تشهد مختلف مناطق العالم أزمة جفاف غير مسبوقة، في ضوء تزايد معدلات موجات الحر ،في وقت تعالت تحذيرات من اثارها المترتبة على البيئة.
وفي السياق، أشارت الأمم المتحدة إلى ارتفاع عدد حالات الجفاف في جميع أنحاء العالم بنسبة 29% منذ عام 2000، بسبب تدهور الأراضي وتغير المناخ. كما ذكرت المنظمة الاممية في أحدث تقرير لها عن المناخ أن الاحتباس الحراري زاد من مخاطر الجفاف في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وارتفعت موجات الجفاف الشديدة حول العالم، والتي تمتدّ من مزارع كاليفورنيا بالولايات المتحدة إلى الممرات المائية في أوروبا والصين، من تعقيد إمدادات سلاسل التوريد وزيادة أسعار الغذاء والطاقة، مما يزيد الضغط على نظام التجارة العالمي، بحسب تقارير صحفية .
فقد ضربت اوروبا لاسيما إسبانيا والبرتغال وفرنسا وإيطاليا أسوأ موجة جفاف منذ 500 عام، أدت إلى انخفاض مستوى المياه في البحيرات والأنهار بما يهدد إمدادات مياه الري والشرب والشحن النهري بالإضافة إلى جفاف الأراضي الزراعية وهو ما يكلفها مزيدا من الخسائر الاقتصادية.
ويسبب الجفاف الذي يصيب الأنهار في أوروبا اضطرابات قوية في حركة التجارة عبر الأنهار والتي تعد عنصرا مهما للنقل بين الدول الأوروبية، فجفاف الأنهار قد يكبد الاقتصاد الأوروبي 80 مليار دولار ، وفقا لبيانات هيئة "يوروستات" .
أما في غرب الولايات المتحدة فقد بدأ الجفاف قبل عقدين من الزمن وهو الأسوأ منذ 1200 عام، تضيف التقارير . واوضحت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن الجفاف أدى بالنسبة لبعض أكبر الاقتصادات في العالم، إلى أضرار بالصناعات بما في ذلك توليد الكهرباء والزراعة والتصنيع والسياحة.
وأعلن مكتب الاستصلاح الأميركي مؤخرا عن نقص في منسوب نهر "كولورادو" للعام الثاني على التوالي ما أدى إلى قطع إلزامي للمياه في أريزونا ونيفادا والمكسيك.
وقال ويد نوبل، المستشار العام لأربع مناطق ري في مقاطعة يوما بولاية أريزونا، وهي منتج رئيسي للخس والخضروات، إن المزارعين يتوقّعون أن يكسبوا 10% من قيمة صناعتهم التي تبلغ 3.4 مليار دولار سنويًا. وتشير توقّعات إلى أن المزارعين سيفقدون أكثر من 40% من محصول القطن بالولايات المتحدة.
كما تشهد الصين هي الاخرى، أطول موجة حر منذ عام 1961. وأصدرت الصين أول تحذير وطني للجفاف خلال العام الجاري ، حيث انخفضت مستويات المياه في نهر اليانغتسي، وهو أطول نهر في الصين ومصدر حاسم للطاقة الكهرومائية والنقل والمياه للمحاصيل إلى أدنى مستوياتها، وفقً ما نقلت تقارير صحفية عن وزارة الموارد المائية الصينية.
وفي وسط وجنوب غرب الصين، أعلنت السلطات عن جفاف في ست مناطق قضائية على مستوى المقاطعات والتي شكّلت مجتمعة ربع إنتاج الحبوب في الصين العام الماضي.
يأتي ذلك، في وقت حذر برنامج الغذاء العالمي الاممي من أن التهديد بأزمة غذاء عالمية يلوح في الأفق اثر موجات الجفاف المتتالية، ودعا البرنامج الى الحصول على 2ر22 مليار دولار للوصول إلى تأمين 152 مليون شخص يحتاج للغذاء هذا العام، مذكرا أن حوالي 22 مليون شخص في القرن الإفريقي يكافحون للحصول على ما يكفي من الطعام.
وأشار البرنامج إلى أن أكثر من سبعة ملايين شخص بالصومال - ما يقرب من نصف السكان - يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في الوقت الذي يواجه حوالي 213 ألف شخص ظروفا شبيهة بالمجاعة .
واشار الى انه يستهدف مساعدة حوالي 8.5 مليون شخص في أنحاء القرن الإفريقي بزيادة 2 مليون شخص عن بداية العام الحالي، مؤكدا أنه كان قد حذر في بداية العام من أن 13 مليون شخص في المنطقة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد بسبب الجفاف.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة /يونيسف/ ،من جهتها، من إمكانية أن "يموت الأطفال في القرن الأفريقي ومنطقة الساحل بأعداد كبيرة ما لم يتم توفير دعم عاجل لهم، حيث يتلاقى سوء التغذية الحاد مع خطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه الملوثة، عند نقطة واحدة".
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، تزامنا مع الأسبوع العالمي للمياه، أنه :"في غضون خمسة أشهر ارتفع عدد الأشخاص المتضررين من الجفاف في إثيوبيا وكينيا ، والصومال ، والذين لا يحصلون على المياه الصالحة للشرب بنسبة 70 في المائة، إلى ما مجموعه 16.2 مليون شخص (بين فبراير ويوليو)، ما يعرض الأطفال وعائلاتهم لخطر الإصابة بأمراض مثل الكوليرا ، والإسهال بصورة متزايدة".
وأج