يواصل الاحتلال الصهيوني تحدي المجتمع الدولي وقراراته، و قد أظهر ذلك من خلال ارتكاب مجزرة جديدة تضاف إلى سجل جرائمه الأسود، من خلال قيامه بقصف مخيم النصيرات، الذي يعج بآلاف النازحين، موقعا مئات الشهداء و الجرحى، و هو ما يؤكد تمادي هذا الكيان المجرم، و ضربه عرض الحائط بالقانون والقرارات الدولية، ومحكمة العدل الدولية والأمم المتحدة.
و استمر جيش الاحتلال الصهيوني أمس في غاراته وقصفه المدفعي لمناطق مختلفة بغزة، ضمن عدوانه المتواصل على القطاع، الذي يدخل يومه الـ247. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية /وفا/ بأن عددا من المصابين وصل إلى مستشفى «شهداء الأقصى» عقب استهداف غارة منزلا شرق دير البلح.
وفي جنوب القطاع، سمع دوي أصوات انفجارات عنيفة وإطلاق رصاص من قبل قوات الاحتلال في أماكن متفرقة بمدينة رفح، كما شهدت أحياء الزيتون وتل الهوا والصبرة بمدينة غزة، قصفا مدفعيا وإطلاق نار من دبابات الاحتلال المتمركزة في منطقة محور بيت حانون.
و أعلنت السلطات الصحية الفلسطينية ،أمس، عن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى 37084 شهيدا و84494 مصابا.
وأوضحت ذات المصادر أن الاحتلال الصهيوني ارتكب 8 مجازر ضد العائلات بقطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 283 مواطنا ،وإصابة 814 آخرين ،خلال 24 ساعة ، مشيرة إلى أن آلاف الشهداء ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.
و ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في المجزرة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني أول أمس السبت وسط قطاع غزة إلى 218 شهيدا ونحو 400 جريح. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في حصيلة جديدة عن استشهاد 218 فلسطينيا، مشيرة أن مستشفى «شهداء الأقصى» في مدينة دير البلح اكتظ على إثر هذه المجزرة بمئات الشهداء والجرحى. وبات المستشفى حاليا غير قادر على استيعاب المزيد منهم، وذلك في ظل عدوان الاحتلال الصهيوني الغاشم المستمر على قطاع غزة.
من جهة أخرى، حذرت «الأونروا» من خطر تفشي «الكوليرا» في قطاع غزة، و أعرب المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا», فيليب لازاريني, عن قلقه من خطر تفشي أمراض في قطاع غزة مثل الكوليرا.
وخلال زيارته للعاصمة الألمانية برلين بغرض حشد المزيد من الدعم للمنظمة, تحدث لازاريني عن وضع شبه «ميؤوس منه» للمواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة, مشيرا إلى ضرورة مواجهة المجاعة ومواجهة تدهور الوضع في الجنوب.
وعبر لازاريني أيضا عن قلقه بشأن الأطفال في القطاع, وقال: «لدينا حوالي 600 ألف طفل في سن المدرسة بغزة, وعلى رأس الأولويات تأتي إعادتهم إلى التعلم».
و شهدت العديد من العواصم والمدن حول العالم, خلال اليومين الماضيين, تظاهرات حاشدة تنديدا بالعدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة, وتضامنا مع الشعب الفلسطيني, وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وشارك الآلاف في تظاهرات نظمت في العاصمة الأميركية واشنطن, والعاصمة النرويجية أوسلو, ومدينتي شتوتغارت وماينز في ألمانيا والعاصمة برلين, والعاصمة البريطانية لندن, والعاصمة النمساوية فيينا, والعاصمة الفرنسية باريس ومدينة ليون, ومدينة ميلانو الإيطالية, دعما للشعب الفلسطيني, وللمطالبة بوقف إطلاق النار, وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ورفع المشاركون في التظاهرات الأعلام الفلسطينية, واللافتات المنددة بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.
ودعا المشاركون إلى وقف المعايير المزدوجة وضرورة محاكمة الاحتلال على مجازره ضد الشعب الفلسطيني, خاصة الأطفال, ونددوا بالإبادة الجماعية في قطاع غزة.
ع.م