كشفت وكالة الأونروا عن استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي 5 مدراس تابعة لها تؤوي آلاف النازحين خلال 10 أيام الأخيرة، وخلف هذا الاستهداف الغاشم للمدنيين في مراكز النزوح التي يفترض أن تكون آمنة مئات الشهداء والمصابين، أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ.
ونشرت أمس وكالة الأونروا عبر صفحتها الرسمية على الفايسبوك صورا للمدارس التابعة لها بغزة الصيف الماضي خلال فعاليات أسابيع المرح الصيفية وهي بحلة جميلة، وجاء في منشور الوكالة أن هذه المدارس بدل أن تكون أماكن للمرح والدراسة، تحولت إلى أماكن للبؤس والموت.
و أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، فيليب لازاريني، أمس الثلاثاء، أن العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، منذ أزيد من تسعة أشهر، سلب أطفال القطاع طفولتهم.
وذكر المفوض الأممي في منشور له على منصة «إكس»، أنه «في مثل هذا اليوم من العام الماضي، كان الأطفال في غزة يستمتعون بالألعاب والرياضة والفنون، من خلال برنامج الألعاب الصيفية للأونروا»، فيما «يقومون هذا العام بغربلة الأنقاض ويشعرون بالحزن لفقدانهم أحبائهم ولثقل الصدمة التي تعرضوا لها» جراء العدوان الصهيوني الغاشم.
وشدد المسؤول الأممي في هذا الصدد، على أن العدوان الصهيوني سلب أطفال غزة طفولتهم، داعيا لوقف فوري لإطلاق النار، من أجل إعادة بعض الضوء لمستقبل مختلف.
وصعد الاحتلال الصهيوني خلال الأيام الأخيرة من استهداف المدنيين الأبرياء في مراكز النزوح التي تحمل راية الأمم المتحدة، كما استهدفهم في مناطق كان يدعي أنها آمنة وأجبر المدنيين على النزوح إليها، ومنها مواصي خان يونس التي تضم أزيد من 80 ألف نازح، في حين الكيان الصهيوني وقادته العسكريين لا عهد لهم ولا آمان معهم، واستهدفوا مواصي خان يونس المكتظة بالنازحين في مجزرة مروعة منذ أيام، ما أدى إلى استشهاد ما يقارب 100 مدني وأزيد من 300 مصاب.
و في هذا الشأن قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أول أمس الاثنين، أن كل مكان في قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان صهيوني مدمر منذ السابع من أكتوبر 2023 ، يعد «منطقة موت محتملة». وأوضح غوتيريش في منشور على حسابه بمنصة «إكس»، أن الدمار في غزة «غير مفهوم وغير مقبول ..لا يوجد أي مكان آمن».
ويتزامن هذا التصعيد الصهيوني الغاشم ضد المدنيين مع الخسائر الفادحة التي منى بها جيش الاحتلال في معارك غزة، وتنقل فصائل المقاومة بشكل شبه يومي مشاهد تدمير آليات الاحتلال وقنص الجنود، وتفجير المنازل المفخخة التي تحصن فيها جنود جيش الاحتلال، بالمقابل يحاول الكيان الصهيوني الغاصب أن يغطي على هذا الفشل في معارك غزة باستهداف المزيد من المدنيين في جرائم مروعة، وتبرير ذلك باستهداف قادة عسكريين في فصائل المقاومة، بحثا عن نصر ولو وهمي، في حين كل ادعاءات الاحتلال مكشوفة، بحيث من غير المنطقي أن يتواجد قادة المقاومة في خيام مع النازحين حتى يتم استهدافهم، كما أن مغالطات جيش الاحتلال مردودة بفعل الاستهداف المتكرر لمدراس ومراكز إيواء النازحين، وهو ما يدل على أن الاستهداف متعمد لارتكاب المزيد من المجازر ضد المدنيين ضمن حرب الإبادة الجماعية، والانتقام من المقاومة التي كبدته خسائر فادحة في المعدات والجنود.
وأمام الصمت الدولي والضوء الأخضر الأمريكي والغربي للكيان الصهيوني لمواصلة حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، لا يكاد ينتهي هذا الكيان المجرم من مجزرة إلا ليرتكب مجزرة أخرى، وبعد أيام قليلة فقط من ارتكاب الاحتلال المجزرة المروعة بمواصي خان يونس، ارتكب أمس مجزرة أخرى بنفس المحافظة استهدف منطقة العطار غرب خان يونس المكتظة بالنازحين، وتحدثت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة في حصيلة أولية عن استشهاد 17 مدنيا وأكثر من 26 جريحا، وفي الوقت ذاته استهدف الاحتلال الصهيوني مجموعة من المواطنين في محيط دوار زايد شمال قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 4 مواطنين وعدد من الجرحى وفق مع ذكره صحفيون بشمال القطاع.
وكشف أمس التقرير الاحصائي اليومي الصادر عن وزارة الصحة الفلسطينية بغزة عن ارتكاب جيش الاحتلال الصهيوني مجزرتين ضد العائلات الفلسطينية خلال 24 ساعة وصل منها للمستشفيات 49 شهيدا و69 إصابة، ليرتفع بذلك عدد ضحايا العدوان الصهيوني منذ السابع أكتوبر الماضي إلى 38713 شهيد و89166 إصابة.
وفي ظل التصعيد الصهيوني الخطير ضد المدنيين في مراكز الإيواء المكتظة بالنازحين، دعا المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وكافة مؤسسات العدالة الدولية للتحرك العاجل لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف هجماته العسكرية الممنهجة والواسعة النطاق ضد مراكز إيواء النازحين قسرا، بما فيها تلك التي ترفع راية الأمم المتحدة، والتي تحولت حسب نفس المصدر إلى أهداف مستباحة ومسارح لجرائم قتل جماعي عمدية ومتكررة على سمع ونظر العالم.
واعتبر المرصد الأورو متوسطي في بيان صحفي أن تكرر الهجمات الإسرائيلية المباشرة الدامية وقصف منشآت الأمم المتحدة المرة تلو الأخرى، وقتل وإصابة مئات المدنيين دفعة واحدة، هو تعبير صارخ عن فشل المجتمع الدولي وعجزه عن وقف جريمة الإبادة الجماعية المستمرة للشهر العاشر على التوالي، والتي أتت حسب نفس البيان كنتيجة لإفلات الاحتلال الإسرائيلي من العقاب غير المنقطع وتمتعه بالحصانة الدولية عن جرائمه ضد الفلسطينيين على مدار عقود طويلة من الزمن.
من جانب آخر يواصل الوفد الطبي الجزائري نشاطه بالمستشفى الإندونيسي بشمال قطاع غزة، وكان الوفد قد أجرى أمس عمليات جراحية مستعجلة لمصابين تعرضوا لقصف صهيوني في محيط المستشفى الإندونيسي، كما أن عددا من هذه العمليات أجريت تحت أضواء الهواتف بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
نورالدين ع