سجل الباحث في التاريخ الدكتور محمد دومير يوم أمس، حضورا متميزا في الجناح المركزي بصالون الجزائر الدولي الـ 27 للكتاب أين اشرف على جلسة بيع بالتوقيع لكتابه الأخير « نشأة الجمهورية الجزائرية : وصف أركان الدولة ومقوماتها الداخلية 1516 – 1830) وسط إقبال لافت للشريحة الشبانية ومتابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي.
النصر التقت الدكتور دومير، على هامش هذه الجلسة وأجرت معه حوارا قصيرا حول تجربته كمطور محتويات التاريخ، واستضافته مؤخرا في جلسة للجنة تصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة أين أثبت بأدلة تاريخية ان الشعب الصحراوي خاضع للاحتلال.
النصر: أستاذ دومير هل لك أن تقدم للقراء ملخصا وجيزا عن إصدارك الأخير ‹››نشأة الجمهورية الجزائرية››؟
د.دومير: في هذا الكتاب قدمت دلائل قوية عن مظاهر سيادة الدولة الجزائرية في العهد العثماني، واستقلالها التام عن الباب العالي، وقمت بإبراز مختلف هياكل الدولة الجزائرية وطبيعة الحكم آنذاك، وكيف كان يجري اختيار الأشخاص المناسبين لشغل مناصبها وتعيين الولاة إلى جانب تسليط الضوء عن عمل جهاز العدالة وتسيير الشؤون الداخلية والخارجية للدولة.
وأقدر بأن هذا الإصدار، يمنح قيمة إضافية لما سبق وأن تم تقديمه من طرف المؤرخين باعتبار أنني اعتمدت في جمع مادته من مصادر أوروبية مما كتب في الفترة العثمانية.
النصر: ألم تُفاجأ بهذا العدد الكبير من الشباب الذي أقبل على اقتناء إصدارك؟
د.دومير: في الحقيقة لقد كانت مفاجأتي كبيرة بهذا الإقبال الحاشد للشباب، فقد ظننت أن المحتويات التاريخية التي أقدمها على الفضاء الأزرق هي التي صنعت شهرتي، بسبب ملايين المشاهدات، واليوم هاهو الشباب الجزائري وخاصة الطلبة الجامعيين يؤكد شغفه بالقراءة سيما المادة التاريخية، وهو أقوى رد على أولئك الذين يحاولون رسم صورة سوداوية على الشباب الذين يكرسون جل وقتهم للاهتمام بالعالم الرقمي ومتابعة مختلف المحتويات.
النصر: أنت معروف أكثـر بصناعة المحتويات، ما قصة شغفك بهذا المجال؟
د.دومير: أول محتوى كنت قدمته في شريط فيديو، كان قد جاء للرد على التصريح المستفز للرئيس الفرنسي سنة 2021 الذي أنكر وجود أمة جزائرية قبل احتلال الاستعمار الفرنسي للجزائر عام 1830، فقمت بالرد عليه بأدلة تاريخية، ولم أكن أسعى وقتها لتطوير محتويات تاريخية أخرى لكن نجاح التجربة جعلتني أكررها بصناعة محتويات تاريخية بعد أن لمست تعطش الشباب لمتابعة هذه المحتويات التي أصبحت مشاهداتها تقدر بالملايين.
النصر: ومن أين تأتي بأفكار المحتويات التاريخية التي تنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي؟
د.دومير: كلها مأخوذة من البحوث والدراسات التاريخية للباحثين الأكاديميين والمؤرخين الجزائريين، ولكن بأسلوب خاص ومشوق.
النصر: وماذا عن تجربتك الأخيرة في الأمم المتحدة أين رافعت من أجل عدالة القضية الصحراوية وأثبتت للعالم أجمع بدلائل تاريخية أن القضية الصحراوية تتعلق بتصفية استعمار، ولا سيادة للمغرب على الإقليم المحتل؟
د.دومير: أولا بودي التوضيح بأن المبادرة كانت فردية وقد توجهت للأمم المتحدة بمراسلة خاصة أطلب فيها حضور أشغال لجنة تصفية الاستعمار للأمم المتحدة المعروفة باسم اللجنة الرابعة، لمناقشة قضية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، وتحصلت فعلا على دعوة من الهيئة الأممية وكما تابعتم فقد قدمت مداخلة أمام هذه اللجنة أدلة تاريخية تثبت استقلالية الصحراء الغربية عن المغرب مستندا إلى معاهدات تاريخية موقعة من طرف سلاطين المغرب والملك محمد الخامس تؤكد استقلالية الصحراء الغربية عن المغرب وقدمت نسخة منها للأشقاء الصحراويين، ونسخا للوفود المشاركة وتم التأكد منها علميا فكانت بمثابة صفعة قوية لنظام الاحتلال المغربي، وسأستمر في مناصرة القضية الفلسطينية ومناصرة القضية الفلسطينية من خلال مختلف المنابر.
عبد الحكيم أسابع