أكد أمس تقرير لوكالة الأونروا في غزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقتل طفلا كل ساعة في قطاع غزة، وكشف التقرير استنادا إلى منظمة اليوسنيف أن عدد الشهداء من الأطفال ارتفع إلى 14500 شهيد منذ بداية العدوان في السابع أكتوبر من العام للماضي، وأضافت أن هذه ليست مجرد أرقام، بل حياة قطعت، ولا يمكن تبرير قتل الأطفال.
وأكدت وكالة الأونروا في نفس التقرير أن من نجا من الأطفال في غزة أصيب بنوبة جسدية ونفسية، وهم محرومون من التعلم، ويقضي الفتيان والفتيات في غزة وقتهم في البحث بين ركام الأنقاض، وأضافت الأونروا أن الوقت ينفد بسرعة لهؤلاء الأطفال، وهم يخسرون حياتهم ومستقبلهم ومعظم آمالهم.
من جانب آخر يواصل جيش الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزة، وكثف خلال الأيام الأخيرة من استهداف ما تبقى من المنظومة الصحية بشمال القطاع، حيث يستهدف بشكل مستمر مستشفيات كمال عدوان، العودة، والإندونيسي، وتحدث أمس مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبوصفية عن تقدم روبوتات بالقرب من المستشفى، وشكلت خطرا كبيرا بعد تفريغها لصناديق متفجرة، وأدى انفجارها حسبه إلى تدمير جميع السواتر داخل المستشفى، كما دمرت الأبواب الداخلية، وقال أبوصفية في بيان نشره أمس أن الدمار كان مروعا، وقد أصيب في أقسام المستشفى 20 شخصا، من بينهم 5 من أفراد الطاقم الطبي.
وكشف مدير مستشفى كمال عدوان عن إسقاط مسيرات كبيرة الحجم صناديق من المتفجرات، كل صندوق منها يتجاوز وزنه 20 كليوغراما، لافتا إلى أن هذه الصناديق المتفجرة ألقيت على المنازل المحيطة بالمستشفى، وتسببت في انفجارات تبعتها حرائق في المناطق المستهدفة، وأكد أبوصفية أن كل شخص يتحرك في ساحة المستشفى معرض للخطر، حيث تستهدف الطائرات المسيرة التي تسقط القنابل أي شخص يتحرك، ولفت إلى استهدافه أمس من جديد لمولدات الكهرباء، وكشف نفس المتحدث عن تواجد حاليا 65 مريضا بعد عملية الإخلاء التي تمت أول أمس.
وقال الدكتور حسام أبو صفية أنه ناشد المجتمع الدولي من أجل التدخل وإنقاذ المستشفيات والطواقم الطبية، لكن لا أحد تعهد حسبه بالتدخل ووقف هذا الهجوم عليهم، مجددا الدعوة لإنشاء ممر آمن لإدخال جميع الإمدادات والمساعدات الضرورية، لحماية العاملين والنظام الصحي من الاستهداف، والهجمات المباشرة.
وفي السياق ذاته كشفت أمس وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن فرض جيش الاحتلال حصارا بعشرات الآليات العسكرية على المستشفى الإندونيسي، وأجبرت قوات الاحتلال المرضى والطواقم الطبية على إخلائه، كما كشفت عن تعرض الطابق الثالث بمستشفى العودة بمخيم جباليا لقصف مدفعي.
وكشفت وزارة الصحة عن ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي 3 مجازر خلال 24 ساعة وصل منها للمستشفيات 21 شهيدا و51 مصابا، لترتفع بذلك حصيلة العدوان إلى 45338 شهيدا و107764 مصابا منذ بداية العدوان.
وفي الإطار ذاته كشف جهاز الدفاع المدني أمس عن استشهاد أحد عناصره رفقة ابنه وإصابة آخر في استهداف إسرائيلي مباشر لمركز دفاع مدني وسط مدينة غزة، مشيرا في بيان صحفي إلى أن الاحتلال كان قد استهدف نفس المركز في شهر سبتمبر الماضي، ما أدى إلى إصابة 4 عناصر من الدفاع المدني، كما استهدف منذ أيام مركز دفاع مدني بالنصيرات، ما أدى إلى استشهاد 4 منهم، وأضاف بيان الدفاع المدني أن استهداف الاحتلال الإسرائيلي الغاشم لمراكز الدفاع المدني، يؤكد للعالم أن هذا الاحتلال مستمر في قتل مقدمي الخدمة الإنسانية، وأنه لن يتوانى عن استهداف آخرين، منتقدا الصمت الدولي أمام طغيان الاحتلال الإسرائيلي وجبروته، وتجاهله كل الاتفاقيات والقوانين الدولية.
نورالدين ع