امتدت حملة الاعتقالات والمداهمات إلى ألمانيا، بعد كل من فرنسا وبلجيكا، على خلفية تفجيرات باريس، وأعلنت الشرطة الألمانية أنها اعتقلت ثلاثة أشخاص على صلة بالهجمات الدامية التي شهدتها العاصمة الفرنسية، فيما واصلت الشرطة الفرنسية التحقيق لكشف عناصر الشبكة المحلية التي تكون قد ساعدت المنفذين، ويعتقد محققون، بان شخص ثان فار شارك في العملية لم تكشف عن هويته.
قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، إن «عدد الأشخاص الضالعين في «اعتداءات باريس»، لا يزال مجهولا»، طارحا فرضية وجود شركاء في فرنسا وبلجيكا. وأضاف فالس، في حديث لإذاعة «فرانس انتر»، امس، «لا نعرف في الوقت الحاضر ما إذا كان هناك شركاء للذين ارتكبوا «هذه الفظاعة» في باريس»، مضيفا «ربما هناك في فرنسا وبلجيكا شركاء، أشخاص على ضلوع في هذه المجزرة».
وفضلاً عن الانتحاريين السبعة الذين قتلوا الجمعة في الاعتداءات، يبحث المحققون عن صلاح عبد السلام الذي يعتقد أنه كان العنصر الثامن في الفرق الثلاث التي نفذت الاعتداءات، ويقول محققون بان هناك شخص أخر «مبحوث عنه» يكون قد شارك في الاعتداءات، دون أن يتم الكشف عن هويته، وقالت مصادر إعلامية فرنسية، بان السلطات تخشى أن يكون هناك شخص أو أشخاص آخرين وراء العملية تمكنوا من الإفلات عقب التفجيرات.
ونجح المحققون في تحديد هوية الشخص الذي تبنى التفجيرات في الفيديو الذي بثه «داعش» من خلال الموجات الصوتية الخاصة. وقال أحد مسؤولى الشرطة الفرنسية لصحيفة «لو فيجارو» الفرنسية، إن الموجات الصوتية والنبرات التي توصلنا إليها، لشخص يدعى فابيان كلين وهو إرهابي معروف بسلوكه المتطرف، وهو من أصل فرنسي وكان متواجدا بسوريا الفترة الماضية لتلقى التدريبات العسكرية في صفوف تنظيم داعش.
كما أعلنت السلطات الفرنسية، العثور على سيارة شمال باريس تحمل لوحات تسجيل بلجيكية قد تكون استخدمت في الهجمات. وتم العثور على سيارة سوداء من طراز «رينو كليو»، وقد حطمت نافذتها الأمامية، قرب خط القطار المؤدى إلى ملعب فرنسا الدولي، وهو الموقع الذي استهدفه ثلاثة انتحاريين. وتعد هذه السيارة الثالثة التي ذكرت السلطات أنها استخدمت من قبل منفذي هجمات باريس. كما تمكنت الشرطة من تحديد منزلين على الأقل استخدما من قبل منفذي الهجوم، حيث داهمت الشرطة مسكنا في ضواحي باريس استأجره احد عناصر المجموعة وأقام فيه يومين قبل التفجيرات.
و واصلت الشرطة الفرنسية حملة الاعتقالات والمداهمة في مناطق مختلفة بحثا عن مشتبهين، حيث نفذت فجر الثلاثاء «128 عملية دهم» هي الثانية من نوعها في اقل من 48 ساعة، عقب إعلان حال الطوارئ وقال محققون انه تم توقيف عشرة أشخاص واعتقالهم رهن التحقيق. وكانت قوات الأمن أجرت قبل ذلك حملة شملت 168 عملية دهم إدارية في 19 مقاطعة وأدت إلى توقيف 23 شخصا وضبط 31 قطعة سلاح.واللافت توسع دائرة الاعتقالات لتشمل هذه المرة ألمانيا، بعد كل من فرنسا وبلجيكا، حيث قالت الشرطة المحلية في ألمانيا: إنه «تم إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص بالقرب من مدينة (آخن) على صلة بالهجمات الدامية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس. وتقع المدينة على الحدود الألمانية البلجيكية، على بعد ساعتين من العاصمة بروكسيل، حيث كانت الشرطة تلاحق مبحوث عنه.ووفقًا لوكالة الأنباء الألمانية «د ب أ»، ألقي القبض على ثلاثة أشخاص في منطقة ألسدورف، في الشمال الشرقي للمدينة. وأوضح متحدث باسم الشرطة الألمانية «لقد تلقينا مؤشرات على أن أحد الهاربين على صلة بهجمات باريس قد يكون بالقرب من هذه المنطقة».
وفي بلجيكا عثرت الشرطة، أمس، على طلقات رصاص ومواد كيماوية يمكن استخدامها في تصنيع قنبلة، في منزلي رجلين في بروكسل اعتقلا للاشتباه في ارتكابهما جرائم إرهابية ذات صلة بالهجمات التي وقعت في العاصمة الفرنسية باريس يوم الجمعة.
وقالت صحيفة محلية، إن الرجلين المحتجزين كان لديهما في منزلهما مادة «نترات الأمونيوم» المستخدمة في الأسمدة، وذكرت الصحيفة أن الرجلين نفيا شراءها لتصنيع متفجرات. وذكرت الصحيفة أن الشرطة عثرت على ذخيرة في منزل أحد الرجلين من بينها طلقات رصاص لبندقية كلاشنيكوف من النوع الذي استخدمه المهاجمون في باريس.
ميدانيا نفذت المقاتلات الفرنسية غارة جديدة على الرقة معقل تنظيم «داعش» في شمال سوريا، ودمرت مركزا قياديا وموقع تدريب، على ما أعلنت وزارة الدفاع. وأفادت وزارة الدفاع الفرنسية في بيان أن «الجيش الفرنسي شنّ للمرة الثانية خلال 24 ساعة غارة جوية على داعش في الرقة بسوريا». وأوضح البيان أن الغارة شنتها «عشر مقاتلات انطلقت من الإمارات العربية المتحدة والأردن» وألقت 16 قنبلة، وأكد البيان أنه «تم ضرب هدفين وتدميرهما بالتزامن». وتابع البيان أن «الغارة التي نفذت بالتنسيق مع القوات الأميركية استهدفت مواقع تم تحديدها خلال مهمات استطلاع أجرتها فرنسا مسبقا».
أنيس ن