسم في مشوارنا، لأننا كنا نخشى تلقي الهزيمة الثالثة تواليا، وتنقلنا بنية البحث عن تعادل، أو حتى الخروج بأخف الأضرار، لكن الانتفاضة الميدانية كانت مفاجئة، أمام مستضيف يبقى من أكبر المرشحين للتنافس على ورقة الصعود، فضلا عن ثراء تعداده بلاعبين أصحاب خبرة، دون تجاهل التباين الصارخ في الامكانيات المادية بين الفريقين، وهي معطيات زادت في قمة الانتصار المحقق، الأمر الذي خلصنا من ضغط نفسي رهيب كنا نعيش تحت تأثيره، وهذا أهم مكسب في الوضعية الراهنة، لأن استعادة ثقة الأنصار كان كافيا لترتيب البيت مجددا.
*وماذا عن الهدف المسطر، بالنظر إلى نتائج الجولات الخمسة الأولى من البطولة؟
الفوز في عين مليلة لا يعني بأننا سنرفع عارضة الطموحات عاليا، بل أن المحافظة على كامل التركيز والتوازن يبقى الخيار الحتمي، وذلك بالإلحاح على ضرورة تجنب اللاعبين السقوط في فخ الإفراط في الثقة في النفس، لأن عواقب الغرور وخيمة، وقد أخذنا هذا الجانب عين الاعتبار في حصة الاستئناف، من خلال تحفيز المجموعة، لكن مقابل التحذير من جوانب أخرى، خاصة في اللقاء القادم، عند استقبال شباب عين فكرون، حيث أننا نصر على تسيير المشوار مباراة بمباراة، مع العمل على توفير الظروف التي من شأنها أن تمكن الفريق من الظهور بمستواه الحقيقي، دون الإسراع إلى مراجعة الحسابات، لأن الهدف الذي سطرناه قبل انطلاق المنافسة يبقى منحصرا في السعي لضمان البقاء بكل أريحية، وهذا بالإبتعاد مبكرا عن منطقة الخطر، وتفادي التواجد في حسابات السقوط، وقد حاولنا في عملية الاستقدامات ضبط تركيبة باستطاعتها تجسيد هذا الهدف، إلا أن الانطلاقة المحتشمة أخلطت حساباتنا، دون تجاهل المشكل المادي، لأننا مازلنا ننتظر الإعانات منذ منتصف الموسم الفارط .
حاوره: ص/ فرطاس