دخلت سوريا أمس عهدا جديدا، بإعلان المعارضة المسلحة السيطرة على العاصمة دمشق وإسقاط النظام، بعد توالي سقوط المدن والبلدات في أيدي المعارضة، في تطوّر سريع ومفاجئ للأحداث. وأعلن عن رحيل بشار الأسد إلى وجهة مجهولة، فيما قالت وكالات أنباء روسية في وقت متأخر من مساء أمس نقلا عن مصادر مقربة من الكرملين، أن الأسد لجأ إلى موسكو رفقة عائلته وتم استقباله لدوافع إنسانية. و انتشرت قوات المعارضة في دمشق، داعية إلى الإبقاء على الخدمات العامة والمحافظة على المؤسسات، وأعلنت مساء أمس عن حظر للتجوال طيلة الليل بالعاصمة، وأكد رئيس الحكومة استعداده للعمل إلى غاية تسليم المؤسسات الحكومية إلى الطرف الذي يختاره الشعب السوري. من جهة أخرى سارع جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى السيطرة على جبل الشيخ والمنطقة العازلة في الجولان، حيث تموقعت دبابات وآليات صهيونية، في حين أعلن الوزير الأول للكيان عن إلغاء العمل باتفاق فض الاشتباك الموقع مع سوريا سنة 1974، مشددا على أن التوغل العسكري في الأراضي السورية يهدف إلى تأمين إسرائيل. وفي الوقت الذي رحبت عواصم غربية بمآلات الأحداث في صورة فرنسا التي سارع رئيسها إلى الترحيب بما حدث، و الولايات المتحدة التي وصفت اللحظة بالتاريخية، و ألمانيا التي أعلنت عن استعدادها للمساهمة في إعادة الهدوء إلى هذا البلد، حث الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة الحفاظ على الهدوء وتجنب الصراع المسلح، مشددا على ضرورة أن يؤول تحديد مستقبل سوريا للسوريين، بشكل يجيب عن تطلعاتهم المشروعة، كما قال، فيما دعت العربية السعودية إلى تجنيب سوريا أخطار الفوضى والتقسيم، وهي المخاوف التي تتقاسمها عدة دول عربية وإسلامية سارعت إلى دعوة السوريين إلى الوحدة والحفاظ على السلم والعمل على تجنب التدخلات الأجنبية التي ثبتت أدوراها المدمرة في أكثر من بلد
عربي. ق و
