حذرت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة من توقف ما تبقى من مستشفيات ومراكز صحية بغزة عن الخدمة بعد نفاد الوقود جراء استمرار الاحتلال الصهيوني في غلق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية والوقود لتشغيل ما تبقى من المنظومة الصحية، بعد أن دمر المحتل أغلب المستشفيات والمراكز الصحية، وكان آخرها خروج عيادة الحرازين عن الخدمة بعد توغل جيش الاحتلال منذ أيام بحي الشجاعية.
وحسب تقرير وزارة الصحة الصادر أمس فإنه من مجموع 36 مستشفى ومركز صحي بغزة، لم يبق منها سوى 15 مؤسسة صحية تعمل بشكل جزئي، وأكدت الوزارة في بيان أن المستشفيات والمراكز الصحية ومحطات الأكسجين المتبقية بالقطاع مهددة بالتوقف خلال 48 ساعة عن العمل ، نتيجة نفاد الوقود اللازم لعمل المولدات، بالرغم من الإجراءات القاسية والتقشفية التي اتخذتها الوزارة للحفاظ على ما تبقى من كميات الوقود لأطول فترة ممكنة في ظل عدم توريد الكميات اللازمة للتشغيل، وناشدت وزارة الصحة المؤسسات المعنية والأممية والإنسانية بضرورة وسرعة التدخل لإدخال الوقود اللازم، بالإضافة إلى المولدات الكهربائية وقطع الغيار اللازمة للصيانة.
وفي السياق ذاته قدم جهاز الدفاع المدني بغزة نداء استغاثة للمجتمع الدولي من أجل إدخال الوقود، وحذر من توقف سيارات الإسعاف عن الخدمة، في ظل انعدام الوقود لتشغيلها، ما يشكل خطرا على المدنيين الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية، وعمليات القصف البري والبحري والجوي المستمر على مدار الساعة، ويخلف العدوان شهداء وجرحى في كل ساعة، كما أن توقف سيارات الإسعاف عن الخدمة يجعل نقل المصابين إلى المستشفيات غير ممكن.
وتضاف أزمة الوقود إلى المجاعة الخانقة التي تضرب قطاع غزة، وتزداد شدتها يوما بعد يوم، في ظل غلق الاحتلال جميع المعابر، بما فيها معبر رفح الذي سيطر عليه جيش الاحتلال، والذي كان يمثل شريان الحياة لسكان غزة، والمنفذ الوحيد لسكانها إلى العالم الخارجي، وأشارت في هذا الإطار مديرة المكتب الإعلامي للأونروا في غزة في تصريحات صحفية أمس أن الإمدادات الإغاثية التي دخلت قطاع غزة تمثل نقطة في بحر الاحتياجات، وهو ما يفاقم المعاناة الإنسانية، وطالبت بفتح المعابر وإدخال ما يكفي من الإمدادات الإغاثية بشكل منظم، لمواجهة المجاعة التي تتسع بشكل مخيف في جميع أنحاء غزة، وخاصة مناطق الشمال.
وقال في هذا الإطار عضو المكتب السياسي لحركة حماس أسامة حمدان في مؤتمر صحفي عقده بلبنان مساء أول أمس إن المشاهد المروعة والمؤلمة لحالات المجاعة، وأعداد الوفيات بسبب الجوع ونقص الغذاء، يجب أن تهز ضمائر كل قادة العالم والحكومات، وتدفعهم لإعلاء الصوت والخروج من دائرة الصمت إلى اتخاذ خطوات عملية تجبر الاحتلال على وقف هذه السياسة النازية، والعمل بشكل عاجل على إغاثة الشعب الفلسطيني ومنع الاحتلال من تجويعه، مضيفا أن حرب التجويع الصهيونية المستمرة فصولها بكل وحشية جريمة ممنهجة تتحدى بها حكومة الاحتلال كافة القوانين والمواثيق والمعاهدات، وقرارات محكمة العدل الدولية، التي صدرت مؤخرا وتؤكد على وجوب إدخال المساعدات إلى قطاع غزة فورا، مؤكدا أن ممارسات الاحتلال لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني المجاهد الذي سيواصل جهاده وصموده وهزيمة العدو الصهيوني.
من جانب آخر يواصل جيش الاحتلال حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، مرتكبا المزيد من المجازر ضد المدنيين العزل والنساء والأطفال، وكشف التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الصهيوني المستمر لليوم 268 الصادر عن وزارة الصحة الفلسطينية بغزة عن ارتكاب جيش الاحتلال 3 مجازر ضد العائلات الفلسطينية وصل منها للمستشفيات 43 شهيدا و111 إصابة خلال 24 ساعة الأخيرة، لترتفع بذلك حصيلة العدوان الصهيوني إلى 37877 شهيد و86969 إصابة منذ السابع أكتوبر الماضي، وحسب تقرير وزارة الصحة فإن الاحتلال الغاشم ارتكب منذ بداية العدوان 3377 مجزرة ضد العائلات، كما كشف عن استشهاد 500 شخص من الكوادر الصحية وأصحاب الاختصاص الطبي، إلى جانب اعتقال 310 منهم على الأقل، وأشار نفس المصدر إلى أن عدد طلبات العلاج بالخارج من الجرحى والمرضى بلغ 25 ألف طلب، فيما عدد الذين تمكنوا من السفر خارج القطاع منذ بداية العدوان بلغ 4895 جريح ومريض فقط.
نورالدين ع
