يتواجد بالعاصمة المالية باماكو منذ أيام عناصر من حركة أصحاب "السترات الصفراء" الفرنسية، للمشاركة في تجمع حاشد سينظم غدا الأربعاء في قلب العاصمة باماكو، من أجل المطالبة بانسحاب نهائي للقوات الفرنسية من مالي، والتي زادت من تعقد الوضع في هذا البلد الواقع في منطقة الساحل الإفريقي.
وعقد ناشطون من حركة "السترات الصفراء" الذين تنقلوا إلى باماكو، ومنظمين للتجمع المقرر أن يشارك فيه عدد من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في مالي، ندوة صحفية أول أمس الأحد، عبروا فيها عن معارضتهم لتواجد الجنود الفرنسيين في مالي وطالبوا باريس بسحب هؤلاء الجنود.
وقال الناشط في حركة "السترات الصفراء" يانيك كاروف، الذي قدم لباماكو للتعبير عن تضامنه مع الحراك المالي ضد التواجد الفرنسي "جئت لأقول أن هناك فرنسيين سئموا من القادة الذين يمارسون الامبريالية التي لا تخدم العامل البسيط ولا الموظف الفرنسي و لكن هي في صالح جماعة صغيرة من الناس الأوليغارشيين الذين يمولون الانتخابات".
و أضاف المتحدث أن القوات الفرنسية المنتشرة في مالي منذ عام 2013 بذريعة "محاربة الإرهاب"، "لم تكن فاعلة" وأن تواجدها "غير مجدي في ظل عجزها عن منع تكرار الهجمات الإرهابية في المنطقة ، كما أنها لم تساهم في تكوين العسكريين الماليين" مثلما ادعت باريس ذلك، ولهذا فإنه "يتعين عليها مغادرة البلاد في أسرع وقت" كما قال.
من جهته حيا ناشط أخر من أصحاب "السترات الصفراء" سيباستيان بريموني خلال الندوة الصحفية " شجاعة ونضال القوات المسلحة المالية التي تعمل في ظروف صعبة " داعيا إلى خروج القوات الفرنسية من مالي المتهمة بالتسبب في سقوط ضحايا مدنيين في هذا البلد الإفريقي على خلفية الغارات التي تنفذها تلك القوات والمنضوية تحت لواء ما يعرف بعملية "برخان".
وكثيرا ما أثارت الغارات التي تنفذها القوات الفرنسية المتواجدة في مالي والتي خلّفت وفيات في صفوف المدنيين جدلا وسخطا وسط السكان والجمعيات في مالي التي حمّلت فرنسا مسؤولية هذه "الانتهاكات والانحرافات" خلال عملياتها العسكرية.
ولعل أحدث هذه الانحرافات الغارة الجوية التي نفذتها القوات الفرنسية في الثالث من يناير الجاري ،على قرية "باونتي" بمدينة "دوينتزا"، متسببة في مقتل ما لا يقل عن 20 مدنيا، خلال حفل زفاف، حسب مصادر مالية.
وجاءت العملية العسكرية الفرنسية بعد 48 ساعة على مقتل خمسة جنود فرنسيين وهو ما اعتبر بأنه عملية انتقامية للقوات الفرنسية على مقتل عناصرها.
وانتقدت مديرة قسم غرب إفريقيا في منظمة "هيومن رايتس ووتش" كورين دوفكا، في تصريحات بهذا الخصوص لصحيفة "تيليغراف" البريطانية ما وصفته بـ"العمليات الانتقامية" للقوات الفرنسية مشيرة إلى أنه "غالبا ما تتبع الهجمات الإرهابية الفتاكة، وبشكل متزايد بهجمات انتقامية".
وقالت في السياق أن "الجنود - لحزنهم على زملائهم- ينتقمون لمقتلهم بقتل مدنيين عزل أو مشتبه بهم"، مشيرة إلى أن "ندرة التحقيقات في الحوادث المتصاعدة وغياب المساعي العامة القوية من قبل الشركاء الدوليين، اعتبرت بمثابة ضوء أخضر من قبل الجيوش المعنية، التي يبدو أن قادتها لا يخشون التعرض للمساءلة".