طالب أعضاء بمجلس النواب الأمريكي (الكونغرس)، الرئيس جو بايدن، بعدم إبرام أي صفقة أسلحة مع المغرب في ظل مخاوف من استخدامها ضد أبناء الشعب الصحراوي وتسهيلها لاحتلاله غير المشروع للإقليم، مبدين أملهم في أن يمكن "الدور الحاسم" الذي تلعبه بلادهم في النزاع بالصحراء الغربية، الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير.
جاء ذلك في رسالة بعث بها أعضاء بالكونغرس الى الرئيس الأمريكي، بخصوص قضية الصحراء الغربية وبيع الأسلحة للمغرب، عبروا فيها عن "قلقهم بشكل خاص بشأن صفقة الأسلحة التي وافقت إدارة بايدن على إبرامها مع المغرب".
وأشاروا في هذا الإطار إلى أن الإدارة السابقة - بقيادة دونالد ترامب - أخطرت الكونغرس في ديسمبر 2020، بمبيعات أسلحة بقيمة مليار دولار إلى المغرب، بما في ذلك أربع طائرات بدون طيار (أم كي- 9بي سي غاردين) وذخائر دقيقة التوجيه كـ : (هلفاير) و(بافيواي) و (جي دايم)، ومن المقرر أن يتم إبرام هذه الصفقة في ظل الإدارة الحالية.
وحث الموقعون على الرسالة، الإدارة الأمريكية، على "عدم إبرام أي صفقة لأسلحة كبيرة أو هجومية مع المغرب"، مبرزين أن "مثل هذه المبيعات قد تكون غير مناسبة للغاية" في ظل "عدم وجود ضمانات من لدن المغرب بأن مثل هذه الأسلحة لن تستخدم ضد الشعب الصحراوي، وعدم تحقيق تقدم بخصوص استفتاء سياسي واتفاق سلام نهائي من أجل الصحراء الغربية".
وأبدى الموقعون على الرسالة، قلقهم من أن "هذه الأسلحة قد تستخدم بطريقة هجومية ضد الشعب الصحراوي أو قد تسهل بطريقة أخرى احتلال المغرب غير المشروع للإقليم".
كما تضمنت الرسالة مطالبة بضرورة "إحاطة الأعضاء الموقعين عليها، حول حزمة الأسلحة ومراجعة الإدارة لسياستها اتجاه كل من الصحراء الغربية والمغرب ، بما في ذلك العواقب قصيرة وطويلة الأمد جراء الاعتراف بمطالب المغرب الإقليمية، على آفاق السلام".
من جانب آخر، أعرب أعضاء الكونغرس ، عن " قلقهم إزاء السياسة الأمريكية الحالية بشأن المغرب ومطالبات المملكة بالصحراء الغربية"، لافتين إلى أن "الإدارة الامريكية السابقة، اعترفت شهر ديسمبر عام 2020، بادعاءات المغرب بالسيادة على الصحراء الغربية، على الرغم من حقيقة أن كل من الإدارات الجمهورية والديمقراطية رفضت منذ عقود الاعتراف بادعاءات المغرب بالسيادة على الإقليم".
ونتيجة لهذا الانقلاب في السياسة، تضيف الرسالة، "أصبحت الولايات المتحدة الآن الدولة الوحيدة التي تعترف رسميا بمطالب المغرب التي تتعارض مع القانون الدولي والحق المعترف به دوليا في تقرير المصير".
وجاء في رسالة أعضاء الكونغرس بهذا الخصوص: " تلعب الولايات المتحدة دورا حاسما في هذا النزاع الذي طال أمده ونأمل أن يكون ذلك هو الذي يضمن قدرة الشعب الصحراوي على العيش بحرية وكرامة وسلام، ويمكنه من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير".
وأعاد اعضاء مجلس النواب الامريكي ، التذكير في هذا الاطار ، ب"الاحكام الواضحة" التي أصدرتها كل من محكمة العدل الدولية ومحكمة العدل الاوربية والتي "تؤيد حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وتخلص إلى أن المغرب ليس له حق المطالبة بالإقليم".
بالمقابل اعرب النواب الأمريكيون، عن ارتياحهم للتعيين الأخير لستافان دي ميستورا ، مبعوثا شخصيا جديدا للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، إلا أنهم أبدوا قلقا من أن "الولايات المتحدة لم تلتزم التزاما واضحا يظهر للأمم المتحدة أن واشنطن تدعم تسوية دائمة وسلمية بين المغرب وممثلي الحكومة الصحراوية المعترف بهم".
للإشارة فقد تم توجيه نسخة من الرسالة - التي وقع عليها 11 عضوا من أعضاء مجلس النواب الأمريكي (الكونغرس) - إلى كل من وزير الخارجية الأمريكي، انتوني بلينكن، ولرئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس ،كريكو ري ميكس.
وأج