قدّم أطباء في مستشفيات غزة وعناصر من الدفاع المدني ومواطنين شهادات صادمة عن استخدام جيش الاحتلال الصهيوني ذخائر وأسلحة تؤدي إلى تبخر الأجساد في حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي ينفذه منذ أكثر من سنة، خاصة بشمال القطاع، وتحدث أطباء عن تبخر أجسام شهداء بعد استهدافهم في غارات نفذتها قوات جيش الاحتلال.
و قال الناطق الرسمي باسم الدفاع المدني أمس إنه وقف على استهداف جيش الاحتلال لطواقم للدفاع المدني بشمال القطاع استشهد ثمانية منهم، في حين جثامينهم تبخرت، ما يؤكد ذلك حسب هذه الشهادات على استخدام جيش الاحتلال أسلحة محرمة دوليا في هذه الحرب البشعة والتطهير العرقي الذي ينفذه ضد سكان قطاع غزة.
وفي هذا الإطار دعت أمس حركة حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في استخدام جيش الاحتلال الإرهابي أسلحة محرمة دوليا في شمال قطاع غزة، وأشار بيان للحركة أصدرته أمس أن الشهادات المروعة التي يدلي بها مواطنون وأطباء في شمال قطاع غزة بعد الغارات والمجازر التي تنفذ ضد المدنيين الأبرياء، وتأكيد حالات استهداف بأسلحة وذخائر تؤدي إلى تبخر الأجساد، تؤشر بقوة على استخدام جيش الاحتلال الإرهابي أسلحة محرمة دوليا خلال حملة الإبادة الوحشية والمستمرة منذ 53 يوما في شمال القطاع، كما طالبت حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية إلى الوقوف عند مسؤولياتهم بوقف هذه الانتهاكات والمجازر المستمرة في قطاع غزة منذ 420 يوما.
من جانب آخر دق أمس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ناقوس الخطر أمام الوضع الإنساني المزري الذي وصل إليه الشعب الفلسطيني في القطاع، وأكد نفس المصدر أن الجوع وصل مرحلة كارثية والمعاناة تفاقمت، محملا منظمة الغذاء العالمي المسؤولية في توزيع الطحين على الشعب الفلسطيني لإنهاء أزمة الغذاء الحالية، ووقف كارثة الازدحام على أبواب المخابز.
وأشار المكتب الإعلامي إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل سياسة التجويع ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة خاصة ضد الأطفال والنساء، حيث يغلق الاحتلال جميع المعابر والمنافذ المؤدية من وإلى قطاع غزة، معبرا عن تفاجئه من الفشل الذريع للمنظمات والمؤسسات الدولية العاملة في قطاع غزة، واتهمها بالتماهي مع سياسات الاحتلال الصهيوني الضاغطة على المدنيين وعلى الفئات الهشة والضعيفة من سكان القطاع، لاسيما فئة الأطفال والنساء والمرضى.
ولفت المكتب الإعلامي الحكومي إلى أن منظمة الغذاء العالمي أعلنت عن رفضها توزيع كميات الطحين الكبيرة الموجودة في مخازنها على النازحين والأسر الفلسطينية في القطاع، وكأنها حسب نفس البيان تتعمد استمرار أزمة الغذاء الحالية في تماهي واضح مع سياسات الاحتلال الإسرائيلي، وتحدث نفس المصدر عن تسجيل 3 حالات وفاة منذ يومين، وقبلها عدد من الحالات الأخرى وسط النساء اللواتي كن ينتظرن على أبواب المخابز للحصول على ربطة خبز لإطعام أبنائهم وأسرهم.
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي منظمة الغذاء العالمي بتحمل مسؤوليتها المباشرة عن الكوارث الميدانية التي تقع بفعل سياستها المشبوهة في إدارة أعمالها في قطاع غزة، وطالبها بشكل فوري وسريع بتوزيع كميات الطحين المتوفرة في مخازنها على الفلسطينيين من أجل إنهاء أزمة الغذاء الحالي، كما طالبها بتعويض عائلات الشهداء الذين استشهدوا على أبواب المخابز نتيجة التدافع والازدحام، محذرا في نفس الوقت المؤسسات والمنظمات الدولية كافة من التماهي مع سياسات الاحتلال الإسرائيلي من خلال الإدارة المتعمدة لسياسة التجويع الممنهج والمساهمة في تشديد الحصار، كما طالب الدول العربية والإسلامية بأن يكون لها موقفا واضحا تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني أمام الاحتلال الإسرائيلي والمتعاونين معه في تأزيم الوضع الإنساني ووصوله إلى مرحلة الكارثة في قطاع غزة.
وعلى صعيد تطورات الأوضاع الميدانية في قطاع غزة يضيف جيش الاحتلال الصهيوني يوميا إلى سجله المزيد من الجرائم ضد المدنيين الأبرياء، وكشف التقرير الإحصائي اليومي الذي تصدره وزارة الصحة عن ارتكاب جيش الاحتلال 4 مجازر خلال 24 ساعة راح ضحيتها 19 شهيدا و72 مصابا، ليرتفع بذلك عدد ضحايا العدوان إلى 44382 شهيدا و105142 مصابا، وتحدثت أمس تقارير إعلامية بغزة عن استهداف جيش الاحتلال سيارة بخانيونس مما أدى إلى استشهاد 11 فلسطينيا، كما استشهد أمس 3 عمال تابعين للمطبخ العالمي، إلى جانب أحد كوادر الدفاع المدني، ما يرفع حصيلة شهداء هذا الجهاز منذ بداية العدوان إلى 88 شهيدا. نورالدين ع
