كشف المكتب الإعلامي الحكومي بغزة عن ارتقاء 1040 شهيدا داخل المدارس التي استهدفها جيش الاحتلال الصهيوني بشكل ممنهج ومتعمد في إطار حرب الإبادة الجماعية المتواصلة بالقطاع، وكشف نفس المصدر عن استهداف جيش الاحتلال 152 مدرسة مأهولة بالنازحين، ما خلف أزيد من ألف شهيد وآلاف المصابين، كما استهدف الاحتلال حسب نفس المصدر 172 مركز إيواء جلها مكتظة بالنازحين.
وتندرج هذه العمليات الممنهجة لجيش الاحتلال الصهيوني لاستهداف المدارس ومراكز الإيواء في إطار الانتقام من المدنيين العزل والنساء والأطفال، بعد فشل الاحتلال في تحديد بنك أهداف، ولم يبق أمامه سوى ارتكاب مجازر جماعية وسط النازحين الذين لم يجدوا مكانا آمنا يحتمون فيه، وبهدف التغطية على جرائمه وتقديم نصر وهمي، يقدم قادة الاحتلال الصهيوني كل مرة تبريرات واهية لا يقبلها العقل البشري لاستهداف المدنيين في المدارس ومراكز الإيواء المكتظة، وكل مرة يبرر هذا القصف الهمجي باستهداف قادة المقاومة وقواعد للعمليات العسكرية داخل المدارس، وكأن العمليات العسكرية التي تقودها المقاومة ضد جيش الاحتلال تنطلق من المدارس وخيام النازحين، وقادتها يختبئون في الخيام وسط النازحين.
يحدث هذا على الرغم من أن جميع الخبراء العسكريين بمن فيهم الصهاينة يؤكدون أن المقاومة تتحصن في أنفاق تحت الأرض، ووصفها قادة صهاينة بالأنفاق العنكبوتية المعقدة، والتي يصعب تدميرها، وبذلك فّإن تبريرات جيش الاحتلال وراء استهداف المدارس ومراكز الإيواء واهية و لا أساس لها من الصحة، وما هي إلا تبريرات للحديث عن نصر وهمي يوجه للجبهة الداخلية الصهيونية التي تعيش غليانا شديدا، خاصة وسط عائلات الأسرى الذين ينظمون وقفات ومسيرات احتجاجية شبه يومية مطالبين بوقف إطلاق النار في غزة وإبرام صفقة مع المقاومة لتحرير الأسرى.
ويستمر جيش الاحتلال الصهيوني لليوم 306 في ارتكاب المجازر ضد المدنيين الأبرياء في القطاع، وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة أمس عن ارتكاب جيش الاحتلال مجزرتين خلال 24 ساعة ، وصل منها للمستشفيات 24 شهيدا و110 إصابة، لترتفع بذلك حصيلة العدوان الصهيوني منذ السابع أكتوبر الماضي إلى 39677 شهيدا و91645 إصابة.
وكشف أمس صحفيون بغزة عن استشهاد 5 مدنيين في قصف صهيوني استهدف خيام النازحين في منطقة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس، كما كشفت نفس المصادر عن أوامر من طرف جيش الاحتلال لإخلاء أحياء ببيت حانون والشيخ زايد شمال القطاع، مما يزيد في معاناة النازحين الذين يتجهون نحو المجهول بعد أن حول الاحتلال الصهيوني كل مناطق القطاع إلى دمار، ولا مكان يصلح للحياة فيه، كما لا يوجد مكان آمن في غزة قد يلجأ إليه المدنيون للحماية من آلة القتل الصهيونية التي تلاحقهم في كل مكان .
وفي هذا الإطار ذكرت أمس منظمة الصحة العالمية أن النزوح الجماعي في غزة له تأثير خطير على الصحة العامة، حيث يؤدي الاكتظاظ ونقص المأوى المناسب وسوء حالة المياه والصرف الصحي والنظافة إلى زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المعدية، وأشارت إلى أن الاكتظاظ يزيد أيضا من خطر وقوع إصابات جماعية في الهجمات على المناطق المأهولة بالسكان، كما حذرت من أن عدد المرضى المحتاجين إلى الإجلاء الطبي إلى خارج غزة من المتوقع أن يزيد، نظرا لاستمرار الحرب وتقلص قدرة النظام الصحي. ودعت منظمة الصحة العالمية إلى إنشاء ممرات إجلاء طبي متعددة خارج غزة لضمان المرور الآمن للمرضى عبر جميع الطرق الممكنة، بما فيها معبر رفح وكرم أبو سالم.
وبخصوص الأوضاع في الضفة الغربية عم أمس إضراب شامل مدينة جنين بعد دعوة حركة فتح وفصائل المقاومة الفلسطينية لهذا الإضراب حدادا على أرواح الشهداء الذين سقطوا بالمدينة وفق ما ذكرته وكالة وفاء للأنباء الفلسطينية. نورالدين ع
