توالت ردود الفعل الدولية والداخلية المدينة، لأعمال العنف التي شهدها مبنى الكونغرس الأمريكي أمس الأربعاء، والداعية إلى احترام العملية السياسية والانتقال الديمقراطي للسلطة في البلاد.
وفور انتشار الصور"الصادمة " الصادرة من مبنى الكونغرس الأمريكي، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على لسان المتحدث باسمه،ستيفان دوجاريك، على أهمية أن يؤكد القادة السياسيون، في مثل هذه الظروف، لمؤيديهم، الحاجة للامتناع عن العنف واحترام العمليات السياسية وسيادة القانون.
ومن جانبه أعرب رئيس الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، فولكان بوزكير، عن قلقه بشأن الأحداث التي شهدها مقر الكونغرس، وشدد على ضرورة أن يسود السلام واحترام العمليات الديمقراطية في هذا الوقت الحرج.
وبدوره، أدان الاتحاد البرلماني الدولي ومجتمع البرلمانيين في بيان له بشدة، أعمال العنف والاعتداء من قبل متظاهرين على مبنى الكونغرس.
واعتبر رئيسه، دوارتيه باتشيكو، هذا العمل،انتهاكا للنظام الدستوري والديمقراطي للولايات المتحدة، مشددا على ضرورة حماية هذا الحصن الديمقراطي وممثلي الشعب الأمريكي.
أما الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، فقد كتب في تغريدة على تويتر: "مشاهد صادمة في واشنطن"، "نتيجة هذه الانتخابات يجب أن تحترم".
ومن جهته، قال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، خلال تغريدة له هو الآخر: "يشعر الكنديون بقلق وحزن عميقين من الهجوم على الديمقراطية في الولايات المتحدة، أقرب حليف لنا وجارنا. لن يسود العنف أبدا على إرادة الشعب. يجب احترام الديمقراطية في الولايات المتحدة، وستكون كذلك".
أما أوروبيا، فقد وصف وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ما حصل بـ"الاعتداء على الديمقراطية الأمريكية"، وقال أنه: "في نظر العالم، تبدو الديمقراطية الأمريكية الليلة تحت حصار"، ومن جهتها، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إلى انتقال سلمي للسلطة في الولايات المتحدة، وكتبت على صفحتها عبر "تويتر": "الانتقال السلمي للسلطة هو الأساس" و"جو بايدن قد فاز في الانتخابات".
وبدوره وصف رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي ما شهده الكابيتول بـ"المقلق للغاية"، مشددا على "وجوب احترام الأصوات الانتخابية الديمقراطية".
وفي برلين، دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أنصار ترامب إلى "التوقف عن الدوس على الديمقراطية"، وكتب على تويتر: "على ترامب وأنصاره أن يقبلوا في نهاية المطاف بقرار الناخبين الأمريكيين وأن يتوقفوا عن الدوس على الديمقراطية".
وأضاف: "أعداء الديمقراطية سيسعدون برؤية هذه الصور المروعة من واشنطن"، محذرا من أن "الخطاب التحريضي يتحول إلى أعمال عنف". ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ندد هو الآخر عبر "تويتر" ب"المشاهد المخزية" في واشنطن، ودعا إلى "انتقال سلمي ومنتظم للسلطة"، وكتب بهذا الخصوص، "الولايات المتحدة تدعم الديمقراطية في جميع أنحاء العالم ومن المهم الآن أن يكون هناك انتقال سلمي ومنظم للسلطة".
أما وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، فقد اعتبر دخول أنصار ترامب مبنى الكابيتول "مسا خطيرا بالديمقراطية"، مشددا على "وجوب احترام رغبة الشعب الأمريكي".
وأعرب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، هو الأخر عن قلقه بهذا الخصوص، وقال: "إنني أتابع بقلق الأنباء الواردة من الكابيتول هيل في واشنطن..." مشيرا إلى أن "الرئاسة الجديدة لجو بايدن ستكون قادرة على توحيد الشعب الأمريكي". وبدورها، ووصفت رئيسة وزراء اسكتلندا، نيكولا ستارجن، في تغريدة هي الأخرى، الأحداث التي شهدها مبنى الكونغرس بـ "المرعبة للغاية"، مبرة عن تضامنها "مع المؤيدين للديمقراطية والتداول السلمي والدستوري للسلطة"، ومستنكرة "من حرضوا على هذا الهجوم على الديمقراطية".
أما على الصعيد الداخلي، فقد أجمع القادة السياسيون الأمريكيون على أن أعمال العنف التي شهدها مبنى الكونغرس "مخزية" لكن "غير مفاجئة". ووصف الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، ما حصل بـ"التمرد، بينما أكد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أنما حدث "لم يكن مفاجئا". وقال أوباما بهذا الخصوص: "التاريخ سيتذكر أعمال العنف التي حصلت اليوم في الكابيتول، بتحريض من رئيس كذب بلا هوادة بشأن نتيجة الانتخابات، باعتبارها لحظة خزي وعار على بلدنا".
أما سلفه الرئيس الجمهوري الأسبق، جورج بوش الابن، فقد شن هجوما عنيفا على القادة الجمهوريين الذين أججوا حالة "التمرد" التي شهدها الكابيتول، وقال : "لقد هالني السلوك غير المسؤول لبعض القادة السياسيين منذ الانتخابات وقلة الاحترام التي ظهرت اليوم تجاه مؤسساتنا وتقاليدنا وقواتنا الأمنية".
ومن جهته، اعتبر الرئيس السابق الديمقراطي بيل كلينتون ما حصل "اعتداء غير مسبوق" على المؤسسات الأمريكية. وقال، في هذا الصدد، "لقد واجهنا اليوم اعتداء غير مسبوق على الكابيتول وعلى دستورنا وعلى بلدنا"، معتبرا أن هذا الهجوم غذته "أربع سنوات من السياسات المسمومة" والتضليل المتعمد. وأضاف أن "الفتيل أشعله دونالد ترامب وأشد الداعمين له حماسة، وكثيرون منهم في الكونغرس، بهدف إلغاء نتائج الانتخابات التي خسرها".
وبدوهما، أدان كل من حاكم نيويورك أندرو كومو، والمدعية العامة لنيويورك ليتيتيا جيمس، أعمال العنف هذه،واصفين إياها بـ"المحاولة الانقلابية" التي أثارها الرئيس ترامب. وكان متظاهرون مناصرون للرئيس ترامب قد اقتحموا أمس مبنى الكونغرس الأمريكي بعد اشتباكات مع الشرطة وحاصروه، وأدى ذلك إلى وقف عمل الكونغرس وإجلاء أعضاؤه... وقد أسفرت الاشتباكات عن مقتل أربعة أشخاص وإصابات عديدة.
