تعرض مبنى وزارة الخارجية الليبية في العاصمة طرابلس، اليوم الثلاثاء، لهجوم إرهابي مخلفا أربعة قتلى وعدد من الجرحى في ظل احتفال البلاد بالذكرى 67 للاستقلال والدعوات إلى مصالحة وطنية.
وعلى اثر استهداف مبنى الخارجية الليبية في وقت سابق اليوم، نقل موقع "الوسط الليبي" عن شهود عيان قولهم أن انفجار قويا هز مقر وزارة الخارجية في حكومة الوفاق الوطني الليبية في طرابلس، دون إعطاء مزيد من التفاصيل، وحسب شهود العيان فان الانفجار سبقه أصوات اشتباكات متقطعة.
بدورها، قالت وسائل الإعلام إن انتحاريا فجر نفسه داخل مقر وزارة الخارجية الليبية وسط العاصمة طرابلس، ونقلت عن مصدر مسؤول في الوزارة قوله إن الهجوم الإرهابي على مقر الوزارة شهد سقوط جريحين"، مؤكدا مقتل مسلحين.
وبحسب ما أوردته تقارير إخبارية عن شهود عيان في المكان، فقد قتل المسلحين المسؤولين عن التفجير أحدهما فجر نفسه بحزام ناسف، والأخر قتل برصاص قوات الأمن، موضحة أن انتحاريين فجروا مقر الخارجية الليبية وفتحوا النار قبل أن يفجروا أنفسهم داخل المبنى ما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى على الأقل في الحين.
وقال موظف في الوزارة في حصيلة جديدة أن أربعة أشخاص قتلوا كما أصيب 12 آخرون، مشيرا إلى أن من بين ضحايا الهجوم إبراهيم الشايبي، مدير إدارة العلاقات بالدول الإسلامية في الوزارة، في حين تم العثور على جثمان إحدى العاملات في الوزارة، ولم تعرف هويتها حتى الآن.
من جهته أفاد مصدر مسؤول بالوزارة أن المهاجمين كانوا على متن سيارة مفخخة ونزلوا على أقدامهم للدخول لمبنى الوزارة، إلا أن قوات الأمن تصدت لهم وقتلتهم جميعا، فيما أسفر التفجير عن مقتل أحد الموظفين، موضحا أن جميع الأمور تحت السيطرة في العاصمة طرابلس وأن قوات الأمن تقوم بتمشيط محيط الوزارة.
وذكر مصدر أمني أن السلطات تشتبه بأن المهاجمين الثلاثة من عناصر تنظيم "داعش" الارهابي، مؤكدا أن وزير الخارجية محمد الطاهر سيالة لم يصب بأذى.
وعن ملابسات الهجوم، أفادت التقارير أن سيارة مفخخة انفجرت أمام مقر الخارجية ما استدعى تدخل قوات الأمن، ثم اندلعت اشتباكات داخل مبنى الوزارة قادها ثلاثة أو أربعة مسلحين وتلى ذلك انفجار قام به انتحاري في الطابق الثاني من المبنى".
وذكر شاهد عيان أن قوات الأمن سيطرت على المبنى بعد الهجوم، مشيرا الى ان ثلاثة عناصر من الشرطة قتلوا أثناء تصديهم للمسلحين.
وتعليقا على الهجوم، قال وزير الخارجية الليبي محمد طاهر سيالة أن الخسائر التي نتجت عن التفجير الذي استهدف مبنى وزارة الخارجية "تعد بسيطة".
يأتي استهداف مبنى وزارة الخارجية في ليبيا اليوم غداة احتفال البلاد بذكرى 67 للاستقلال ،حيث دعت امس الاثنين وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني الليبيين، بهذه المناسبة إلى مصالحة وطنية حقيقية وتغليب الحوار ، مؤكدة ضرورة التلاحم بين أبناء الوطن الواحد لبسط الأمن والأمان، وإرساء قواعده في أنحاء البلاد.
من جهته، دعا رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فائز السراج، إلى ضرورة تحقيق توافق ومصالحة بين الليبيين "للعبور بالبلد إلى بر الأمان"، متحدثا عن خطوات الإصلاح الاقتصادي والإجراءات الأمنية والتطورات السياسية في البلاد.
ويوافق 24 من ديسمبر من كل عام ذكرى استقلال البلاد الذي أعلنه الملك إدريس السنوسي من قصر المنار في مدينة بنغازي في 1951 استقلال ليبيا التام بناء على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في 21 نوفمبر 1949.
ومن جهته، أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة "ان تمتين الأواصر بين الليبيين أفضل علاج للتدخل الخارجي في شؤون بلادهم" مشددا على أن "التمسك بالوطن الحاضن الجامع هي الحصانة الأكثر فاعلية، لحماية الثغور والذود عن تراب الوطن" معربا عن "أمله أن تلتقي كلمتهم في القريب العاجل، لأن الوحدة الوطنية هي أقوى ضمانة للسيادة".
و كانت المتحدثة باسم البعثة الأممية للدعم في ليبيا سوسن غوشة كشفت أمس، أن المؤتمر الوطني الجامع سيعقد خلال الأسابيع الأولى من عام 2019 وانه من المقرر ان تجري الانتخابات في الربيع المقبل وذلك وفقا لما ستتفق عليه الإطراف الليبية ، نافية ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول تحديد المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة شهر فبراير المقبل موعدا لعقد المؤتمر الجامع.
كما دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الاطراف الليبية للعمل على "إنهاء التمزق في البلد والتوجه إلى بناء دولة موحدة".
وكانت البعثة الاممية قد حذرت من قبل على موقع "تويتر" جميع الأطراف الليبية من مغبة اللعب بالنار"، محذرة من أنها ستتعامل "بحزم" مع كل من تسول له نفسه إثارة الفوضى ، مشيرة الى ان ليبيا "ليست بحاجة الى معارك دامية جديدة بل هي بحاجة الى إسكات المدافع وتجنب الصدمات".
وشهدت مناطق غرب وجنوب غرب مدينة سرت شمال ووسط ليبيا، نهاية الأسبوع الماضي، "توترا أمنيا" بعد تقدم ما يسمى بقوات "عملية الكرامة" نحو منطقة السدادة جنوب شرق مصراتة.