كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» عن استشهاد أزيد من 500 مدني فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 1600 آخرين في مراكز الإيواء التابعة لها بغزة جراء قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي المتعمد لهذه المقرات التي لجأ إليها المدنيون للبحث عن الأمن المفقود في منازلهم جراء حرب الإبادة الجماعية والتدمير الشامل الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني، إلا أن هذا الأمن المفقود في المنازل لم يحصل عليه المدنيون في مقرات الأونروا، وأصبحوا تحت دائرة الاستهداف الصهيوني، وسقط منهم آلاف الشهداء والجرحى في مراكز تابعة للأمم المتحدة يفترض أنها محمية بموجب القانون الدولي.
وكشف تقرير للأونروا أمس عن تضرر 190 منشأة تابعة لها بغزة جراء استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بنسبة 50 بالمائة من منشآتها بالقطاع، كما كشفت الوكالة في بيان نشر أمس عن نزوح 250 ألف شخص من خان يونس للمرة السادسة أو السابعة ولا يوجد مكان آمن في غزة، وأكدت أن ادعاءات الاحتلال المتكررة بأن منشآتها تستخدم من طرف المقاومة الفلسطينية تعاملت معها بجدية بالغة، ودعت باستمرار مرارا وتكررا لإجراء تحقيقات مستقلة للتأكد من الحقائق وتحديد المسؤولين عن الهجمات على مقار الأونروا أو إساءة استخدامها، ودعت الوكالة إلى ضرورة محاسبة المسؤولين عن انتهاك القانون الدولي، بعد 9 أشهر من هذه الحرب الوحشية، كما دعت إلى وقف إطلاق النار حتى يحصل الناس في غزة على الراحة والحماية.
وكثف جيش الاحتلال خلال الأيام الأخيرة من عمليات استهداف مراكز الإيواء التابعة لوكالة الأونروا، كان منها استهداف مدرسة الجاعوني بالنصيرات منذ يومين، ما أدى إلى ارتقاء 16 شهيدا و57 جريحا، كما استهدف الاحتلال مساء أول أمس مدرسة العائلة المقدسة بمدينة غزة، ما أدى إلى ارتقاء 4 شهداء وأكثر من 20 جريحا، وكثف جيش الاحتلال ليلة أمس من قصف مناطق واسعة بمدينة غزة بأحزمة نارية، واستهدفت طائرات الاحتلال والدبابات مناطق السكان والنازحين بشكل مباشر، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء ومئات الجرحى حسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ولا يزال غالبية الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، بعد عجز طواقم الدفاع المدني وسيارات الإسعاف من الوصول إليهم، كما يستمر الاحتلال في حصار آلاف العائلات و الأسر في مدينة غزة بعد توغل مفاجئ، وتلقت عناصر الدفاع المدني عشرات النداءات لإجلائهم، وأجبر المحتل آلاف العائلات على النزوح من بيوتهم بأحياء مدينة غزة تحت وطأة القصف الوحشي، ويحاول الاحتلال الصهيوني من خلال استهداف المدنيين في مراكز الإيواء الضغط على حركة حماس لتحقيق تنازلات في صفقة تبادل للأسرى التي يكثر الحديث عنها هذه الأيام.
وأكد في هذا الإطار ممثل حركة حماس في الجزائر يوسف حمدان أن ما يجري في غزة خلال الأيام الأخيرة باستهداف جيش الاحتلال المدنيين والنازحين في المدارس ومراكز الإيواء تصعيد خطير، مضيفا في تصريح صحفي أمس أن الاحتلال يهدف من خلال هذا التصعيد الضغط على الحاضنة الشعبية للمقاومة الفلسطينية في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات مع الوسطاء للوصول إلى وقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل، وأوضح حمدان أن الاحتلال يظن أنه من خلال الاستمرار في ارتكاب هذه المجازر، يمكن أن يثني المقاومة عن قراراتها ويضغط على الحاضنة الشعبية، مؤكدا أن الاحتلال لن يفلح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني، والمقاومة ستبقى تدافع عن هذا الشعب، داعيا الأطراف الدولية إلى تحمل مسؤولياتها في وقف العدوان وإنقاذ المدنيين من حرب الإبادة المستمرة منذ 9 أشهر.
من جهة أخرى كشف التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الصهيوني المستمر لليوم 276 الذي تصدره وزارة الصحة الفلسطينية بغزة عن ارتكاب جيش الاحتلال 3 مجازر ضد العائلات وصل منها للمستشفيات 40 شهيدا و75 إصابة خلال 24 ساعة ، لترتفع بذلك حصيلة العدوان منذ السابع أكتوبر الماضي إلى 38193 شهيدا و87903 إصابة.
نورالدين ع