اقتحم صباح أمس جيش الاحتلال الصهيوني مدرسة خليل عويضة المخصصة لإيواء النازحين في عزبة بيت حانون بشمال غزة، وأعدم رميا بالرصاص أكثر من 15 نازحا حسب ما كشف عنه المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ثم اعتقل جميع الشباب واقتادهم لجهة مجهولة، وأجبر النساء والأطفال على النزوح ومغادرة مركز الإيواء تحت تهديد السلاح بعد التنكيل بهم.
وتحدث أمس بيان المكتب الإعلامي الحكومي عن شهادات مروعة قدمتها عائلات وشهود عيان نزحوا أمس من عزبة بيت حانون إلى مدينة غزة، ومنها تفحم جثامين مابين 10 إلى 15 شهيدا بفعل الحرائق التي أصابتهم نتيجة القصف الصهيوني المكثف لغرف ومرافق المدرسة التي كانت تؤي نحو 1500 نازح، كما تحدث شهود عيان عن مشاهدتهم لجثامين شهداء متحللة في الأزقة والشوارع، وتعرض عدة منازل مأهولة بالسكان بجوار المدرسة لقصف عنيف، ويوجد تحت أنقاضها شهداء ويسمع منها أصوات تنادي وتستغيث وصرخات تطالب بالتوجه إليهم وإنقاذ حياتهم.
ويواصل جيش الاحتلال الصهيوني بهذه الممارسات الإجرامية حرب الإبادة والتطهير العرقي لسكان شمال غزة ضمن مخططه لتحويل جميع محافظة شمال غزة إلى منطقة غير صالحة للعيش بعد تهجير جميع سكانها قسريا، ورغم صمود عشرات الآلاف من الفلسطينيين بشمال غزة، حيث يقدر عددهم حاليا بأزيد من 80 ألف شخص وفق تقديرات منظمات حقوقية، إلا أن الاحتلال يواجه هذا الصمود الفلسطيني بالمزيد من الجرائم والقتل والتهجير القسري والحصار والتجويع، ضمن مخطط الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.
ونددت أمس حركة حماس باقتحام جيش الاحتلال لمدرسة خليل عويضة وإعدام عدد من النازحين رميا بالرصاص، وأكدت في بيان صحفي أن هذه المجزرة التي ارتكبها المحتل واعتقاله لعشرات الشباب وإجبار النساء والأطفال على المغادرة، أنه إمعان في عمليات التطهير العرقي والتهجير القسري الجارية في شمال قطاع غزة منذ أكثر من شهرين، وطالبت حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها وخاصة مجلس الأمن بالوقوف عند مسؤولياتهم والتدخل لوقف هذه الانتهاكات والمجازر المستمرة في قطاع غزة، والتي تواصل حكومة الاحتلال ارتكابها في انتهاك فاضح لكافة القوانين والقيم الإنسانية، كما دعت الحركة إلى تنفيذ قرارات الاعتقال الصادرة بحق قادة الاحتلال مجرمي الحرب ومحاسبتهم على جرائمهم المتواصلة.
وفي السياق ذاته كشفت أمس وزارة الصحة الفلسطينية بغزة عن ارتكاب جيش الاحتلال 5 مجازر ضد العائلات الفلسطينية خلال 24 ساعة وصل منها للمستشفيات 46 شهيدا و135 مصابا، لترتفع بذلك حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ السابع أكتوبر من السنة الماضية إلى 44976 شهيدا و106759 مصابا، كما كشفت وزارة الصحة عن تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي لمركز أبو شباك الصحي في جباليا البلد تدميرا كاملا، وأشارت الوزارة إلى أن هذا المركز يقدم خدمات الرعاية الأولية بالمستوى الثالث، كما يضم مركزا للصحة النفسية المجتمعية.
وفي سياق متصل كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أمس عن اغتيال جيش الاحتيال لرئيس بلدية دير البلح دياب الجرو رفقة عدد من الموظفين و المواطنين في مجزرة استهدفت مقر البلدية من قبل طائرات جيش الاحتلال في وقت دوام الموظفين، وقال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان صحفي إن هذه المجزرة جريمة حرب منافية للقوانين الدولية التي تمنح الحصانة والحماية للشخصيات المدنية، محملا الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في الإبادة الجماعية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة، والتي تدل حسب نفس البيان على عمق الأزمة التي يعيشها الاحتلال والتي وصلت إلى هذه المرحلة من القتل الممنهج .
من جانب آخر حذرت وكالة الأونروا أمس من تفاقم الأزمة الإنسانية والظروف المروعة التي يواجهها السكان، بما في ذلك موظفو الوكالة، وتحدثت الأونروا في بيان نشرته أمس عن فقدان أشخاص 30 كلغ بسبب الجوع الذي تفشى على نطاق واسع بغزة، خاصة بمناطق الشمال.
نورالدين ع