شن جيش الاحتلال الصهيوني ليلة أول أمس هجوما عنيفا على بيت حانون شمال قطاع غزة مرتكبا مجزرتين خلفتا 15 شهيدا وعشرات الجرحى، كما لا يزال حسب مصادر صحفية من المنطقة عدد من الشهداء والمصابين تحت الأنقاض، وفي نفس الوقت أرغم المحتل آلاف العائلات على النزوح نحو المجهول.
وجاء هذا الهجوم الوحشي على بيت حانون ساعات فقط بعد إدخال 3 شاحنات مساعدات، ويحاول جيش الاحتلال حسب نفس المصادر تضليل المجتمع الدولي عبر إيهامه بالاستجابة لدعوات إدخال المساعدات إلى شمال القطاع، في حين الحقيقة مخالفة لذلك، بحيث الاحتلال يواصل حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بشمال غزة، ويجبر آلاف العائلات على النزوح قسريا، كما أن المساعدات لم تدخل إلى شمال القطاع، والمجاعة تنهك أجسام الفلسطينيين الذين يواجهون من جهة القصف الهمجي والوحشي لجيش الاحتلال، ومن جهة أخرى يواجهون الجوع جراء الحصار الذي فرضه عليهم المحتل، ومنع عنهم دخول المساعدات الإنسانية.
وحال وسط غزة وجنوبها لا يختلف عن شمالها من حيث المجازر التي ترتكب بشكل يومي أو المجاعة، وكشف أمس ممثل الدفاع المدني في غزة عن استشهاد 11 فلسطينيا في قصف صهيوني لمركبة برفح جنوبي القطاع، كما استشهد شخصان في استهداف لمركبة بنفس المنطقة، وبوسط القطاع استهدف جيش الاحتلال ليلة أول أمس مقهى انترنت بخان يونس، ما أدى إلى استشهاد 10 شبان وعشرات الجرحى، وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة أمس عن ارتكاب جيش الاحتلال خلال 48 ساعة 5 مجازر وصل منها للمستشفيات 62 شهيدا و147 جريحا، ليرتفع بذلك عدد الشهداء منذ بداية العدوان إلى 43665 شهيدا و103076 مصابا.
وفي تعليقها على الهجوم الوحشي الذي شنه جيش الاحتلال على بيت حانون وإصداره تهديدات للسكان بإخلاء المنطقة، قالت حركة حماس في بيان نشرته أمس إن هذه الممارسات التي يقوم بها الاحتلال تندرج ضمن استمرار حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وأشارت الحركة إلى أن الاحتلال قام بعملية صورية أدخل خلالها 3 شاحنات من المساعدات، دون أن يتمكن مواطنو المدينة المحاصرة من الاستفادة منها، وأضافت أن حكومة الاحتلال الفاشي تعمل على تضليل المنظومة الدولية عبر الإيهام بإدخال المساعدات، مستغلة حالة التراخي التي يقابل بها المجتمع الدولي، انتهاكها لكافة القوانين والأعراف الدولية، والتواطؤ الأمريكي مع جرائم الحرب بحق المدنيين العزل، فيما تتواصل حملة التطهير العرقي والإبادة الجماعية والتجويع في شمال القطاع.
ودعت حماس المجتمع الدولي إلى العمل فورا لفرض وقف حرب الإبادة والتجويع التي يرتكبها الاحتلال الفاشي في شمال قطاع غزة، والاستجابة للتقارير المتلاحقة لمؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والحقوقية التي تؤكد وتوثق المجاعة وجرائم الحرب غير المسبوقة التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة منذ أكثر من 400 يوم، والمجزرة المتواصلة في شمال القطاع منذ 35 يوما.
وعلى صعيد المعارك في الميدان تبنت فصائل المقاومة الفلسطينية أمس عددا من العمليات النوعية ضد قوات جيش الاحتلال الصهيوني بشمال غزة، وأعلنت كتائب القسام أمس عن استهداف قوة صهيونية قوامها 7 جنود داخل أحد المنازل بقذيفة مضادة للتحصينات والإجهاز عليها من مسافة صفر بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية قرب مسجد «أولي العزم» في بيت لاهيا، كما أعلنت القسام عن استهداف دبابة صهيونية بقذيفة «الياسين 105» ومن ثم اعتلائها والإجهاز على طاقمها واغتنام رشاش منها قرب مدرسة «الفاخورة» غرب مخيم جباليا، إلى جانب استهداف جرافة صهيونية بقذيفة قرب مدرسة «شادية أبوغزالة» غرب معسكر جبالبا، كما تبنت كتائب القسام استهداف قوة صهيونية تحصنت داخل أحد المنازل بقذيفة مضادة للأفراد في حي القصاصيب بنفس المخيم.
وفي الإطار ذاته تبنت سرايا القدس أمس بالاشتراك مع قوات الشهيد القاسم قصفا بقذائف الهاون الثقيل جنود العدو الصهيوني في موقع الرشيد على محور» نتساريم»، كما استهدفت سرايا القدس جرافة عسكرية صهيونية بقذيفة في شارع العجارمة وسط مخيم جباليا، وكذا استهداف دبابة صهيونية متوغلة في منطقة التوبة بنفس المخيم.
أما على صعيد الجبهة اللبنانية، فيواصل الكيان الصهيوني عدوانه الواسع على مناطق مختلفة، خاصة ضاحية بيروت الجنوبية، كما أصدر المحتل المزيد من أوامر الإخلاء لعشرات القرى، وكشفت أمس وزارة الصحة اللبنانية عن سقوط 8 شهداء و14 جريحا في حصيلة أولية للغارة التي شنها العدو الإسرائيلي على عين يعقوب – عكار- كما سقط شهيد و 4 جرحى في غارة للاحتلال على الهرمل، وكثف جيش الاحتلال أمس من استهداف المباني بعدد من المناطق بالضاحية الجنوبية، وشن عدد من الغارات على مناطق حبوش في فضاء النبطية، وبلدة الخيام.
من جانب آخر تواصل المقاومة اللبنانية إطلاق الصورايخ على المستوطنات الصهيونية، وأعلن حزب الله أمس قصف عدد من المواقع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بعشرات الصورايخ، وأغلبها حققت أهدافها مباشرة، كما نشرت عبر مواقع التواصل الصهيونية مشاهد لتضرر عدد من المباني جراء صواريخ المقاومة اللبنانية.
نورالدين ع