تبنى مجلس الأمن الدولي مشروع قرار أمريكي لوقف إطلاق النار في غزة على مراحل، وقد صوتت الجزائر لصالح هذا القرار لإعطاء فرصة للدبلوماسية للتوصل لاتفاق من شأنه إنهاء العدوان الصهيوني على غزة.
وقال ممثل الجزائر الدائم بالأمم المتحدة السفير، عمار بن جامع، في مداخلة له بعد التصويت، أن الوقت قد حان لوضع حد للمجازر في قطاع غزة.
وفي هذ االسياق أوضح بن جامع "لهذا السبب صوتت الجزائر لصالح مشروع القرار، نريد إعطاء فرصة للدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن ينهي العدوان على الشعب الفلسطيني الذي طال أمده، ونحن مقتنعون أن النص يمكن أن يمثل خطوة نحو وقف فوري ودائم لإطلاق النار".
بن جامع الذي شكر الوفد الأمريكي على إدراجه بعض انشغالات الجزائر في النص النهائي اعتبر أن القرار من شأنه السماح بوقف فوري لإطلاق النار والذي سيستمر مادامت المفاوضات متواصلة، وتابع يقول بهذا الخصوص أن الجزائر شاركت خلال عملية المفاوضات بحسن نية، وعملت عن كثب مع الفلسطينيين والوسطاء ( الولايات المتحدة، قطر ومصر) للتوصل إلى قرار يكفل وقفا فوريا لإطلاق النار.
كما اعتبر الممثل الدائم للجزائر بالأمم المتحدة أن النص مثل أي نص آخر في مجلس الأمن، بعيد عن المثالية لكنه "يعطي بصيص أمل لأن البديل يبقى القتل والمعاناة بشكل مستمر للشعب الفلسطيني".
وحسبه فإن القرار الجديد يضمن على وجه الخصوص عودة النازحين إلى منازلهم في قطاع غزة وفي الشمال، في غضون ستة أسابيع، وهو ما لا يتوافق مع محاولة الاحتلال إلزامية إخلاء شمال القطاع من سكانه، كما يرفض المشروع أيضا أي تغيير ديمغرافي أو في مساحة غزة وأي منطقة عازلة في العالم، حيث يتعين الانسحاب التام لقوات الاحتلال.
أما ما تعلق بإعادة الإعمار بالنظر لمستوى الدمار في القطاع فقد أوضح بن جامع بأن المجتمع الدولي جدد من خلال القرار الجديد التزامه اتجاه الشعب الفلسطيني بإعادة إعمار غزة وإقامة دولة فلسطينية، مؤكدا أن كل الإجراءات التي تقوم بها قوات الاحتلال لاستبعاد إقامة دولة فلسطينية غير مجدية، وقال بخصوص هذه المسألة" بالنظر إلى تضامنها مع الشعب الفلسطيني ستلعب الجزائر دورها وستساهم في مساعي إعادة الإعمار".
وواصل يقول بأنه ونظرا لتاريخ الجزائر في النضال ضد الاستعمار فإن الجزائريين يشعرون بمعاناة الفلسطينيين الذين لن يقبلوا أبدا العيش تحت الاستعمار ولن يتخلوا أبدا عن نضالهم من أجل الاستقلال، مشددا على أن المبدأ الرئيسي الوحيد للجزائر كان الحفاظ على أرواح البشرية "لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي بينما تستمر قوات الاحتلال في إبادة الفلسطينيين، ولا أن نصمت بخصوص هذا العقاب الجماعي".
وعليه دعا بن جامع إلى معاجلة الأسباب الجذرية للمأساة الفلسطينية وإلا فإنه "لا مفر من مآسي وكوارث ومجازر جديدة" مطالبا بتنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية المتعلقة بالعدوان الصهيوني على غزة لتجنب ارتكاب إبادة جماعية جديدة آجلا أم عاجلا.
ومنه خلص المتحدث إلى أنه يجب أن يكون الهدف الأول هو إنهاء الاحتلال، مجددا بالمناسبة التزام الجزائر الثابت بدعم الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه غير القابلة للتصرف بما فيها تقرير مصيره و إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وعن المجزرة الأخيرة التي ارتكبت قبل أيام بمخيم النصيرات جدد عمار بن جامع تأكيد التزام الجزائر بتطبيق مبدأ المسؤولية، وقال بأن "المسؤولين عن قتل الفلسطينيين سيحاسبون أمام العدالة، وأنه لا أحد يعلو على القانون ولا يمكن أن تستمر مثل هذه الجرائم ضد الإنسانية بلا عقاب".
وكان مجلس الأمن الدولي قد وافق ليلة الإثنين إلى الثلاثاء على مشروع قرار تقدمت به الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في غزة بمجموع 14 صوتا مؤيدا وامتناع صوت واحد.
وقالت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن، ليندا توماس جرينفيلد، في كلمة لها خلال جلسة التصويت أنه لا وجود لمكان آمن في غزة، وطالبت الكيان الصهيوني باتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين، وأضافت أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة هو السبيل الوحيد لإنهاء هذه الحرب بشكل مستدام، وأن الصفقة المطروحة حاليا أيدتها عدة دول. كما أوضحت المندوبة الأمريكية أن بلادها عملت مع مصر وقطر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لضمان استمرار المفاوضات حتى يتم التوصل إلى اتفاق بشأن كافة النقاط المتعلقة بالمقترح الحالي.
إ-ب
