شن جيش الاحتلال الصهيوني صباح أمس قصفا عنيفا على الأحياء الشرقية لمحافظة خان يونس، مرتكبا مجازر بشعة خلفت عشرات الشهداء والجرحى، كما أمر جيش الاحتلال سكان هذه المناطق بإخلائها، وشهدت نتيجة لذلك موجة نزوح كبيرة، ولا يعرف النازحون الوجهة التي يأخذونها ويسيرون نحو المجهول، بعد أن أصبحت كل مناطق غزة تحت مرمى القصف الصهيوني ولا وجود لمكان آمن، ولا توجد منطقة في القطاع إلا وهي شاهدة على مجازر الكيان الصهيوني الذي يمارس سياسة الأرض المحروقة والتطهير العرقي والإبادة الجماعية ضد أزيد من مليوني نسمة.
وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة أمس عن وصول أزيد من 40 شهيدا وأكثر من 100 إصابة بينها حالات خطيرة لمستشفى ناصر بخان يونس، وذلك في حصيلة أولية لهذا العدوان الغاشم الذي يستهدف من جديد المناطق الشرقية لمحافظة خان يونس، ويتخوف السكان من ارتكاب مجازر بشعة بعد توغل قوات جيش الاحتلال في هذه المناطق، كما ارتقى أمس شهيد وعدد من المصابين في قصف صهيوني خيمة للصحفيين في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، ليترفع عدد شداء العدوان الصهيوني من الصحفيين إلى 163 شهيدا منذ السابع أكتوبر الماضي.
وأكد مدير التمريض في مجمع ناصر الطبي بخان يونس أن الوضع خطير وحرج جدا في المستشفى، والجرحى ملقون على الأرض بسبب نقص الأسرة جراء القصف الصهيوني العنيف على المناطق الشرقية بخان يونس، وناشد نفس المتحدث في تصريح صحفي أمس المواطنين التبرع بالدم لإنقاذ المرضى والجرحى في ظل المجازر المستمرة، لافتا إلى أن المستشفى لا يملك المقومات والمستلزمات لإسعاف الجرحى في ظل الحصار المتواصل الذي يفرضه الكيان الصهيوني على قطاع غزة ومنعه دخول الأدوية والمستلزمات الطبية.
وفي سياق مجازر الاحتلال الصهيوني المتواصلة على القطاع، كشف المكتب الإعلامي الحكومي بغزة عن قصف المحتل مخيم النصيرات 63 مرة خلال أسبوع واحد، راح ضحية هذا القصف 91 شهيدا و251 شهيدا، وأشار نفس المصدر في بيان صحفي أمس إلى أن جيش الاحتلال يركز خلال السبعة أيام الماضية على تكثيف القصف الهمجي على مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة بشكل غير مسبوق، مضيفا أن 75 بالمائة من الضحايا الذين وصلوا إلى المستشفيات من جثامين الشهداء والجرحى محروقة حرقا، جراء استخدام جيش الاحتلال للأسلحة الحرارية والكيماوية، ولفت نفس المصدر إلى أن مخيم النصيرات يعد من أكبر المخيمات المأهولة بالسكان، ويوجد فيه حاليا 250 ألف مواطن ونازح، ورغم ذلك يتعرض للقصف الهمجي دون مراعاة لحالة الاكتظاظ داخل المخيم، مؤكدا أن الاحتلال يتعمد قصف الأحياء والمنازل المأهولة بالسكان، والعمارات والأبراج السكنية، ويتعمد إيقاع أكبر عدد ممكن من الشهداء والإصابات.
وحمل المكتب الإعلامي الحكومي بغزة الاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه المجازر ضد النازحين والمدنيين، كما حملهم كامل المسؤولية عن استخدام الاحتلال للأسلحة الحرارية والكيماوية التي تؤدي إلى حرق أجساد الشهداء والجرحى، وطالب نفس المصدر المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختلفة وكل دول العالم الحر بالضغط على الاحتلال الصهيوني وعلى الإدارة الأمريكية لوقف حرب الإبادة الجماعية وإيقاف شلال الدم المتدفق في قطاع غزة.
وفي السياق ذاته كشف المفوض العام لوكالة الأونروا فليب لازاريني عن تعرض قافلة تابعة للأمم المتحدة متجهة إلى مدينة غزة لإطلاق نار كثيف أمس، دون تسجيل إصابات، وقال نفس المتحدث إن فرقهم اضطروا للانبطاح والاحتماء، مشيرا إلى أن الحادث وقع بينما كانت الفرق تتنقل في سيارات مصفحة تحمل علامات تدل على أنها تابعة للأمم المتحدة ويرتدون سترات الأمم المتحدة، مضيفا أن إحدى المركبات أصيبت بخمس رصاصات على الأقل أثناء الانتظار أمام نقطة التفتيش التابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي جنوب وادي غزة، لافتا إلى أن السيارة تضررت بشدة، وانفصلت عن القافلة، بينما أعادت الفرق تجمعها ووصلت في النهاية إلى مدينة غزة، وأكد المفوض العام للأونروا أن مثل جميع تحركات الأمم المتحدة المماثلة، تم تنسيق حركة هذه القافلة والموافقة عليها من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مضيفا أن عمال الإغاثة الإنسانية ليسوا هدفا، ويجب محاسبة المسؤولين عن هذا الحادث.
وعلى صعيد الوضع الإنساني في قطاع غزة، يواصل الاحتلال الصهيوني منع إدخال المساعدات والمستلزمات الطبية إلى القطاع لليوم 78 على التوالي، مما ساهم في تفاقم الوضع وتوسع المجاعة خاصة بشمال القطاع، ويندرج كل ذلك في إطار مخطط الإبادة الجماعية وحرب التجويع، وتهديد حياة آلاف الأطفال والمرضى، ووضع مصيرهم على المحك، في الوقت الذي تتكدس مئات آلاف الأطنان من المساعدات والمستلزمات الطبية على بعد أمتار من حدود غزة ولا يسمح لها بالدخول، في جريمة تاريخية وقانونية تدل على مدى الانحطاط الأخلاقي الذي يجعل طوابير من الدول تصطف إلى جانب العدوان الصهيوني، وتشارك في هذه الجريمة الإنسانية في قطاع غزة.
من جهة أخرى نفذت صباح أمس عملية طعن بمستوطنة «نتيف هعسراه» بغلاف غزة وأصيب فيها عدد من المستوطنين، وأكدت حركة حماس في بيان صحفي أن هذه العملية رد طبيعي على استمرار جرائم الاحتلال ومجازره في قطاع غزة، وتواصل اعتداءات المستوطنين بالضفة الغربية، وانتهاك جيش الاحتلال للمقدسات الإسلامية والمسيحية.
نورالدين ع