عائلات تعيش حياة بدائية غير بعيد عن مدينة علي منجلي بقسنطينة
ناشد سكان قرى بن غريب الذهبية ولبحاحة وبوداب، الواقعة بضواحي بلدية الخروب بقسنطينة، السلطات المحلية وخاصة المجلس الشعبي ووالي الولاية، بالتدخل لانتشالهم من التخلف الذين يقولون إنهم يعيشونه، خاصة لانعدام المياه الشروب والغاز الطبيعي، والاعتماد على عين ارتوازية لا تلبِّي حاجياتهم، إلى جانب غياب أدنى المرافق الضرورية.
وتعيش حوالي 100 عائلة موزَّعة على الدشرات المذكورة، حياة بدائية رغم قربها من المدينة الجديدة علي منجلي، جنوبا، عبر طريق ترابي لا يبعد عنها سوى بكيلومتر واحد، على أقصى تقدير، إلا أنَّ العائلات تتنقل لمسافة 3 كيلومترات لأجل جلب الماء من عين تسمَّى «عين رقادة»، على ظهور البغال والحمير، فيما خلق سكان بن غريب لبحاحة حلاّْ آخر لكنه غير كاف في الوقت الرهن، وخاصة في فصل الصيف، بحفر بئر صغيرة ومدِّ الأنابيب إليها مع ما يترتب عن ذلك من خطر الإصابة بالأمراض والأوبئة المتنقلة عبر المياه المتأتية من البئر غير المغطاة.
سكان دوَّار بن غريب لبحاحة، الذي زارته النصر، طرحوا إشكالا آخر بذات الخصوص، وهو عدم القدرة على توفير الماء للغنم والأبقار التي يربُّونها، ما خلق مشكلا كبيرا لهم، حيث اضطر الكثيرون إلى التخلِّي عن مهنتهم الأساسية إلى جانب الفلاحة، ليطالبوا والي الولاية ورئيس المجلس الشعبي البلدي، بالتحرك سريعا وتوفير المادة الحيوية، على اعتبار أنَّ القناة الرئيسية القادمة من سدّ بني هارون نحو المدينة الجديدة علي منجلي لا تبعد سوى بـ 500 متر.
بيوت دون كهرباء ولا غاز
كما أشار سكان دوَّار بن غريب لبحاحة والذهبية وبوداب، أيضا، غير البعيدة عن الطريق الوطني رقم 79 وقطار العيش، عبر قرية براهمية، إلى غياب شبكة الصرف الصحي، ما يتهددهم بكارثة صحية في حال لم تتدخل البلدية والدائرة للنظر في مشروع عاجل، حيث يلجأ السَّاكنة إلى الحفر لصرف المياه القذرة القادمة من البيوت، بشكل بدائي.
ولا توجد بالقرى المعنية أية مدرسة ابتدائية ولا إكمالية، ما يضطر التلاميذ إلى التوجه نحو المدينة الجديدة علي منجلي أو قطار العيش للدراسة، و المشي لمسافة طويلة قبل بلوغ الطريق العام، مع الأخطار المحدقة بالصغار خاصة البنات منهم، سواء في الصباح الباكر أو مساء، وهو ما وضع الأولياء أمام ضغط إيصال أولادهم للمؤسسات التعليمية أو قضاء أعمالهم وتوفير لقمة العيش.
أما عن الغاز الطبيعي، فسبق لمؤسسة توزيع الكهرباء والغاز تحضير مخطط لربط دوار بوداب والمشاتي المجاورة له، غير أن الإشكال الذي طُرِح تمثل في غياب شبكة صرف المياه القذرة، ما وقف عائقا أمام تجسيد هذا المشروع، ورغم مراسلة كل المجالس المتعاقبة على بلدية الخروب، منذ العام 2000، يضيف أحمد بوداب، أحد السكان وممثل عن الجهة، إلا أنه لم تسجّل أدنى استجابة لطلبات ساكني القرى الثلاث المذكورة.
و في زيارة قام بها مؤخرا للمدينة الجديدة علي منجلي، والتقى فيها سكان قرية بوداب وبن غريب لبحاحة والذهبية، قدّم والي الولاية عبد السميع سعيدون، وعدًا بالإسراع في بدء دراسة ربط منازل المعنيين بالماء الشروب، ومدّ شبكة الصرف الصحي، كما حثَّ الأمين العام للولاية و رئيس المجلس الشعبي البلدي، بوبكر بوراس، على النظر في انشغالات المواطنين التابعين لمحيط بلديته جغرافيا وإداريا.
و قد تقرر إجراء لقاء بين ممثلين عن سكان المشاتي الثلاث ورئيس دائرة الخروب، بعد تسجيله لانشغالاتهم من أجل مناقشتها، والنظر في حلٍّ سريع لها حسب الأولوية. وتعتبر قرى بن غريب الذهبية وبوداب وبن غريب لبحاحة، منطقة استراتيجية وأرضا فلاحية بامتياز، دون نسيان تربية الماشية التي تعدُّ إحدى المهن الأساسية بالجهة، وفي حال استكمال التهيئة بالمكان، فسيعرف الفلاحون والموالون استقرارا من شأنه إنعاش الاقتصاد المحلي، بدل النزوح الريفي والهروب نحو المدينة وإهمال الأرض.
فاتح خرفوشي