الفيلم الإسباني - ماتريـــا -  يحصد - الغزالة الذهبية -

أسدل الستار ليلة أول أمس، على فعاليات مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي،  بالإعلان عن الأفلام الفائزة، حيث كانت الجائزة الكبرى "الغزالة الذهبية" من نصيب المخرج الإسباني "ألفارو غاغو" عن فيلم "ماتريا".

حسين دريدح

يروي العمل قصة الأم "رامونا"، التي تعمل في قارب لصيد المحار  كمنظفة في مصنع، يتم اخبارها رفقة زميلاتها، بأن وضعية المعمل ليست على ما يرام، وسيتم تخفيض أجورهن لفترة، لتنتفض ضد رب عملها وتبدأ رحلتها في البحث عن عمل جديد.
وتحصل "أندريه كوروفلييف" على جائزة أفضل مخرج في فيلم " فندق بولا"، وعادت جائزة أحسن ممثل لصالح بكري عن دوره في فيلم   " المُعلم"، فيما اختيرت
"ماريا فاكيز" كأفضل ممثلة عن دورها في فيلم "ماتريا".
و تحصل الفيلم الجزائري "فرانتز فانون"  للمخرج عبد النور زحزاح على جائزة لجنة التحكيم، أما جائزة أفضل سيناريو فيلم فكانت من نصيب " لاروزننت" للمخرج التركي "باران غندوزالب"، كما كان لفلسطين نصيب من الجوائز بتحصل المخرج عبد الله الخطيب على جائزة الغزالة الذهبية، لأفضل فيلم قصير " سُكرانية 59"، وفاز "سارورا" للمخرج "لنيكولا زامبيلي" بجائزة أحسن فيلم وثائقي.
وعرف حفل الاختتام حضورا جماهيريا كبيرا بمسرح عز الدين مجوبي، وبمحيطه، رغم الأمطار الغزيرة التي تهاطلت، إلا أن الجمهور حرص على البقاء ومشاهدة نجوم وضيوف التظاهرة، كما تفاعل مع أداء الفرقة السنفونية لأوبرا الجزائر، التي أدت عدة طبوع، إلى جانب أداء جميل للفنان كمال بناني.
وعرف الحفل تكريم عدة وجوه فنية جزائرية، على غرار الممثلتين فتيحة سلطان وعايدة كشود، وكذا المخرج مرزاق علواش.
وفي كلمته اعتبر محافظ المهرجان محمد علال، هذا المهرجان حالة استثنائية شغلت الجمهور الجزائري والدولي، سواء بالنقد أو الإشادة، وحقق اهتماما كبيرا فاق التوقعات، حيث سجلت الاحصائيات الرسمية، دخول 30 ألف متفرج لجميع نقاط العرض، في سابقة أولى، وذلك رغم انقطاع الحدث لأربع سنوات، ما يعبر حسب علال عن حب أهل عنابة للسينما.
وقال المحافظ خلال ندوة في ختام المهرجان، إن قوة التظاهرة تكمن في مشاركة أسماء كبيرة في السينما العالمية، على غرار المخرج العالمي "نوري بالج" رئيس لجنة تحكيم الفيلم الطويل، كونه حائزا على السعفة الذهبية إلى جانب حضور الممثلة الإسبانية " إيتيزيرا إيتونو" بطلة المسلسل الاسباني الشهير " لا كازا دي بابل" وارتدائها اللباس التقليدي الجزائري " الكاراكو" في حفل الافتتاح، وهو ما خدم المهرجان من ناحية التسويق، حيث تم تداول فيديوهاتها وصورها عبر عدد الصحف والمواقع العالمية كما قال.
وأشار إلى اعتماد المحافظة، استراتيجية لجعل المهرجان عالميا وليس محليا فقط، حيث حضره 140 ضيفا أجنبيا يمثلون 23 دولة، كما أبرز المتحدث أهمية استقطاب الفنانين الجزائريين من ممثلين ومخرجين، وجعلهم في الصفوف الأمامية للمهرجان، وتقريبهم  من الجمهور والاحتكاك به، لإعطاء قيمة أكثر للفنان الجزائري الذي يُهمش في مهرجانات عربية.
وتحدث المحافظ، عن صور إنسانية حدثت طيلة أيام عرض الأفلام، مزجت بين الضحك والبكاء تفاعلا مع المشاهد، حيث كان رضا الجمهور عن نوعية الأفلام كبيرا وفقا لعلال، قال إنها عرضت جميعها في مواعيد مضبوطة باستثناء فيلم واحد تأخر بسبب خلل تقني.
أصداء عن اهتمام مستثمرين ببناء قاعات سينما " دوبلاكس"
وقال المحافظ  إنه سيتم تدارك الهفوات التي حصلت في الطبعة المقبلة، مشيرا إلى أن هذه الطبعة أسست للاهتمام بإنشاء دور سينما جديدة، حيث وصلته أصداء عن وجود اهتمام محلي لمستثمرين ببناء قاعات سينما " دوبلاكس".
وقدم المتحدث، شكره للسلطات المحلية على المرافقة وكذا الثقة التي منحتها أيها وزيرة الثقافة وكل من ساهم في إنجاح المهرجان.من جهته، اعتبر والي عنابة عبد القادر جلاوي، المهرجان إنجازا كبيرا خلف حالة استثنائية بعنابة، جعلتها تتصدر الحدث الثقافي الوطني، بفضل الجمهور الكبير الذي كان يتوافد على قاعات العرض، وكذا اهتمام الضيوف الأجانب بعنابة، بالإضافة إلى جانب التنظيمي المحكم.كما نظمت محافظة المهرجان، عرض أفلام الرسوم المتحركة القصيرة في دار الأيتام والطفولة المسعفة ومركز الهناء لأطفال الاحتياجات الخاصة، وذلك في ختام الحدث.
* المنتج والناقد السينمائي أحمد بجاوي
 هناك إرادة قوية لتطوير السينما
قال المنتج والناقد السينمائي أحمد بجاوي، في تصريح للنصر على هامش فعاليات المهرجان المتوسطي، إن هناك إرادة قوية لتطوير السينما في الجزائر يرعاها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون المحب للفن السابع حسبه، مشيرا إلى أن هذه الإرادة تحتاج إلى عمل حقيقي لأجل تطبيقها.
وأضاف بجاوي، بأن المشتغلين في المجال، مطالبون بالاهتمام أكبر بتوظيف معارفهم و كفاءتهم في تطبيق توصيات الرئيس، مضيفا، أنه شارك في جميع دورات المهرجان مند الطبعة الأولى في بداية الثمانينات    قائلا: "كنا شبابا متقد الحماس حينذاك، وكان للسينما الجزائرية مستقبل زاهر ".
واعتبر المتحدث، بأن مقياس تقييم نجاح المهرجان هو اقتناع الجمهور وليس الملاحظين معلقا: " عندما نشاهد الجمهور يتدافع للدخول لمشاهدة الأفلام بمهرجان عنابة فهذا شيء جميل، بعد أن غادر هذا الجمهور السينماتاك لسنوات، إن عودته دليل على الارتباط بالسينما وحبها و بالنسبة لي هذا هو المقياس  الحقيقي لنجاح التظاهرة"
وأكد بجاوي، بأن الانطلاقة الحقيقية للفن السابع لا تكون إلا بتوفر دور السينما مضيفا " إذا توفرت القاعات وكانت هناك صناعة سينمائية في المستوى، فالجمهور موجود دائما وسوف يعود، و هذا هو الدور الأساسي والمنتظر من المهرجانات، للحفاظ على تلك الشعلة"، داعيا إلى فتح قاعات "ميلتي بليكس ".
وعن اقتحام الشباب لعالم السينما واهتمامهم بصناعتها، ذكر بجاوي، بأن هنالك مواهب كبيرة، تملك قدرة إبداعية عالية، معلقا: "  أنا ضد الناس الذين يقولون إن هناك زمنا ذهبيا للسينما، وأن هؤلاء الشباب غير قادرين على العطاء، بالعكس أرى منذ بداية هذا المهرجان، جيلا قويا وكبيرا من السينمائيين أصحاب التكوين و الثقافة والخلفية والمرجعية، هم فقط بحاجة إلى قاعات للعرض ويبقى الجمهور هو الحكم".
ح.د

الرجوع إلى الأعلى