أجمع زعماء ورؤساء حكومات الدول الأعضاء في التكتل الموحد في القمة الأوروبية الدورية التي عقدت أمس الخميس على ضرورة تكثيف التعاون في مجال محاربة الإرهاب، لتطويق الظاهرة داخليا و خارجيا .
وعلى الرغم من أن موضوع الإرهاب ليس مدرجا رسميا على جدول أعمال القمة الأوروبية الدورية ، إلا أن الهجوم الذي استهدف متحفا في مدينة تونس أول أمس و أوقع 23 قتيلا أغلبهم من السياح الأوروبيين، بالإضافة إلى تداعيات الوضع الليبي، قد وضعته في قلب التصريحات التي أدلى بها الزعماء لدى وصولهم إلى مقر الاجتماع .
وفي هذا الإطار، أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند- وفق ما نقلته وكالة أكي الإيطالية- أنه يشعر بالصدمة تجاه هذا الهجوم الذي استهدف تونس، "البلد الذي نجح في انتقاله الديمقراطي وقدم أملا للربيع العربي"، وأكد أنه سيرسل اليوم الجمعة وزير داخليته إلى تونس للحديث مع السلطات هناك حول طرق تعزيز التعاون الأمني، مشددا على أن الهدف هو مساعدتها على التصدي لخطر الإرهاب.
كما أكد الرئيس الفرنسي أن بلاده تبذل جهودا كبيرة سواء في مالي أو العراق من أجل التصدي للجهاديين، الذي لا يظهرون أي احترام للحياة البشرية والتراث، ونفى أن تكون بلاده قد طلبت مساعدات من أي طرف، وقال : "نحن نقوم بواجبنا، ومن المهم أن تعي باقي الدول الأوروبية أن مساهمة باريس أمر هام".
ومن جانبه، ربط رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل بين ما حدث في تونس والوضع الليبي مشدداعلى أن العمل على إعادة الاستقرار إلى ليبيا موضوع دقيق وهام، وشدد على ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية والسياسية الأوروبية، "كما يجب الإبقاء على كافة الخيارات المطروحة، حسب التطورات التي سنشهدها في المستقبل القريب على الساحة الليبية"، وأكد أن بلاده تساهم في مهمات حفظ السلام في أفريقيا والتحالف الدولي في العراق.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد أكد في تصريحات سابقة، تصميم بلاده على استخدام كافة الوسائل المتاحة لمحاربة الإرهاب، "وذلك عبر التعامل بحزم مع الظاهرة في الخارج، وفي الداخل السعي لنزع هذا السم من أفكار شبابنا"