توقعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» الأونروا» نزوح 250 ألف فلسطيني من خانيونس مجددا، وذلك بعد أسابيع فقط من إجبار جيش الاحتلال الصهيوني سكان رفح على التوجه إلى هذه المنطقة، وكان سكان خانيونس والنازحون القادمون إليها تلقوا مساء أول أمس إنذارات عبر تسجيلات صوتية من جيش الاحتلال تدعو إلى الإخلاء الفوري لعدة مناطق بخانيونس، ما خلف حالة من الرعب مجددا وسط النازحين الذين سيضطرون للنزوح من جديد نحو المجهول، أمام عدم وجود مناطق آمنة أو صالحة للسكن بغزة، بعد أن استهدف جيش الاحتلال كل المناطق وحول أغلبها إلى خراب، ودمر جميع البنية التحتية ليحول كل غزة إلى منطقة غير صالحة للحياة.
وأشار بيان للأونروا أمس إلى أن الناس بمنطقة خانيونس كانوا مجبرين على البقاء في مبان متضررة ومدمرة، وغير آمنة بعد عملية رفح، مع امتلاء المنطقة بالكامل بالملاجئ وحتى خط الشاطئ، ولفتت الوكالة إلى أنه مع تهديدات جيش الاحتلال يضطر السكان و النازحون من جديد إلى البحث عن مكان آخر للنزوح إليه، على الرغم من عدم وجود أي مكان آمن في غزة، وكل المناطق خطرة وعرضة للاستهداف من طرف جيش الاحتلال الصهيوني في أي لحظة دون مراعاة لا للمدنيين، ولا للمراكز التي لجأوا إليها التابعة للأمم المتحدة، والتي استهدفها الاحتلال أكثر من مرة و أوقع فيها عشرات الشهداء والمصابين، بالرغم من أنها مناطق محمية بموجب القوانين الدولية.
وفي الإطار ذاته أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة أمس إخلاء المستشفى الأوروبي بخانيونس من جميع المرضى والجرحى والنازحين بعد تلقيهم إنذارات من جيش الاحتلال بضرورة إخلائه، حيث تم تحويل جميع المرضى والمعدات الطبية الأساسية حسب بيان الوزارة إلى مستشفى ناصر بخانيونس، وأوضحت أن إخلاء المستشفى الأوروبي يزيد من الضغط على المنظومة الصحية بغزة جراء تكدس النازحين في محافظة خانيونس، وناشدت وزارة الصحة الجهات الدولية والحقوقية بالعمل على حماية المنظومة الصحية والتدخل العاجل لحماية الطواقم الصحية والمدنيين في ظل سوء الأوضاع المعيشية وزيادة معدلات انتشار الأوبئة.
وفي السياق ذاته أكدت وزارة الصحة أن منظومة الإسعاف والطوارئ في قطاع غزة لم تعد قادرة على الاستجابة لكافة النداءات والمهمات لنقل الجرحى والمصابين في الميدان إلى المستشفيات وما بين المستشفيات، ومن وإلى المعابر، وذلك بسبب استهداف سيارات الإسعاف من قبل جيش الاحتلال، وكشف بيان الوزارة عن استهداف 162 سيارة إسعاف من قبل جيش الاحتلال منذ بداية العدوان وخروجها عن الخدمة، إلى جانب اعتقال عشرات ضباط الإسعاف والمسعفين أثناء قيامهم بمهامهم، بالإضافة إلى شح الوقود، وتوقف عدد من سيارات الإسعاف، بسبب عدم وجود قطع الغيار اللازمة لصيانة السيارات، وتدمير جيش الاحتلال لعدد من مراكز ومحطات الإسعاف.
ويواصل جيش الاحتلال الصهيوني بحي الشجاعية عملياته الإجرامية ضد المدنيين الأبرياء، وتحدثت أمس مصادر إعلامية عن نسف الاحتلال عدد من المنازل في محيط شارع النزار، كما يصاحب ذلك عملية قصف عنيف ومكثف وإطلاق الرصاص من الطائرات المسيرة تجاه أحياء الشجاعية والتفاح والدرج وشارع عمر المختار، ومحيط مستشفى الصحابة وملعب اليرموك، وبالمقابل تخوض المقاومة الفلسطينية بالشجاعية معارك ضارية ضد قوات جيش الاحتلال الصهيوني، وتبنت الفصائل عدة عمليات ضد جيش الاحتلال أدت إلى وقوع قتلى وجرحى، كما نفذت فصائل المقاومة مساء أول أمس عملية بطولية ضد قوات الاحتلال المتمركزة على محور نتساريم، من خلال استهداف المنطقة بعدد كبير من الصورايخ، واعترف جيش الاحتلال وفق وسائل إعلام عبرية بمقتل جنديين وإصابة 10 آخرين من بينهم 5 حالتهم خطيرة في العملية التي نفذتها فصائل المقاومة على محور نتساريم.
أما بخصوص حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة لليوم 270، كشفت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة عن ارتكاب جيش الاحتلال 3 مجازر خلال 24 ساعة وصل منها للمستشفيات 25 شهيدا و81 إصابة، كما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان حسب وزارة الصحة إلى 37925 شهيدا و 87141 إصابة منذ بداية العدوان في السابع أكتوبر الماضي.
نورالدين ع