انطلقت أمس بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال بالجزائر العاصمة أشغال المؤتمر السادس والثلاثون للاتحاد البرلماني العربي بمشاركة وفود برلمانية من 18 دولة عربية.
وقد كانت القضية الفلسطينية على رأس جدول أعمال هذه الدورة، ونالت الحيز الأكبر في مداخلات رؤساء الوفود البرلمانية العربية، و في هذا الصدد دعا رئيس الاتحاد البرلماني العربي السابق، رئيس مجلس النواب العراقي بالإنابة، محسن المندلاوي، البرلمانات والحكومات العربية إلى تكثيف الجهود السياسية و دعم موقف المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية القاضي بإصدار أوامر توقيف بحق مجرمي حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
وفي نفس السياق ثمن محسن المندلاوي اعتراف ثلاثة دول أوربية في المدة الأخيرة بالدولة الفلسطينية، وهي اسبانيا، النرويج وإيرلندا، مجددا بالمناسبة دعوة المجتمع الدولي و بخاصة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقد تقاطعت الكثير من مداخلات رؤساء الوفود بشأن القضية الفلسطينية وما تمر به في الوقت الراهن، في إدانة العدوان الصهيوني الهمجي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، والدعوة إلى وقف فوري لحرب الإبادة التي يمارسها جيش الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ، و إلى توحيد المواقف العربية من أجل نصرة القضية الفلسطينية.
كما ثمن العديد من المتدخلين في اليوم الأول من أشغال مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الخطوات التي أقدمت عليها ثلاث دول ( اسبانيا، النرويج وأيرلندا) و إعلانها الاعتراف بدولة فلسطين، معتبرين ذلك "خطوة تاريخية" في صالح القضية الفلسطينية، وانسجاما مع المبادئ التي يقرها القانون الدولي.
واعتبر المتدخلون من رؤساء البرلمانات العربية المكاسب التي تحققها القضية الفلسطينية ومنها اعتراف الدول الثلاث الأوربية بالدولة الفلسطينية ما هي سوى نتيجة للتضحيات الكبيرة التي يقدمها الشعب الفلسطيني يوميا، وصموده في وجه آلة الحرب الصهيونية، وإيمانه العميق بعدالة قضيته.
نقطة أخرى نالت قسطا من الاهتمام في أشغال المؤتمر الـ36 لاتحاد البرلماني العربي و هي التي تتعلق "بازدواجية المعايير" حيث انتقد المتدخلون سياسة الكيل بمكيالين التي تعتمدها الدول الغربية في التعامل مع ما يحدث في فلسطين منذ قرابة الثمانية أشهر، منتقدين في السياق الفيتو الأمريكي الذي وقف في وجه الحق الفلسطيني في أكثر من مرة منذ بداية العدوان.
ومقابل ذلك دعا المشاركون في الاجتماع إلى توحيد الصف العربي و تكثيف التعاون والتنسيق مع البرلمانات الإقليمية والدولية من أجل ممارسة ضغط أكبر على الكيان الصهيوني وحلفائه في المحافل الدولية، واعتماد منهجية عمل تفضي إلى عزل الكيان الصهيوني في هذه المحافل الدولية، وفضح أكاذيبه و ممارساته الإجرامية بحق الفلسطينيين.
وخلال اليوم الأول من أشغال المؤتمر أشادت الوفود المشاركة بجهود الجزائر المبذولة من أجل التمكين للدولة الفلسطينية من العضوية الكاملة في هيئة الأمم المتحدة، وفي هذا الإطار نوه السفير الفلسطيني بالجزائر فائز أبو عيطة في تصريح له بالمركز الدولي للمؤتمرات بمشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر باسم المجموعة العربية بمجلس الأمن الدولي المتعلق بمنح الدولة الفلسطينية العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، وهو المشروع الذي قوبل بفيتو أمريكي رافض، وقال أن هذه العقبات ستنهار حتما أمام مثابرة الجزائر وإصرارها على انتزاع الاعتراف بعضوية فلسطين الكاملة.
وأضاف السفير الفلسطيني أن المجتمع الدولي أصبح يؤمن إيمانا عميقا بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وأن الأوان قد حان لإعلان كل دول العالم اعترافها بالدولة الفلسطينية، مشددا على أن هذا من شأنه تشجيع جميع الأطراف على تحقيق السلام في المنطقة التي تعد فلسطين جزءا منها.
وإلى جانب القضية الفلسطينية التي نالت القسط الأكبر من مناقشات أشغال الاتحاد البرلماني العربي ناقش المشاركون أيضا مستجدات الوضع الراهن للأمة العربية والظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، كما جرت الأشغال في شكل ورشات ولجان ناقشت العديد من المواضيع و المسائل تخص المرأة والطفل والعلاقات البرلمانية وغيرها. إ-ب
