فيما اعترفت إسبانيا و النرويج وإيرلندا رسميا بدولة فلسطين: عشرات الشهداء و الجرحى في مجزرة صهيونية جديدة برفح

* مجلس الأمن يعقد جلسة مشاورات بطلب من الجزائر
ارتكب، أمس، الاحتلال الصهيوني مجزرة جديدة في رفح نتج عنها استشهاد عشرات المدنيين و وقوع العديد من الجرحى، إثر استهداف القصف الصهيوني لمستشفيات ومآذن عدّة مساجد، فيما تمّ الإعلان عن خروج المستشفى الميداني الإندونيسي وعيادة تل السلطان عن الخدمة، فيما اعترفت حكومات إسبانيا و إيرلندا والنرويج ، أمس، رسميا بدولة فلسطين ، في وقت عقدت أمس بطلب من الجزائر جلسة مشاورات مغلقة طارئة لمجلس الأمن للأمم المتحدة حول الوضع في رفح لمناقشة أفضل وسيلة للرد من قبل المجلس.وجاء الطلب "نظرا للتطورات الخطيرة بالأراضي الفلسطينية المحتلة بعد اقدام المحتل الإسرائيلي على مهاجمة مخيمات النازحين برفح".
ذكرت وزارة الصحة بغزّة ولجنة الطوارئ برفح، أنّ الاحتلال ارتكب عدّة مجازر أخرى منذ فجر يوم أمس، في حق نازحين برفح، أدّت إلى استشهاد 20 شخصا وإصابة عشرات الجرحى، و ذلك عقب يوم واحد من المجزرة التي ارتكبت في المدينة. وذكرت وكالة الأمم المتحدّة «أونروا» إنّ نحو مليون شخص هربوا من مدينة رفح خلال ثلاثة أسابيع الماضية، فيما فجّر مقاتلو القسام منزلا مفخخا جنوب مدينة رفح يحتوي على عناصر لقوة إسرائيلية ، كما ذكرت سرايا القدس أنها قصفت من خلال القذائف جنودا وآليات للاحتلال عند محيط بوابة صلاح الدين جنوب مدينة رفح.
و أعلنت السلطات الصحية في غزة, أمس, عن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني المتواصل على القطاع منذ السابع أكتوبر الماضي إلى 36.096 شهيدا و 81.136 مصابا, حسب ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وأفادت ذات المصادر بأن الاحتلال الصهيوني ارتكب خمس مجازر خلال 24 ساعة, راح ضحيتها 46 شهيدا و110 مصابين, مشيرة إلى أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات, لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.يحدث ذلك، في الوقت الذي تحقق فيه فلسطين انتصارات جديدة على المستوى الدولي، و ذلك من خلال إعلان ثلاث دول أوروبية تتمثّل في إسبانيا، النرويج وأيرلندا عن اعترافها بدولة فلسطين بشكل رسمي، ترسم حدودها على ما كانت عليه قبل 1967، ما خلّف ردود فعل غاضبة من قبل الاحتلال الصهيوني، وعبّرت الدول بحسب وسائل إعلام عربية عن أملها في أن يسمح قرارها بتسريع الجهود التي ترمي إلى وقف إطلاق النار.
وذكر رئيس الوزراء الإسباني في هذا الشأن أنّ القرار تاريخي وهدفه إحلال السلام بين الكيان الصهيوني وفلسطين، كما قالت إيرلندا أنّها ستقوم برفع مكتبها التمثيلي في الضفة الغربية إلى سفارة كاملة، وسيتم منح البعثة الفلسطينية في أيرلندا وضع السفارة الكاملة، وارتفع عدد الدول التي اعترفت بدولة فلسطين إلى 147 دولة من إجمالي 193 دولة عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
من جهة أخرى، أوردت صحيفة «الغارديان» البريطانية في تحقيق نشرته أمس، ويعتمد على مقابلات مع أكثر من 20 ضابطا للمخابرات الصهيونية الحاليين والسابقين، وكذا مسؤولين حكوميين وشخصيات بارزة في المحكمة الجنائية الدولية، و أيضا دبلوماسيين ومحامين مطّلعين على القضية، أنّ جهاز «الموساد» ممثلا في رئيسه السابق «يوسي كوهين» متورّط في مؤامرة ضد المحكمة الجنائية الدولية والمدعية العامة السابقة «فاتو بنسودا» في قضية مستمرة منذ 9 سنوات، من أجل الضغط لتجنّب التحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني.
وذكرت الصحيفة البريطانية في التحقيق الذي تناقلته وسائل إعلامية عربية أنّ الاحتلال الصهيوني يخوض حربا سرية متواصلة من خلال التجسّس، القرصنة والترهيب على المحكمة الجنائية الدولية، حيث هدّد رئيس المخابرات الإسرائيلية «كوهين» المدعية العامة بالمحكمة في محاولة لعرقلة مسار محاكمة جرائم الحرب. ونشر الكيان الصهيوني بحسب مضمون التحقيق وكالاتها الاستخباراتية بغرض مراقبة واختراق والضغط وكذا تشويه السمعة وتهديد كبار الموظفين بالمحكمة الجنائية الدولية، كنهج لإعاقة تحقيقات المحكمة، حيث استولى «الموساد» على اتصالات العديد من مسؤولي المحكمة بمن فيهم المدعي العام، خان، وسابقته «فاتو بنسودا»، معترضا المكالمات الهاتفية والرسائل والبريد الإلكتروني وكذا الوثائق، وأضاف المصدر أنّ المراقبة استمرّت خلال الأشهر الأخيرة، ما مكّن رئيس الوزراء الصهيوني «نتنياهو» من معرفة نوايا المدعي العام بشكل مسبق، كما أشارت رسالة تمّ اعتراضها مؤخرا أنّ «كريم خان» أراد إصدار أوامر اعتقال ضد مسؤولين صهاينة غير أنّه تعرّض لضغوط هائلة من الولايات المتحدّة. ولفتت «الغارديان» أنّ المدعية السابقة «بنسودا» تعرّضت أيضا للتجسّس والتهديد، إذ أنّ العملية السرية التي وجّهت ضدّها كانت بإدارة شخصية من حليف نتنياهو بحسب الصحيفة البريطانية، «يوسي كوهين»، الذي كان يشغل آنذاك منصب مدير وكالة المخابرات الخارجية الصهيونية، كما أنّ المخابرات الصهيونية كانت تتجسّس بشكل روتيني على المكالمات الهاتفية التي تجريها المدعية العامة السابقة «بنسودا» وموظّفوها مع الفلسطينيين، إذ أنّه بعد منعها من الوصول إلى غزّة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، اضطرّت المحكمة الجنائية الدولية إلى إجراء الكثير من أبحاثها عبر الهاتف، ما جعلها أكثر عرضة للمراقبة. وتمكّن عملاء المخابرات الصهيونية بحسب التحقيق من التقاط المكالمات دون تثبيت برامج التجسّس على أجهزة المسؤولة بفضل وصولهم الكامل للبنية التحتية للاتصالات الفلسطينية، وبحسب ذات المصدر فإنّ «نتنياهو» اهتّم بشكل وثيق بالعمليات الاستخباراتية الموجّهة ضد المحكمة الجنائية الدولية، حيث وصف بأنّه مهووس بالقضية، إذ تمّ توزيع ومشاركة المعلومات التي تمّ الحصول عليها جراء عمليات الاعتراض على الحكومة، وزارات العدل، الخارجية والشؤون الاستراتيجية.
وقالت «الغارديان» على لسان متحدّث باسم المحكمة الجنائية الدولية إنّ الهيئة على علم بأنشطة جمع المعلومات الاستباقية التي يقوم بها عدد من الوكالات الوطنية المعادية للمحكمة، وهي تنفّذ تدابير مضادة باستمرار والهجمات لم تخترق الأدلة الأساسية للمحكمة.
وجاء في التحقيق أنّ المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ، كريم خان، أصدر تحذيرا غامضا في إطار سعيه لإصدار أوامر اعتقال ضد قادة صهاينة، مضمونه أنّ جميع المحاولات الرامية إلى إعاقة أو تخويف أو التأثير بشكل غير لائق على مسؤولي المحكمة يجب أن يتوقّف، دون الإشارة إلى الجهة التي حاولت التدخّل أو الطريقة التي اتّبعت للقيام بذلك.
إسلام. ق