الأربعاء 19 فبراير 2025 الموافق لـ 20 شعبان 1446
Accueil Top Pub

تواطؤ للتشويش عــلى الجزائر: هكـذا يشتري المخـزن الذمم في غـرف الأخبار لصناعـة الكذب

تكشف تداعيات الخبر الكاذب الذي نشرته إذاعة مونتي كارلو الدولية حول ما زعمت بأنه يخص مقاتلين جزائريين في سوريا، عن أسلوب قذر للدعاية المخزنية التي تحيك الأكاذيب ضد الجزائر، باستغلال صحافيين تخلوا عن أخلاقيات المهنة أمام إغراءات "المانحين".

وكشف مؤخرا، وزير الاتصال محمد مزيان، عن حقيقة حملة ممنهجة لتشويه صورة الجزائر، ينخرط فيها ممارسون عبر العالم وهو واقع تعكسه منحنيات أداء الشبكات الإعلامية والمواقع التي تتحكم فيها بوابات خلفية تطبق أجندات دعاية تعمل وفق نمط متواتر يعتمد الحقن المتكرر والانتقائية في التوقيت، بحيث تتصاعد وتيرة الأخبار الكاذبة بشكل ملحوظ خلال كل حدث لإقليمي أو دولي مهم، فيتم تصميم الدعاية بطريقة توظف التركيز الإعلامي في اتجاه سلبي لضرب سمعة الجزائر وتقديمها في صورة الطرف الشرير.
ويثير توظيف قضية البوليساريو في كل مرة تواجه الجزائر أكاذيب إعلامية مضللة، تساؤلا عن ضلوع الطرف المغربي في حملة التشويه، لتأتي الإجابة واضحة في شكل مرجعية المواقع الإخبارية التي تنشر الزيف، و التي يدعمها الإعلام الفرنسي وبعض المواقع التي تفتقر لسياسيات ثابتة، وتمتهن الركمجة على أمواج التجاذبات السياسية وتدين بعقيدة المال، على اعتبار أن التمويل الخارجي يلعب دورا هامها في الدعاية الإعلامية المغرضة التي تستهدف الجزائر.
الشماعة الجزائرية للتغطية على الفشل الــداخلي
وتتكشف من خلال الخطاب المضلل الذي تنتجه غرف الأخبار وبلاطوهات التحليل التي تمتد فيها أذرع الصحفيين المجندين لخدمة سياسات المخزن، استراتيجية دعائية مغرضة هدفها التشويش على الجزائر، و التغطية على فشل داخلي في معالجة عديد القضايا التي تثير الشارعين المغربي والفرنسي، وهي سياسية باتت مفضوحة بفعل الاستهلاك وتكرار الفشل.
إدعاءات مونت كارلو الدولية التي نشرت قبل أربعة أيام، أسقطت الستارة مجددا على التلاعب الذي يمارسه إعلاميون يفتقرون لأخلاقيات المهنة، و يخدمون أجندات عدوانية هدفها تشويه صورة بلد ذو سيادة ومواقف ثابتة، في محاولة يائسة للتقليل من أهمية التقدم الكبير الذي تحققه الجزائر على المستويين الاقتصادي داخليا و الدبلوماسي إقليميا و دوليا.
يأتي ذلك، في مقابل فشل المخزن الأخير في الترشح لعضوية مجلس السلم والأمن الإفريقي، وتواطؤه مع الكيان الصهيوني في حرب التهجير والإبادة، وإفلاسه الإقليمي في ظل افتقاره لأية ملفات سياسية يدافع عنها، أو تطلعات مشروعة يرافع لأجلها، أو أهداف دبلوماسية تسلط الضوء عليه، فضلا عن قنابل موقوتة اقتصادية واجتماعية أخرى تهدد بنسف الشارع المغربي.
ولا يختلف الوضع كثيرا في الإعلام الفرنسي الذي يشكل بيئة حاضنة للأقلام المخزنية، ويجتهد لإعطاء صبغة من المصداقية للأخبار الكاذبة، كما يفرد مساحة مهمة لتغذية التصريحات والادعاءات المغرضة على غرار التصريح الأخير لنجل الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، والذي قوبل برد فعل قوي من قبل الجالية الجزائرية، تدعم بدعوى قضائية رفعتها ضده جمعية « الاتحاد الجزائري»، التي تمثل الجالية في فرنسا.
خلايا مزروعة في غرف الأخبار لممارسة التطويع الإيديولوجي
ويرى متابعون لنشاط الآلة الدعائية المخزنية المعادية للجزائر، بأن الأمر بات يصنف كـ « سياسة دولة»، وأن مواجهة طوفان الأخبار الكاذبة الذي يحاول ابتلاع صورة البلد، يستوجب استراتيجية عميقة للمواجهة و التصدي، خصوصا وأن أسطول الدعاية المغربي يتكون من خلايا مزروعة في كبريات غرف الأخبار التي تضم كوادر مغربية تمارس ما يمكن وصفه بالتطويع الإيديولوجي، عبر ترصد واستغلال كل الفرص الممكنة لتوظيف الأخبار الكاذبة عن طريق صحفيين محسوبين على أطراف يمينية أو معارضة، يشتغلون في تلفيزيونات أو مؤسسات صحفية أو شبكات إعلامية عالمية ويستخدمون كأذرع لتمرير الزيف وتوسيع نطاق انتشاره وتأكيده عبر بثه في أكثر من قناة اتصالية.
ويقسم صحفيون متابعون للقضية، المخطط الدعائي إلى مراحل تصف الآلية التي تعمل بها آلة الكذب المخزنية، بداية بصنع الخبر الزائف داخل جسم مركزي مسؤول على الإنتاج والتموين بالأخبار المزيفة، ومن ثم تكليف شخص حسب التقدير والإمكانية والتناسب بتمرير خبر مزيف داخل قناة أو وسيلة إعلامية دولية أين تمتد أذرع العناصر التابعة للنظام المخزني، على أن يتم تمرير الخبر المزيف إما من خلال العنصر نفسه، أو باستغلال علاقة شخصية وزمالة أو صداقة مع شخص من جنسية غير أخرى لتجنب الاشتباه وكشف المؤامرة.
في مرحلة ثانية، تلتقط صورة لواجهة الصفحة أو الوسيلة الإعلامية التي تم فيها نشر الخبر المزيف، ونشرها بشكل كاسح على نحو استشهادي ببصرية الصورة، كما يتم البناء على الخبر المزيف في تحرير مادة إخبارية مزيفة جديدة تكون مؤسسة على الخبر المزيف، ثم توزيع المادة على المواقع الجاهزة للنشر، فضلا ترجمة المادة لقائمة طويلة من اللغات قصد توسيع دائرة النشر على المواقع الأجنبية الموالية أو المدفوع لها عبر العالم.
تشمل الآلية الدعائية توظيف مواقع التواصل كذلك، والمتمثلة غالبا في حسابات قائمة من الصحافيين أصحاب الحسابات المضخمة بالبوتات، أين يتم توزيع المادة على مئات الآلاف من الحسابات المسيرة بالبوتات عبر مختلف شبكات التواصل، مع صنع هاشتاغ من فورة التفاعل حول المادة المزيفة، و إنتاج دورة جديدة من حياة الخبر المزيف ونقله إلى دورة تفاعل أوسع من خلال الكتابة عن الهاشتاغ وما يمثله من حملة ذائعة.
في آخر العملية، يتم استصدار مواقف وأخذ تصريحات وتعليقات من صحافيين ونشطاء وسياسيين وخبراء مفترضين على سبيل تطويل عمر حضور المادة وتفاعلها وإمكانيات تأثيرها.يوضح الصحفي الجزائري عثمان لحياني، أنه في فبراير 2013 كانت هناك محاولات سياسية لتحسين العلاقات بين الجزائر والمغرب،، لكن هذا الالتزام المغربي لم يدم سوى بضعة أشهر إلى شهر جوان من نفس العام، حيث عاد المغرب إلى توظيف الأدوات الإعلامية والأخبار الزائفة ضد الجزائر.وما يمكن فهمه من مجموع الوقائع التي تلت ذلك حسبه، هو أن المسألة بالنسبة للمغرب، أصبحت «سياسة دولة» تتدخل فيها المؤسسات والأجهزة والتمويل.
والخبر الأخير الذي نشرته إذاعة مونت كارلو، الفرنسية، يعطينا فكرة واضحة كما قال، على أسلوب دعاية فاسدة تتم بمنهجية مركزة لإحداث الأثر والتشويش المطلوب ضد الجزائر، ويمكن أن نلاحظ أن الخبر لم يطلق من منصات سورية، برغم أنها كانت الأولى بالحصول على الأخبار المتعلقة بسوريا، ذلك أنه لم يكن ليحدث الضرر المطلوب، لذلك تم اختيار عمدا منصة إذاعة فرنسية معروفة، كقاعدة لإطلاق الخبر، لضمان انتشاره أولا، ولكن أيضا لإعطاء الخبر نوعا من «المصداقية» لدى المتلقي، بغض النظر عن هشاشته وعدم استناده إلى أي مصدر..
وأضاف لحياني، بأن مراسل الإذاعة المعنية، عدي منصور، أقر في محادثات مع صحافيين جزائريين، أنه أخطأ في إذاعة الخبر وأنه لم يقم بالتثبت منه من المصادر الرسمية، وأنه تم استغلاله بشكل عنيف من قبل الجانب المغربي، لكنه لم يكن يتوفر على آلية التراجع، وهنا يدخل العامل الأبرز في الدعاية، وهو المنصب والمال، في تحالف بين ظرفية المنصب وتمركز الكوادر المغربية في بعض المؤسسات الإعلامية الفرنسية خاصة، لتشجيع المراسلين على هذا النوع من الأخبار عبر تدعيم مركزهم الوظيفي.ويعد هذا نموذجا بسيطا كما أوضح، عن كيفية هندسة الدعاية الفاسدة ضد الجزائر، وكيفية تداخل القضايا والعوامل وتوظيفها، لكن المسألة الجديرة أساسا بالنقاش هي في كيفية مواجهة مثل هذه السياسات والحملات، حيث يدعو الصحافي إلى تجاوز الوضعية الراهنة بخلق زخم إعلامي إيجابي وفاعل ومتفاعل حينا مع الحملات المضادة، لأنه بالنهاية قد يكون الموقف السياسي والأخلاقي للجزائر في عديد القضايا جيدا، لكنه لا يكسب معركة الصورة، والصورة الإعلامية اليوم أصبحت جزءا من معركة كبيرة.
مع ما يقتضيه ذلك من مراجعة وهندسة منظومة الإعلام، وإعادة تعريف معنى الدعاية الإيجابية، التي لا تعني بالضرورة ترديد الخطاب الرسمي.
المغرب انخرط في حرب قذرة عـبر أذرع مافياوية
و يعتبر عادل جربوعة، أستاذ الإعلام بكلية علوم الإعلام والاتصال والسمعي البصري بجامعة قسنطينة 3 ، من جهته بأن الممارسات غير المهنية التي تنتهجها بعض دوائر التحرير الصحفية على صعيدين إقليمي و دولي، تعكس بوضوح هشاشة المواثيق الأخلاقية المهنية، التي تخضع لأجندات إيديولوجية، بينها الأجندة المخزنية الصهيوينية المشتركة التي توظيف الإعلام لصناعة الكذب و تضليل الرأي العام.
وقال أستاذ الإعلام بجامعة صالح بوبنيدر، إن قراءة في كرونولوجيا الحملات المسيئة للجزائر التي انطلقت وتنطلق من خلفيات مغرية، تبين بوضوح كيف انسلخ الإعلام المغربي عن مواثيق شرف المهنة، وانحدر إلى مستنقع « الفيك نيوز»، أو الأخبار الكاذبة في حرب دعاية غير نظيفة محاولا تضليل الرأي العام الداخلي أولا و التعتيم على إفلاس النظام المخزني، ومن ثم الانتقال إلى مستوى دولي للتشويش على صورة الجزائر.
وأوضح، أن الوضع يتجاوز هذا المستوى إلى آخر ثالث، يترجم درجة ذوبان هذا النظام بمختلف أذرعه الإعلامية في النظام العالمي الماسوني ومافيا الإعلام الغربي، التي تضرب بيد المال للدفاع عن المصالح الاستعمارية المتوارثة لدى الأنظمة التقليدية.
وضرب جربوعة، أمثلة عن بعض الحملات التي هاجمت الجزائر لتشويه صورتها على الصعيدين الإقليمي والدولي، بداية بمحاولة ربط الجزائر بنشاطات إرهابية في المنطقة.
كما أشار، إلى حملات إعلامية ضد الجزائر في قضية الصحراء الغربية،أين يروج المغرب بشكل مستمر لمواقف داعمة لمصالحه في قضية الصحراء الغربية، ويمارس ضغوطًا إعلامية على الدول والمنظمات الدولية لرفض الاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الصحراوي. على سبيل المثال، في عام 2020، استخدمت وسائل الإعلام المغربية حملات إعلامية للترويج لفكرة أن الجزائر هي التي تواصل إعاقة التوصل إلى تسوية سلمية في نزاع الصحراء الغربية، ناهيك عن تحريف المواقف الدولية في بعض الأحيان، إذ تشن وسائل الإعلام المغربية حملات لتشويه المواقف الدولية أو ردود الفعل التي تتخذها الجزائر في قضايا سياسية حساسة. على سبيل المثال، عندما تصدر الجزائر بيانات تدين السياسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، يقوم الإعلام المغربي بتحريف المواقف واتهام الجزائر بكونها «مفرطة في تعاطفها مع قوى معادية»، بهدف تقليل تأثيرها في الساحة الدولية.كما ذكر المتحدث، استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الأكاذيب ففي السنوات الأخيرة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ساحة أخرى للهجمات الإعلامية المغربية ضد الجزائر. يتم استخدام حسابات وهمية وصفحات إلكترونية لترويج أخبار كاذبة أو مغلوطة.
وقال، إن انخراط صحفيين مغاربة في هذا النسق الدعائي المغرض، يعبر عن ضعف في الشخصية المهنية و الوطنية والقيمية، و عجز في الدفاع عن الأخلاق الإعلامية.
نور الهدى طابي

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com