طالبت المحكمة الجنائية الدولية، أمس الإثنين، بإصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو ، و وزير دفاعه، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة الذي يشهد عدوانا وحشيا منذ أكثر من سبعة أشهر.
وأوضح المدعي العام للجنائية الدولية، كريم أحمد خان، أن "هناك أسبابا معقولة للاعتقاد بأن بنيامين نتنياهو يتحمل مسؤولية جنائية عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" في غزة، كما طالبت المحكمة كذلك بإصدار مذكرة اعتقال بحق وزير الدفاع لدى حكومة الاحتلال، المدعو يواف غلانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وذكر السيد خان أن التهم الموجهة إلى المسؤولين الصهيونيين تشمل التسبب في الإبادة والمجاعة، كوسيلة من وسائل الحرب بما في ذلك منع إمدادات الإغاثة الإنسانية واستهداف المدنيين عمدا في العدوان على غزة.
تجدر الإشارة إلى أن جنوب إفريقيا كانت قد طالبت الخميس الماضي، من محكمة العدل الدولية، في لاهاي، بإصدار أمر للكيان الصهيوني بوقف فوري لحرب الإبادة الجماعية التي يقترفها منذ قرابة ثمانية أشهر بحق المدنيين الفلسطينيين، في كامل أراضي قطاع غزة.
من جهة أخرى، ذكرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أمس أن الكيان الصهيوني أجبر 810 آلاف فلسطيني على النزوح قسرا من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة خلال الأسبوعين الماضيين.
وذكرت "الأونروا" عبر منصة "إكس" إن "النزوح مستمر في غزة، وتفيد التقديرات بأن أكثر من 810 آلاف شخص نزحوا قسرا من رفح خلال الأسبوعين الماضيين بحثا عن الأمان".
و أضافت الوكالة أنه "في كل مرة تشرد فيها عائلات، تتعرض حياتها لخطر جسيم، ويضطرون إلى ترك كل شيء خلفهم، بحثا عن الأمان، لكن لا توجد منطقة آمنة". وجددت دعوتها إلى وقف إطلاق النار فورا.
وحذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين من أن عدم فتح المعابر البرية والوصول الآمن إليها ينذر باستمرار الظروف الإنسانية الكارثية في قطاع غزة.
و حذر المتحدث باسم الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاركيه، أمس، من أن المزيد من التوغل العسكري الصهيوني في رفح جنوب قطاع غزة "سيحدث مشكلات كثيرة وسيؤدي إلى كارثة محققة".
وأكد لاركيه في تصريح إعلامي، استعداد الأمم المتحدة لتقديم المزيد من المساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة، حيث أن القطاع "يعاني نقصا كبيرا في الإمدادات جراء استمرار إغلاق المعابر البرية، مثل رفح وكرم أبو سالم"، مشددا على "ضرورة فتحها فورا لتجنب المجاعة".
و استشهد 13 فلسطينيا و أصيب العشرات أمس جراء قصف قوات الاحتلال الصهيوني منزلا في مدينة غزة، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). ونقلت الوكالة عن مصادر طبية فلسطينية قولها إن 13 فلسطينيا من عائلة واحدة استشهدوا بعد قصف الاحتلال لمنزلهم في حي الدرج بمدينة غزة.
في سياق متصل، واصلت طائرات ومدفعية الاحتلال قصفها للمناطق الشمالية من مخيمي البريج والنصيرات وسط قطاع غزة، مستهدفة منازل وتجمعات للفلسطينيين في تلك المناطق.
و أعلنت السلطات الصحية الفلسطينية في غزة، أمس، أن حصيلة العدوان الصهيوني المتواصل على القطاع، منذ السابع من أكتوبر الماضي، ارتفعت إلى 35.562 شهيدا و79.652 مصابا.
وأوضحت ذات المصادر، أن الاحتلال الصهيوني ارتكب 10 مجازر في القطاع خلال 24 س، راح ضحيتها 106 شهيد و176 جريحا، مشيرة إلى أن آلاف الشهداء ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم. ق.و