ظفر مساء أمس السويسري جوزيف بلاتير بعهدة خامسة على التوالي على رأس الإتحاد الدولي لكرة القدم، و ذلك عقب إنسحاب منافسه الأردني الأمير علي بن الحسين قبيل إنطلاق الدور الثاني من العملية الإنتخابية، التي تخللت أشغال المؤتمر السنوي للفيفا الذي أقيم بمجمع «هالنستاديون» بمدينة زيوريخ السويسرية.
تزكية بلاتير في منصبه جاءت بعد حصوله في الدور الأول من الإنتخابات على 133 صوتا، مقابل 73 صوتا للأمير علي، لكن عدم ظفر أي من المترشحين على تزكية ثلثي أعضاء الجمعية العامة (140 صوتا) جعل اللجوء إلى الدور الثاني أمرا حتميا، غير أن المترشح العربي فضل الإنسحاب من السباق، ليكون بذلك العجوز السويسري قد حافظ على رئاسة أعلى هيئة كروية عالمية، رغم الزلزال القوي الذي هز أركان الفيفا يوم الأربعاء الماضي، إثر توقيف أعضاء و موظفين في هذه الهيئة على خلفية تورطهم في قضايا فساد و رشاوى، فتسارعت التطورات وكان الكثير ينتظر إنسحاب بلاتير من السباق، غير أنه خالف كل التوقعات و أصر على خوض معترك الإنتخابات، بعدما دافع عن نفسه و سمعته بالتأكيد على أنه نزيه و غير معني بملفات الفساد، و أن القضية التي أثيرت لا تخص الفيفا بكامل طاقمها، بل تعني الأشخاص الذين تورطوا في الرشاوى.بلاتير الذي و إن تأثر بهزات إرتدادية كانت إمتدادا للزلزال القوي الذي ضرب أركان الفيفا، فإنه راهن على ثقله كمسؤول أول في المنظومة الكروية العالمية، رغم أن الفضائح التي طفت على السطح كانت قد غيرت بعض التوازنات الإنتخابية، إلى درجة أن الغالبية كانت تعتقد بأن توقيف 7 أعضاء من المكتب التنفيذي للإتحاد الدولي قبيل 48 ساعة من الموعد الإنتخابي، كانت بمثابة مخطط مدروس هندس له من أجل تنفيذ الإنقلاب على العجوز السويسري و إزاحته من على عرش أعلى هيئة كروية عالمية، في ظل وجود مترشح منافس له حظي بدعم و مساندة رئيس الإتحاد الأوروبي ميشال بلاتيني، و بعض الاتحادات القوية مثل إنجلترا و ألمانيا و التي طلب مسؤولوها من بلاتير الرحيل. البقاء على رأس إمبراطورية الفيفا لعهدة خامسة على التوالي، جسد الثقة الكبير التي مازال يحظى بها العجوز السويسري بلاتير، رغم فضائح الفساد التي تم تفجيرها يوم الأربعاء المنصرم، و لو أن القضية ألقت بظلالها على الشأن السياسي و الديبلوماسي، حيث أن الرئيس الروسي بوتين هاجم أمريكا و كأنه فصل جديد من الحرب الباردة بين الدولتين، في حين كشف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون عن دعمه الكبير للأمير علي بن الحسين، وهذا مواكبة لموقف إتحاد الكرة الإنجليزي الذي هدد رئيسه غريك دايك بالإنسحاب من تصفيات المونديال إذا ما تمت تزكية بلاتير، لكن القراءة التحليلية أظهرت بأن القارة العجوز فشلت في الإنقلاب على عجوزها السويسري، لتنفيذ المخطط الذي ما فتئت تسعى إلى تجسيده، لأن مساندة بلاتيني للمترشح العربي كانت بناء على إتفاق مبدئي يقضي ببقاء الأمير علي بن الحسين على رأس الإتحاد الدولي لعهدة واحدة، مما سيعبد الطريق لبلاتيني لإعتلاء عرش الفيفا كرئيس في 2019، وهذا تفاديا للسيناريو الذي كان سابقه لينارت يوهانسن ضحية له. إلى ذلك فقد حظي بلاتير بدعم و تزكية أكبر القوى ثقلا في الخارطة الكروية العالمية لأن القارة السمراء (54 عضوا) جددت دعمها لبلاتير، و كذلك الشأن بالنسبة للإتحاد الآسيوي، رغم أن الأمير علي من آسيا، لكنه لم يحصل على أصوات أغلب أعضاء هذه القارة بمن فيهم العرب.للإشارة فإن بلاتير البالغ من العمر 79 سنة، كان قد دخل مقر الفيفا في سنة 1975، و تكفل في البداية بمهمة مدير البرمجة التقنية، قبل أن يعين كأمين عام لهذه القضية، و هو المنصب الذي شغله على مدار 17 سنة، ليخلف على هامش مونديال فرنسا 1998 البرازيلي جواو هافلانج في رئاسة هذه الهيئة.
ص / فرطــاس
اعتبر السويسري جوزيف بلاتير إعادة إنتخابه لعهدة خامسة على رأس الفيفا حلما كبيرا بالنسبة له، لأنه قرر مواصلة مهامه على رأس هذه الهيئة لفترة أطول في محاولة لتجسيد برنامج العمل المسطر، و الرامي إلى تطوير الممارسة الكروية في جميع بلدان العالم، في ظل وجود خارطة طريق، كان قد رسمها لتمويل الإتحادات الوطنية و القارية. بلاتير و في الكلمة التي ألقاها أمام أعضاء الجمعية العامة مباشرة بعد إعادة تزكيته أشار إلى أنه سيعمل على محاربة قضايا الفساد و الرشوة، و أكد بأنه لا يتحمل مسؤولية تصرفات فردية قام بها أشخاص آخرون، مضيفا بأنه لم يكن على علم بما قام به أعضاء كانوا لفترة طويلة إلى جانبه في المكتب التنفيذي، لكن تصرفات من أسماهم بالفاسدين لا يجب أن يلطخ سمعة كامل الطاقم.
إلى ذلك فقد أوضح رئيس الفيفا بأن عهدته الخامسة تواليا، تعد فرصة مناسبة لسن قوانين جديدة بغرض التصدي لفضائح الفساد والرشوة، مضيفا بأنه سيعين أعضاء سيتكفلون بحراسة الفيفا، في إشارة واضحة منه إلى أن تركيبة طاقمه لن تضم مستقبلا أعضاء مشبوهين، إلى درجة أنه خلص إلى مخاطبة الحضور بالقول: «أشكركم على الثقة التي وضعتموها في شخصي، و سأعمل كل ما في وسعي من أجل أن أكون طيلة العهدة القادمة الربان الأنسب لسفينة الفيفا إلى غاية الرسو بها على بر الأمان، بعيدا عن كل الشبهات و قضايا الفساد، و صدقوني فقد تمنيت البقاء معكم، و قد تحققت أمنيتي، لكنني و في نهاية عهدتي الخامسة سأرحل و أسلم المشعل لخليفتي، و الهيئة الكروية ستكون قوية، شريطة العمل سويا من أجل تجسيد المبتغى، لأن الوضعية الراهنة تتطلب الكثير من التعديلات، و طي صفحة الفضائح تحتم علينا التفكير بجدية في المستقبل القريب».
ص / ف
بتزكيته لعهدة خامسة على التوالي يكون العجوز السويسري جوزيف بلاتير قد كسب الرهان و برهن على أن الثقة الكبيرة التي يحظى بها من لدن أصحاب القرار في الإتحادات الوطنية و الدولية تفوق بكثير ما هو متداول في أوساط المتتبعين في كل أقطار العالم، لأن الكثير من الأصوات تعالت منذ يوم الأربعاء الماضي للمطالبة برحيل بلاتير من عرش إمبراطورية الفيفا، مع تصنيف فضائح الفساد و الرشوة التي هزت أركان هيئته في خانة الضربة القاضية التي ستدفع إلى تجسيد حلم التغيير، لكن هذا العجوز لم يتأثر الضربات الموجعة التي تلقاها في الأمتار الأخيرة من السباق، و قرر الصمود في وجه الهزات الإرتدادية التي طالته، ليخرج من المؤتمر 65 في ثوب «البطل»، لأن حصوله على الأغلبية النسبية و تزكية قرابة ثلثي الأعضاء مكنه من تمرير الإسفنجة على زلزال «الأربعاء الأسود». بلاتير الذي كان في قلب العاصفة لم يكشف عن جميع أوراقه الرابحة، على العكس من الجناح المعارض له و المتمثل في أبناء قارته، لأن كبار القارة الأوروبية رفعوا شعار الدعم الصريح للأمير علي بن الحسين، فكان بلاتيني أبرز المطالبين بضرورة رحيل بلاتير عن الفيفا، و إستغل فرصة فضائح الفساد للتأكيد على أن الوقت مناسب للتغيير، و أن 46 إتحادا أوروبيا يساندون بن الحسين، في وقت لم يضمن فيه بلاتيني صوت الإتحاد الفرنسي، مادام رئيسه نويل لوغريت قد إعترف بجميل بلاتير على فرنسا، خاصة و أنه منحها شرف تنظيم مونديال 2019 للسيدات على حساب كوريا الجنوبية، بينما كان البرتغالي لويس فيغو و الهولندي فان براغ قد إنسحبا من السباق على رئاسة الفيفا في الأسبوع الأخير و الكشف عن وقوفهما إلى جانب المترشح العربي، لكن ورقة «أوروبا» لم تكن كافية لتجسيد مخطط الإنقلاب في أعلى هيئة كروية عالمية، بدليل أن علي بن الحسين لم يحصد سوى 73 صوتا، و هو رقم يؤكد إتساع الهوة بين حسابات مسؤول الإتحاد الأوروبي و الواقع الميداني، كونه فضل تجنب خوض معترك إنتخابي مباشر مع بلاتير فراهن على ورقة كان يسعى من ورائها إلى الظفر بأكبر عدد ممكن من الأصوات من آسيا و إفريقيا، خاصة و أن العرب لهم وزنهم في القارتين، لكن هذه الحسابات سقطت في الماء، بعد إعلان الإتحاد الآسيوي عن موقفه الصريح و المساند لبلاتير على حساب الأمير علي، بإستثناء الأردن، فلسطين و أستراليا، بينما فضل «عرب إفريقيا» إلتزام الصمت و تفادي الإعلان عن مواقفهم، سيما و أن الكاف بقيادة حياتو جددت ثقتها في العجوز السويسري عرفانا بما قدمه لها، خاصة بعد منحها شرف تنظيم مونديال 2010، و كذا مساهمته في رفع عدد مقاعدها في أكبر حدث كروي عالمي.
هذه الحسابات و إن ألقت بظلالها على كواليس العملية الإنتخابية فإنها لم تكن كافية لتغيير المشهد في أعلى هيئة كروية عالمية، لأن القارة الأوروبية دخلت السباق بمترشح عربي كان قد ظفر بمساندة بلاتيني في مارس 2015 بعد حضوره مؤتمر فيينا بالنمسا، و حصوله على الدعم و التزكية كان بجملة من الشروط من أبرزها البقاء لعهدة واحدة في منصب رئاسة الفيفا، و هذا تمهيدا لتغيير جديد في سنة 2019، لأن المسعى الرئيسي كان تخلص القارة العجوز من «الإمبراطور» بلاتير و تنحيته من على عرش رئاسة الفيفا، إلا أن المخطط الإنقلابي فشل مرة أخرى، لأن بلاتير كان قد تحدى رئيس الإتحاد الإفريقي عيسى حياتو الذي نافسه على رئاسة الفيفا قبل 13 سنة، و بعده القطري محمد بن همام الذي خرج من المنظومة الكروية عبر أضيق الأبواب، بعد ثبوت تورطه في قضايا تقديم رشاوى، و هي تجارب قاسية دفعت ببلاتيني إلى تفادي المواجهة المباشرة مع بلاتير، لتكون النتيجة خروج العجوز السويسري منتصرا من معركة كانت مع منافس عربي مباشر، لكنها في حقيقة الأمر مع أبناء قارته الذين أصروا على ضرورة رحيله.
ص / فرطــاس
أسقطت فضائح الفساد التي هزت أركان الإتحاد الدولي لكرة القدم منذ فجر الأربعاء الماضي العديد من الأسماء الثقيلة في الساحة الكروية العالمية، خاصة من أمريكا الجنوبية و منطقة الكونكاكاف و الكاريبي، لكن الترينيدادي جاك وارنر يبقى من أبرز «رؤوس الفساد» التي أينعت و عاثت في الفيفا فسادا، فحان وقت قطافها، لأن وارنر كان قبل 4 سنوات قد تنبأ بأن «تسونامي» سيضرب الفيفا، و ذلك على خلفية تعليق مهامه كنائب لبلاتير، حيث وقف ببهو فندق بور أو لاك بمدينة زيوريخ و حذر من «زلزال» فساد سيهز أركان الفيفا، و قد شاءت الصدف أن يكون نفس الفندق مسرحا لعملية توقيف بعض أعضاء المكتب التنفيذي للإتحاد الدولي لكرة القدم.وارنر البالغ من العمر 72 سنة، يشغل حاليا منصب وزير الأمن الوطني في ترينيداد و توباغو سلم نفسه مساء الأربعاء الماضي لمصالح الشرطة ببلده بمجرد ورود إسمه ضمن لائحة المسؤولين و الأعضاء التي أصدرت في حقهم أوامر بالقبض على خلفية التحقيقات التي قام بها فريق من مكتب التحقيق الفيدرالي الأمريكي على مدار سنوات طويلة، لكن وارنر تم إخلاء سبيله من طرف مصالح الأمن في بلده بالنظر إلى حالته الصحية المتدهورة، حيث تقرر إطلاق صراحه بكفالة، بعد قضائه يوما واحدا في السجن، و قد غادره على متن سيارة إسعاف.و صنفت كل القراءات التحليلية لحادثة توقيف عدد من أعضاء و موظفين في الفيفا جاك وارنر في خانة أحد أكبر رؤوس الفساد، لأن المدعي العام الأمريكي أشار في لائحته المقدمة إلى السلطات الأمنية السويسرية إلى أن الترينيدادي وارنر كان قد طلب رشوة بقيمة 10 ملايين دولار من سلطات عليا في جنوب إفريقيا، لتمكينها من الظفر بشرف تنظيم مونديال 2010 ، ليقوم بعدها بتحويل هذه الأموال إلى أرصدته الشخصية، رغم أن حكومة جنوب إفريقيا سارعت إلى تفنيد ما جاء في تقرير المدعي العام، في حين أن وارنر الذي يبقى متابعا في هذه الفضائح ب 12 تهمة تتعلق أساسا بالاحتيال و تلقي رشاوى و تبييض الأموال أصدر بدوره بيانا برأ من خلاله ذمته من الأفعال التي نسبت له، سيما و أنه تحجج بابتعاده عن عالم كرة القدم منذ 4 سنوات، و ذلك بمجرد انتهاء مهامه في الفيفا.
و لعل ما جعل وارنر يخرج عن صمته في سنة 2011 تجميد عضويته في المكتب التنفيذي للإتحاد الدولي لكرة القدم، بعد ثبوت ضلوعه في فضيحة تلقي رشوة أثناء التحضير لانتخابات رئاسة الفيفا، وقد صرح حينها بأنه يمتلك الكثير من الأدلة على أن الرشوة ما فتئت تنخر جسد أعلى هيئة كروية عالمية منذ سنوات طويلة، وأكد وقتها بأن هذه الأدلة ستكون من بين الأسباب التي تفجر فضيحة في بيت الفيفا و تفاجئ العالم برمته، و لو أن العجوز الترينيداي لم يقدم هذه الأدلة على اعتبار أنه كان شغل منصب رئيس اتحاد الكونكاكاف و الكارايبي على مدار عقدين من الزمن، و ظل بمثابة النائب الفعلي لبلاتير إلى غاية 2011، قبل أن يتم توقيفه نهائيا بقرار من لجنة الإنضباط بالفيفا بعد ضلوعه في قضايا فساد و رشاوى لما حاول الإنقلاب على بلاتير، لكنه كان من أكبر رؤوس الفساد التي جرفها «التسونامي» الذي ضرب الإتحاد الدولي بقرار من وزارة العدل الأمريكية.
إلى ذلك فإن تقلد وانر مناصب سياسية في بلاده لم يمنعه من الإبتعاد عن قضايا الفساد التي تورط فيها على مدار 29 سنة قضاها في مقر الفيفا، حيث وجد نفسه في دائرة الاتهام مجددا عندما ورد إسمه ضمن لائحة تضم 14 شخصا وجهت لهم السلطات الأمريكية العديد من التهم، و لو أن أستراليا وجهت أصابع الاتهام مباشرة للعجوز الترينيدادي و طالبت بالتحقيق في مزاعم دفع مبالغ مالية من مصرفي مشبوه كان وارنر يسيطر عليه، خاصة و أن الشرطة باشرت تحقيقها في أموال قيمتها نصف مليون دولار أمريكي دفعها الاتحاد الأسترالي لكرة القدم لجاك وارنر ، و دفعت هذه المبالغ على أساس أنها جزء من معايير إلزامية مفروضة من طرف الفيفا عند دخول سباق تنظيم مونديال 2022، لكن وارنر أساء إستخدام هذه الأموال و حولها إلى أرصدته الشخصية، مما جعل بونيتا ميرسياديس وهي عضو مهم سابق في الفريق الذي كلف بالدفاع عن الملف الأسترالي تراسل الشرطة لطلب فتح تحقيق في مصير هذه الأموال، في حين كان وارنر يطلب الأموال على أساس أنها ستوجه لإنجاز مركز الامتياز في جزر الكاريبي.هذا و قد تصدر وارنر لائحة ضمت العديد من الأسماء الثقيلة في أمريكا الجنوبية و منطقة الكاريبي، من أمثال جيفري ويب نائب رئيس الفيفا و رئيس اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى منذ 2012، إضافة إلى الأوروغواياني يوجينيو فيغيريدو الذي يفوق عمره 83 سنة، كما سبق له رئاسة إتحاد أمريكا الجنوبية، و كذلك الشأن بالنسبة للعجوز جوزيه ماريا مارين رئيس الاتحاد البرازيلي، الذي نزعت صورته من البوابة الرئيسية لمقر الإتحادية البرازيلية بمجرد توقيفه في زيوريخ فجر الأربعاء الماضي، و لو أن قائمة المتهمين تضم أسماء أخرى من فنزويلا، البراغواي، نيكاراغوا و كوستاريكا، سيما و أن كل الخروقات التي تم إكتشافها كانت بالأساس في تظاهرات كروية تقام بالقارة الأمريكية، إنطلاقا من «كوبا أمريكا»، و التي تم بموجبها ضخ رشاوى بقيمة 110 مليون دولار في أرصدة 11 مسؤولا في الفيفا، مرورا بكأس الكونكاكاف، وصولا إلى قضايا الصفقات المشبوهة مع شركات التسويق.
ص / فرطـــاس
سارت أشغال المؤتمر 65 للفيفا أمس على وقع تجمع عشرات الشبان أمام قاعة الاجتماعات بمجمع «هالنستاديون» بمدينة زيوريخ السويسرية، و الذين أعربوا عن تأييدهم للمقترح الذي تقدمت به فلسطين منذ فترة و القاضي بإقصاء الإتحاد الإسرائيلي من الفيفا، حيث رفع المتظاهرون الأعلام و الرايات الفلسطينية، وسط تعزيزات أمنية مشددة من الشرطة السويسرية، و لو أن المتجمهرين الذين رددوا شعارات تساند القضية الفسلطينية حاولوا قبيل إنطلاق أشغال الفترة المسائية إقتحام مقر الاجتماعات، غير أن يقظة الجهات الأمنية حالت دون نجاح المحتجين في الدخول إلى القاعة التي كان أعضاء الجمعية العامة للفيفا يتواجدون بداخلها. هذه المحاولة جاءت بعد قيام شابتين باقتحام مجمع «هالنستاديون» في الفترة الصباحية من أشغال مؤتمر الفيفا، و قد تزامن ذلك مع إلقاء رئيس الفيفا بلاتير كلمة الافتتاح، حيث رددت السيدتان شعارات مساندة للقضية الفلسطينية مع رفعهما العلم الفلسطيني، الأمر الذي دفع ببلاتير إلى وقف الأشغال لفترة وجيزة، و طلب من الفرق الأمنية التدخل على جناح السرعة لإخراج الشابين من القاعة، مع الاستغراب عن الطريقة التي تمكنتا بها التواجد ضمن أعضاء الجمعية العامة، خاصة و أنهما كانتا تحوزان على بطاقة إعتماد رسمية، إحداهما ناشطة حقوقية تدعى كوالي كشفت عن خيوط هذه القضية، حيث أكدت بأنها اقتحمت القاعة عبر منصة الإعلاميين، و قد وضعت بطاقة حمراء على الطاولة التي كان يجلس فيها رئيس الإتحاد الإسرائيلي.
بالموازاة مع هذه الوقفات المساندة لفلسطين فقد فاجأ جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم المتتبعين عند تناوله الكلمة بسحب مقترح إقصاء إسرائيل من الفيفا، و اعتبر ذلك استجابة لطلب الكثير من الأطراف الفاعلة في الساحة الكروية العالمية يتقدمها حياتو و بلاتيني، بعدما اقتنع بفشله في الظفر بالتزكية بالإجماع لمقترحه القاضي بتجميد عضوية إسرائيل في الفيفا، و عليه فقد تقدم الرجوب ب 3 طلبات، تمثلت أساسا في المطالبة بتشكيل لجنة منبثقة عن المؤتمر السنوي للفيفا، تسهر على إعطاء اللاعبين الفلسطينيين حقوقهم في ممارسة كرة القدم، و تخليصهم من القيود الأمنية المفروضة على تحركاتهم في التنقل، و كذا نقل المعدات الرياضية عبر المناطق الحدودية الخاضعة لسيطرة الأمن الإسرائيلي، و ضرب مثالا على ذلك بتجهيزات كان بلاتيني قد منحها للإتحاد الفلسطيني، قيمتها 8 آلاف أورو، لكن الجيش الإسرائيلي حجزها و اشترط الحصول على 30 ألف دولار للإفراج عنها.
إلى ذلك فقد أثار رئيس الاتحاد الفلسطيني قضية تواجد 5 نوادي إسرائيلية تلعب مبارياتها في الدوري الإسرائيلي في المستوطنات الإسرائيلية المتواجدة في الضفة الغربية من الأراضي الفلسطينية، و لو أن الجنرال الرجوب رفض مصافحة رئيس الإتحاد الإسرائيلي بناء على طلب هذا الأخير أمام العلن، و اشترط تصويت أعضاء «الكونغرس قبل المصافحة، ليتم بعدها التصويت على قرار تشكيل لجنة من الجمعية العامة للفيفا تتولى السهر على تطبيق مقترحات فلسطين، و هي اللجنة التي ستتكفل برسم خارطة طريق بخصوص مشروع العمل، لتكون الخاتمة بمصافحة بين رئيس الإتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب و نظيره الإسرائيلي لكرة القدم.
ص / فرطـــاس