استشهد، صباح أمس، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بعد استهدافه بغارة صهيونية غادرة بمقر إقامته بإيران، بعد حضوره الاحتفال الرسمي لتنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، ونعت حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى أبناء الشعب الفلسطيني، وإلى الأمة العربية والإسلامية، وإلى كل أحرار العالم القائد الشهيد إسماعيل هنية بعد مسيرة طويلة على طريق الثورة والكفاح والنضال والمقاومة في أعظم مشروع عبر التاريخ وهو مشروع تحرير القدس.
واختلطت فجر أمس بعد الغارة الصهيونية الغادرة بطهران دماء الشهيد إسماعيل هنية مع دماء الشهداء من أطفال ونساء وشيوخ غزة الذين يبادون في حرب إبادة جماعية لم يشهد لها التاريخ مثيلا، والعالم يقف متفرجا عليها ولم يحرك ساكنا لوقف شلال الدم، كما اختلطت دماء هنية مع دماء الشهداء من المجاهدين الأشاوس في قطاع غزة من مختلف الفصائل الفلسطينية الذين لقنوا جيش الاحتلال الصهيوني دروسا في معنى الجهاد والمقاومة والدفاع عن الأرض منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى، وحولوا أرض الجهاد إلى مقبرة للغزاة الصهاينة الذين تحولت لهم غزة إلى كابوس يؤرقهم بعد كل نوم.
ومضى الشهيد هنية على درب القادة الشهداء وعلى رأسهم الشهيد مؤسس الحركة أحمد ياسين، وانضم إلى قافلة الشهداء على درب النضال والمقاومة والتضحية لنيل الشهادة، ونذر حياته منذ نعومة أظافره لخدمة القضية الفلسطينية، رافعا لواء الجهاد ضد الصهاينة، كما ربى جيلا عظيما من الأبطال والمقاومين، وغرس فيهم روح الحرية والجهاد والاستشهاد، حتى باتوا ولا يزالون شوكة في حلق الصهاينة ومصدر رعب لقادتهم.
استشهد إسماعيل هنية بعد أسابيع قليلة فقط من استشهاد ما يقارب 10 أفراد من عائلته من بينهم ثلاثة من أبنائه وشقيقته وعدد من أحفاده، ظهر بعدها الشهيد هنية عبر قناة تلفزيوينية عقب تقليه نبأ استشهاد أفراد عائلته صابرا محتسبا، وقال مقولته الشهيرة "إن دماء أبنائي، ليست أغلى من دم كل طفل فلسطيني سقط شهيدا على أرض غزة"، واستشهد هنية ليترك خلفه رصيدا واسعا من النضال والكفاح السياسي لنيل الحرية وتحقيق الاستقلال وتحرير القدس، وقال في آخر ظهور تلفزيوني له في إيران قبل استشهاده " القدس في القلب وهي محور الصراع مع الكيان الصهيوني".
وجاء في بيان نعي القائد ورمز فلسطين والأمة الشهيد إسماعيل هنية الذي نشرته حركة حماس، إنها تلقت خبر استشهاده بكل معاني الفخر والاعتزاز، وبمزيد من الإيمان والصبر والإصرار على مواصلة درب الشهداء الأبرار ومسيرة طوفان الأقصى البطولية، ووصفت الحركة الشهيد هنية بشهيد غزة والقدس وفلسطين، وشهيد طوفان الأقصى، كما أكد بيان الحركة أن عملية الاغتيال الجبانة والغادرة التي نفذها العدو الصهيوني المارق، انتهاك لكل الشرائع والأعراف الدولية والمواثيق، وتأكيد على إجرامه وفاشيته التي يمارسها ضد الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، وضد الأمة العربية والإسلامية، ووصفت الحركة عملية الاغتيال على الأراضي الإيرانية بالعمل الإرهابي المكتمل الأركان، وانتهاك لسيادة الجمهورية الإسلامية في إيران، وتصعيد خطير، وتسريع لدائرة عدوانه وإجرامه ضد الشعب الفلسطيني والأمة، وحملت حماس العدو الصهيوني، وداعموه مسؤولية هذه الجريمة وتداعياتها الخطيرة على الإقليم والمنطقة، وأكدت أنها لن تفلح في منع هدير طوفان الأقصى من زلزلة أركان هذا الكيان الغاصب وتدميره.
وأكدت حماس أن الروح النابضة للشهيد إسماعيل هنية بحب فلسطين وغزة والقدس والأقصى والوحدة والتلاحم الوطني، ستبقى حية في نفوس أبناء فلسطين والأمة، وأن المبادئ التي غرسها في الحركة والشعب والأمة ستبقى ثابتة ودائمة، وستمضي الحركة بقادتها وأبنائها وكتائبها القسامية المظفرة، بكل قوة وعزيمة وإصرار ويقين، لمواصلة معركة طوفان الأقصى المجيدة حتى تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في التحرير الشامل والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وأوضحت حماس في بيان نعي الشهيد هنية أنها تقدم قادتها ومؤسسيها شهداء من أجل حرية الشعب وكرامته وتحرير وطنه وقدسه، ولن تزيدها هذه الجرائم إلا قوة وصلابة وعزيمة لا تلين، وتكون أشد قوة وأكثر تماسكا وأمضى عزيمة وإصرارا وتمسكا بحقوقها وثوابتها، وأشد بأسا وإثخانا في العدو الصهيوني.
وفي السياق ذاته أكدت كتائب القسام أن عملية الاغتيال الإجرامية بحق القائد هنية وفي قلب العاصمة الإيرانية هي حدث فارق وخطير، بنقل المعركة إلى أبعاد جديدة وسيكون لها تداعيات كبيرة على المنطقة بأسرها، وأضافت كتائب القسام في بيان نعي هنية أن العدو أخطأ التقدير بتوسيعه لدائرة العدوان، واغتيال قادة المقاومة في مختلف الساحات وانتهاك سيادة دول المنطقة، وأضاف بيان الكتائب أن المجرم نتنياهو الذي أعماه جنون العظمة يسير بكيان الاحتلال نحو الهاوية ويعجل بانهياره وزواله عن أرض فلسطين إلى الأبد.
إضراب شامل في فلسطين المحتلة و إيران تتوعّد برّد قاس
أعلن أمس رئيس دولة فلسطين محمود عباس الحداد وتنكيس الأعلام ليوم واحد حدادا على اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، كما عرفت الضفة الغربية أمس إضرابا شاملا حدادا على الشهيد القائد إسماعيل هنية، وفي نفس الوقت نظمت عدة مسيرات بأحياء ومدن الضفة احتجاجا على هذا العمل الجبان الغادر من طرف الكيان الصهيوني، وعاشت المدن الفلسطينية أمس حالة غضب شديد جراء هذا العمل الإجرامي الجبان، كما نددت عدة دول بالجريمة الشنعاء والغدر الصهيوني الذي امتد إلى إيران، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في مقر إقامته عقب مشاركته في مراسيم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
وفي سياق ردود الأفعال أكدت إيران أن دم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية لن يذهب هباء، وتوعد المرشد الأعلى في إيران على خامنئي الكيان الصهيوني برد قاس على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية في طهران، وأكد قائد الحرس الثوري الإيراني بأنه يدرس أبعاد حادثة مقتل هنية في طهران وسيعلن عن نتائج التحقيق لاحقا.
تشييع جنازة القائد الشهيد هنية في قطر غدا الجمعة
أعلنت حركة حماس أن تشييع جنازة قائدها ورئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية تجري غدا بعد صلاة الجمعة في مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب في الدوحة، وبعد ذلك سينقل جثمانه إلى مثواه الأخير ليدفن في مقبرة الإمام المؤسس في لوسيل، كما ستجري مراسيم التشييع بحضور شعبي وفصائلي ومشاركة قيادات عربية إسلامية، وأشار بيان الحركة إلى مراسيم تشييع رسمي وشعبي في العاصمة الإيرانية طهران تجري اليوم الخميس، قبل أن ينقل جثمانه الطاهر إلى العاصمة القطرية الدوحة غدا الجمعة.
كتائب القسام بالخليل تتبنى عمليتين ساعات
بعد استشهاد هنية
تبنت كتائب الشهيد عزالدين القسام بمحافظة الخليل تنفيذ عمليتين ساعات بعد إعلان استشهاد القائد إسماعيل هنية، واستهدفت العملية الأولى إطلاق نار على مستوطن متطرف بالقرب من مغتصبة "كريات أربع" فيما استهدفت العملية الثانية قوة صهيونية قرب المسجد الإبراهيمي الشريف، وأكد بيان كتائب القسام أمس أن ما تم هو باكورة الرد السريع على عملية الاغتيال الجبانة التي طالت القائد الوطني الكبير الشهيد إسماعيل هنية، وأن محافظة الخليل ستكون في صدارة تنفيذ العمليات النوعية في قابل الأيام.
نورالدين ع