أكد الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" محمد باركيندو، أنه يتعين على المنتجين مواصلة الالتزام الكامل باتفاقية خفض الانتاج بالرغم من بروز إشارات ايجابية حول انتعاش الطلب على الخام بعد فترة من الركود الناجم عن جائحة كورونا.
وأوضح باركيندو في مقابلة مع صحيفة "إنرجي إنتليجنس" نشرت اليوم الثلاثاء ان "هناك علامات مؤقتة على الانتعاش (..) ونعتقد أن الأسوأ بات وراءنا".
وتابع قائلا: "ومع ذلك، فإننا ندرك أيضًا أنه لا يمكننا أن نفقد تركيزنا المنصب على المساعدة في إعادة التوازن بين العرض والطلب وتوفير سوق أكثر استقرارًا في الأشهر المقبلة ... ليس هذا هو الوقت المناسب للوقوف والإعجاب بما تم تحقيقه".
وفي نفس السياق، أشار باركيندو إن أن الأمانة العامة لأوبك تراقب عن كثب الانتعاش التدريجي في الطلب مؤكدا إلى أن الانتعاش في معدلات استخدام المصافي الصينية كان لافتًا بشكل خاص .
وصرح قائلا: "في الواقع، فإنه من المرجح أيضًا إعادة النظر في حجم انكماش الطلب في عام 2020 في أقرب وقت إذا ساهمت حزم التحفيز الحكومية الاستثنائية في جميع أنحاء العالم في انعاش الاقتصاد بشكل أسرع".
وأضاف بأنه واثق من أن دول أوبك وحلفائها من خارج المنظمة سيمتثلون لاتفاق أفريل الذي يدعو إلى تخفيضات إنتاجية تبلغ 9،7 مليون برميل يوميًا في ماي وجوان مع استمرار التخفيضات عند مستويات اقل حتى أفريل 2022.
وقال إن أعضاء مجموعة "أوبك+" يتحادثون مع بعضهم البعض بشكل شبه يومي خلال تنفيذ ورصد التخفيضات معتبرا أن "هناك اعتراف واسع النطاق بأنه لا يوجد إصلاح قصير المدى".
وتشير البيانات الواردة إلى الآن إلى أن أعضاء المجموعة شرعوا فعلا في خفض إنتاجهم بشكل يقترب من المستويات المستهدفة بما في ذلك بعض الدول التي فشلت سابقا في الامتثال للاتفاقيات المبرمة.
ودفع هبوط أسعار النفط من جهة أخرى إلى خفض الإنتاج لدى الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى التي لا تنتمي إلى مجموعة أوبك+.
وكانت السعودية أعلنت مؤخراً عن خفض طوعي إضافي قدره مليون برميل يومياً لشهر جوان مع موافقة الإمارات العربية المتحدة والكويت وعمان أيضاً على إجراء تخفيضات طوعية إضافية .
وبهذا الخصوص، أشاد باركيندو بهذه الخطوة وقال إنها "تؤكد الدور الرائد الذي تلعبه هذه الدول في المساعدة على الإسراع في عملية إعادة التوازن".
وامتنع الامين العام لأوبك عن التعليق حول ما قد يحدث في الاجتماع المقبل لكبار المسؤولين في المجموعة والمقرر عقده في 10 جوان المقبل.
وكانت بعض المصادر أشارت إلى امكانية دراسة اقتراح يقضي بتمديد العمل بالتخفيضات المقدرة ب9،7 مليون برميل يوميا إلى غاية نهاية العام بدلا من تطبيقها إلى غاية جوان.
كما سلط باركيندو الضوء على الآثار السلبية المحتملة على إمدادات النفط وأسعاره مستقبلا إذا أدى الركود الحالي في الصناعة لفترة أطول، إلى خفض حاد في الاستثمارات في أنشطة المنبع.
"إن الاستثمارات هي شريان الحياة لصناعة النفط. قد يكون لنقص الاستثمارات اليوم وفي المستقبل القريب آثار كبيرة على المنتجين والمستهلكين على المدى المتوسط و البعيد"، يضيف الامين العام لأوبك.
واج